شكراً لك أختي المبدعة على اهتمامك النبيل ، شكراً على كلمتك الطيبة ، كلمة أعتز به ..
هل كتابة نص المسرحية هو ما يُطلق عليه باسم ( السناريو ) أم هذا الثاني مختلفا ؟؟
عندما يكتب الكاتب نصاً مسرحياً فإنه يشتغل على اللغة المبنية على ثلاث دعامات أساسية / الحوار / الصراع / الحركة / فالحوار يكتب بطريقة خاصة تخضع لتنظيم محكم على بياض الورقة ، وقد اهتم كتاب المسرحيات بالجانب البصري للنص أي غرافيته أو مظهره الخارجي عن طريق ما يسمى بالإرشادات المسرحية ،فهي تتضمن مجموعة من العناصر من بينها : / العناوين الرئيسية أو المتخيلة من فصول ومشاهد ولوحات ،/ لائحة الشخصيات بالإضافة إلى أسمائها المكتوبة أمام كل سطر حواري /إشارات زمنية وفضائية / تحديدات مختلفة تتعلق بوضعية الشخصيات وحركاتها وطريقة كلامها ودخولها وخروجها والديكور والأزياء .. تتم هذه التحديدات على مستوى النص المكتوب ، وتغيب أثناء العرض والتشخيص .. فالكاتب المسرحي أصبح مقيداً بسويعات محدودة في المسرح لعرض مسرحيته لا يستطيع أن يتجاوزها .. وتحديد الزمن له اثر على بنية النص .. ومن تم يقسم الكاتب مسرحيته إلى فصول ما بين ثلاثة وخمسة ..كل فصل يضم عدة مشاهد .. الفصل الأول يعرض الشخصيات والمشكلة والثاني يتعرض للأزمة والثالث يتجه نحو الحل والنهاية ..
لا أملك معلومات كافية عن صناعة الأفلام ، فعندما أشاهد فيلماً قد أتفاعل مع القصة ولا أتساءل عن السيناريو ومن كتبه ، هل المؤلف أم كاتب آخر يأخذ فكرة المؤلف ويعمل على تنميتها ويعالجها معالجة سينمائية ، بعدما يحولها إلى عدة مناظر موزعة زمنياَ ومكانياً ،ومصورة في أماكن مختلفة ..ثم يتم تجميع تلك المناظر بعدما يرقمها ويرتبها ،آنذاك تكون بنية القصة مكتوبة سينمائياً وهو ما يعرف بالسيناريو الخاص بالصورة ، و الفرق بين عرض المسرحي وعرض فيلم سينمائي على ما أعتقد ، المسرحي ينقل المشاهد عن طريق اللغة إلى أماكن متعددة رغم أن الشخصيات توجد في فضاء الخشبة ، وإذا ما أراد أن ينقلنا زمنياً من مكان إلى آخر فإنه يعتمد على رفع الستار وإنزاله ، بينما السينمائي يستطيع أن ينقلنا إلى أمكنة متعددة وفي زمن معين وهو يتتبع الشخصية وهي تقوم بالحدث عبر صور متنامية ومعدة جيداً من قبل كاتب السيناريو .. والاتجاه الجديد في إعداد فيلم ما ، نجد أن الكاتب الأول يطرح الفكرة .. يأتي كاتب آخر ينمي الفكرة ويعالجها في مقطع صغير ، ثم يأتي كاتب آخر ينتج مقطعاً متمماً للمقطع الأول مع الحفاظ على الفكرة الأصلية .. ثم الثالث والرابع .. بحيث يشترك عدد كبير من الكتاب في كتابة سيناريو الفيلم .. وهذا ناجح في المسلسلات الأمريكية أكثر من الفيلم ..
ومن هنا يمكن أن نقول أن كتابة نص المسرحية تختلف في الأصول والتقنيات على كاتب السيناريو في السينما ..
شكراً أختي المبدعة المتألقة .. براءة .. على هذه الأسئلة القيمة وأتمنى أن أكون قد لامست جوانب عديدة ولو نسبية ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..