|
ثـر أَيُّهَا الشِّعرُ وَلْتُرْسِلْ إِلَى قَلَمِي |
أُنْشُودَةَ النَّصْرِ وَاكْتُبْ نَصَّهَا بِدَمِي |
وَاعْزِفْ لِحُبِّ بِلَادِي أَلْفَ أُغْنِيَةٍ |
وَارْسُم شِعَارِي وَأَشْعَارِي عَلَى عَلَمِي |
وَانْظُمْ قَصَائِدَ عِشْقٍ فِي هَوَى وَطَنِ الْ |
أَمْجَادِ وَالنُّورِ وَالإِلْهَامِ وَالْكَرَمِ |
نَحْنُ الشَّبَابُ الَّذِينَ الْيَومَ قَدْ نَهَضُوا |
لِيَسْتَعِيْدُوا وَيُحْيُوا رِفْعةَ الْقِدَمِ |
جِئْنَا مِن الْأَمْسِ نُهْدِي فَجْرَنَا لِغَدٍ |
وَنَسْتَبِيحُ دِمَاءَ الْجَهْلِ وَالسَّقَمِ |
نَمْضِي بِحُبِّكِ يَا أَرْضَ الصُّمُودِ إِلَى |
مَرَافِئ الْأَمْنِ وَالْإِيْمَانِ والشِّيَمِ |
نَجْنِي هَوَاكِ أَكَالِيلاً وَنَنْثُرُهَا |
مِلْءَ السُّهُولِ وَفِي الْوُدْيَانِ وَالْأَكَمِ |
دُرُوبُنَا الْيَومَ فِي عَزمٍ سَنَقْطَعُهَا |
لِرَفْعِ رَايَاتِنَا فِي أَشْمَخِ الْقِمَمِ |
وَعُمْقُ إِيْمَانِنَا بِالله يُبْعِدُنا |
عَن هُوَّةِ التِّيهِ وَالإِسْفَافِ والْعَدَمِ |
وَكُلُّ مَنْ رَامَ إِنْقَاصًا لِعِزَّتِنَا |
يَقُودُهُ شَرُّهُ دَوْمًا إِلَى النَّدَمِ |
سَيَلْبَسُ الذُّلَّ أَثْوَابًا مُمَزَّقَةً |
وَيَجْرَعُ الْخِزْيَ فِيْ كَأْسٍ مِنَ النِّقَمِ |
وَيَكْتَوِي بِلَهِيبِ الْغيرَةِ انْطَلَقَتْ |
مِلْءَ النُّفُوسِ الَّتِي فِي ثَوْرَةِ الْحِمَمِ |
جُمُوعُنَا حُرَّةٌ فِي الْأُفْقِ صَارِخةٌ |
بِأَنَّنَا أُمَّةٌ مِن أَعْظَمِ الْأُمَمِ |
وَلَاؤُنَا كُلُّهُ لِلهِ خَالِقِنَا |
لِوحدَةِ الْأَرضِ وَالْإِنْسَانِ وَالْقِيَمِ |
بِوحْدَةِ الْيَمَنِ الزَّاهِي قَدِ اكْتَمَلَتْ |
أَفْرَاحُنَا وَبَنَيْنَا قِمَّةَ الْهَرَمِ |
صَنْعَاءُ يَا قَلْعَةَ التَّارِيخِ هَا هُو ذَا |
عَصْر الحَضَارَةِ وَالْأَمْجَادِ فَابْتَسِمِي |
شَرَاذِمُ الشَّرِّ وَلّتْ لَا رُجُوعَ لَهَا |
وَمَوْكِبُ الْخَيرِ يَخْطُو ثَابِتَ الْقَدَم |
مَوَاكِبٌ تَمْلَأ الدُّنْيَا بِرَوْعَتِهَا |
تَفْدِيْكَ يَا وَطَنَ الْإِيْمَانِ وَالْحِكَمِ |
تَحِيَّةُ الْحُبِّ قَدْ جَاءَتْكِ من عَدَنٍ |
تَشْدُو بِلَحْنِ وَفَاءٍ فِيكِ مُنْسَجِمِ |
هَيَّا ارْفُلِي فِي ثِيَابِ الْمَجْدِ زَاهِيَةً |
بِرَوْعَةِ الْحَقِّ وَالْآَمَالِ وَالْهِمَمِ |
قَدْ أَشْرَقَ النُّورُ فِي أَيَّارِ يَغْمُرُنَا |
آَيَاتُهُ سَوْفَ نَتْلُوهَا بِلَا سَأَمِ |
أَعْرَاسُ تشْرِينَ فِي أَيْلُولَ قَدْ وُلِدَتْ |
وَرَفْرَفَ النَّصْرُ فِي رَدْفَانَ كَالْحُلُمِ |
فَلَحْجُ عَانَقَتِ الْبَيْضَاءُ وَاتَّحَدَتْ |
ذَمَارُ فِي عَتَقٍ شَمْسَانُ فِي نُقُمِ |
وَاسْتَبْشَرَتْ كَمَرَانُ الْيَومَ سَاهِرَةً |
وَفَوْقَ سُوْقَطْرَة الْأَفْرَاحُ لَمْ تَنَمِ |
وَلِلْمُكَلَّا تَرَاتِيْلٌ تُرَدِّدُهَا |
وَإِبُّ تَعْزِفُ لَحْناً سَاحِرَ النَّغَمِ |
قَدْ أُعْلِنَتْ فِي رِحَابِ الْكَونِ وحْدَتُنَا |
كَمَشْرِقِ الشَّمْسِ يَجْلُو أَحْلَكَ الظُّلَمِ |
فَمَنْ يُغَالِطُ نُورَ الشَّمْسِ إِنْ طَلَعَتْ |
فَذَاكَ فِي غَيِّهِ كَالْعَابِدِ الصَّنَمِ |
أَرْضُ السَّعِيْدَةِ يَا مَهْدِي وَيَا كَفَنِي |
أَقْسَمْتُ بِاللهِ رَبِّي أَغْلَظَ الْقَسَمِ |
بِأَنَّ كُلَّ عَدُوٍّ غَادِرٍ نَهِمٍ |
رُوْحِي سَأَبْذُلُهَا فِي حَرْبِهِ وَ دَمِي |
وَمَنْ أَرَادَ بِنَا تَمْزِيقَ وَحْدَتِنَا |
حَتْمًا سَنَجْعَلُهُ كَاسْمٍ بِغَيرِ سَمِي |
فَوحْدَتِي شُعْلَةٌ لِلنُّورِ تَحْرُسُهَا |
عِنَايَةُ اللهِ وَالْإِيْمَانُ مُعْتَصَمِي |
أَنَا ابْنُكِ الثاَّئِرُ الْإِنْسَانُ مِنْ سَبَأٍ |
يَحْلُو - لِيَحْيَا كَرِيْمًا مَوْطِنِي - أَلَمِي |
أَمْضِي عَلَى الدَّرْبِ أقْفُو خَطْوَ ذِي يَزَنٍ |
فَالْأَرْضُ مُبْتَدَئِي وَالْأَرْضُ مُخْتَتَمِي |
وَحِيْنَ أُسْأَلُ عَنْ تِلْكَ الَّتِي أَسَرَت |
قَلْبِي وَفِي حُبِّهَا مُسْتَعذَبٌ كَلَمِي |
أُجِيبُ أُنَّ اسْمَهَا فِي الْقَلْبِ أَحْرُفُهُ |
يَاءٌ وَمِيْمٌ وَنُونٌ نُورُهَا بِفَمِي |
عَلَى حُدُودِكِ مُخْتَارًا أَسَلْتُ دَمِي |
نَارًا تَصُدُّ فُلُولَ الغَدْرِ وَالنَّهَمِ |
تَحْمِي الْهَوَاءَ الَّذِي رَقَّتْ نَسَائِمُهُ |
مِنْ جَورِ طَاغِيَةٍ أَوْ غَدْرِ مُقْتَحِم |
فَبَارِكِي هِمَّتِي أُمَّاهُ وَاجْتَمِعِي |
لَآَلِئُ الْمَجْدِ فِي عِقْدِ الْحِمَى انْتَظِمِي |