طرح رائع لآفة أصابت مفكّري وأدباء عصرنا
حيث يعتبر البعض منهم أنّ الثّقافة الحقّة والفكر السّليم لا يأتي إلاّ مُستوردا
في حين أنّ جلّهم يهجرون كتاب الله وسنّة نبيّة والتي تعتبر معجزة خالدة على مرّ العصور
بما تحويه من تفسير علميّ دقيق لكلّ ما يستجدّ من اكتشافات واستنتاجات ...
ورغم أنّ لغتنا العربيّة هي من أثرى اللّغات، ورغم أنّ العلماء العرب هم روّاد الفكر والحضارة والعلم
في العالم بأسره، ورغم الكثير من الحيثيّات التي يتجاهلها مفكرنا المعاصر عمدا أو جهلا،
نجد جلّ من نطلق عليهم لقب علماء ومفكّرين من أبناء جلدتنا يتباهون باقتباس ما قاله ويقوله علماء وحكماء العالم الغربيّ.
لست ضدّ أن نتعلّم من الغربيّ ما ينفعنا في حياتنا ومعاشنا، لكن من واجبنا أن نفكّر مليّا بكلّ ما يصل إلينا منهم، وأن نأخذ ما يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا وديننا الحنيف، وأن نتتبّع ما يصلنا منهم بعين النّاقد
فلا نسلّم بصحّة ما نسمع أو نقرأ دون التّمحيص وتفحّص مدى صحّته.
نحن في زمن بتنا به عرضة لغزو فكريّ مصدره ليس من طرف واحد، بل هو غزو متعدّد الجبهات
يستهدف ديننا وتعاليم رسولنا الكريم، وأخلاقنا وقيمنا الأصيلة.
وعلينا أن نكون حذرين مع كلّ من نتعامل معهم، وأن يكون لنا دورا فاعلا في نشر كلمة الحقّ والدّفاع عن قيم ديننا الحنيف.
كما علينا أن نعي بأنّ العدوّ المختبئ بيننا هو أخطر وأشدّ تأثيرا من العدوّ الغربي
لا لشيء إلاّ لكونه يملك من طريقة التّواصل ما يغري به المتلقّي بالاستجابة، خاصّة عندما يأتي بالأفكار ملغّمة في زيّ محاضرة تقتبس بعض الأحاديث الضّعيفة أو الآيات المنسوخة من كتاب الله.
سعيدة بهذا الطّرح الرّائع أخي
وبكلّ ما تلاه من تعقيبات رائعة للأخوة الأعزّاء
دمتم جميعا بخير وبورك حرفكم وفكركم
محبّتي
فاتن