|
أيُّها المُرْتَديْ أنِيْنَ الأَزِقَّةْ |
كَيْفَ تَزْدَادُ بالمَوَاجِعِ رِقَّةْ؟ |
تَجْمَعُ اللَيْلَ مِنْ عُيُونِ الحَيَارى |
ثُمَّ تَمْضي على الدُّرُوبِ بِحُرْقَةْ |
ياصَدِيقي لقَدْ نَكَأْتَ فُؤَادًا |
غَصَّ بالنَّبْضِ مُنْذُ أَوْلِ خَفْقَةْ |
لاتَدَعْني مُضرْجًا بسُؤالٍ |
وأرحْني من الجَوابِ بِطَلْقَةْ |
كُنْتُ في غَمْرَةِ الرِّهَان طَريدًا |
أخْسَرُ العُمرَ كي أفوزَ بِسَبْقةْ |
في هروبي تَتِمةٌ لحياتي |
وانْحِسَاري بِخُطْوَةٍ عِدْلُ شَنْقَةْ |
فَأنا مَيِّتٌ ولكنَّ روحي |
لَمْ تَزَلْ تَحْتسي مِنَ التِيهِ غَبْقَةْ |
كَبَّلتْني الرِّيَاحُ رغْمَ جُمُوحي |
في مدارٍ يَزيدُهُ القُرْبُ شُقَّةْ |
فَكَأنَّ الطَّريقَ صَكُّ خُلُودي |
وارْتِحَالي ضَريبةٌ مُسْتَحَقَّةْ |
هَكَذا عِشْتُ باحِثًا عَنْ مَصِيري |
لا أُبَالي بغُرْبَتي والمَشَقَّةْ |
أحْمِلُ الكَونَ كُلَّهُ في عيوني |
حَلْقَةً أٌفْرِغتْ بِداخِلِ حَلْقَةْ |
بُعْثَرتْ سُحْنَتي بآخر وجْهٍ |
فأشادَتْ رُؤى الحَنين بِدِقَّةْ |
عَرْبَدَ الحُزْنُ في دَمي وتمطَّى |
فَوقَ صَدْري كَمَنْ تَعَمَّدَ سَحْقَهْ |
ضَمني ضَمَّةَ الخَلاصِ وَ ولَّى |
يُنْذرُ النَّاسَ بانْبِعَاثيْ كدَفْقَةْ |
آيَةُ الفَقْدِ نُزِّلَتْ مِنْ جراحي |
ذَاتَ نَزْفٍ يحَاولُ الصَّمْتُ نُطْقَهْ |
كُلَّما أَذَّنَ الأسى في فُؤَادي |
قَامَ يَتْلو على الجَوَانِحِ شَهْقَةْ |
أيُّها اللاهثونَ خَلْفَ ظِلالي |
دَثِّرُوني فإنَّ للنُّورِ صَعْقَةْ |
كُلُّ شَيءٍ مُهَيَّأٌ لظهوري |
ذاك شِعري قد أدركَ اليومَ حَقَّه |
! |
|