وأتى الصباحُ مُلَمْلِماً أحزاني
مثلَ الهلالِ البازغِ الرَّمَضانيْ
نشِطاً .. يُوَزِّعُ للوجودِ بشاشةً
متفائلاً كالعاشق الجذلانِ
فغَفَتْ على كتف الصباح براءتيْ
وغفا على حضن الصباح حنانيْ
الله ما أحلى الصباحَ لِمِثلِنا !
الله ما أحلاكَ ! .. ما أحلانيْ !
الله ما أحلى الصباحَ قصيدةً
عَفوِيَّةً تَقْتاتُها أشْجانيْ !
وأتى الصباحُ يُقَسِّم الأفْراحا
وبكلِّ عذْبٍ يملأُ الأقداحا
وأتى الصباحُ بشمسهِ وبأُنْسِهِ
مَسَحَ الرؤوسَ وقبَّلَ الفَلَّاحا
وأتى يَمُدُّ مِنَ الصَّفاءِ أكُفَّهُ
لِيُصافِحَ الأبْدانَ والأرْواحا
وأتى الصباحُ بعَطْفهِ وبلُطْفهِ
بِبَداهةِ الأضواءِ .. بِالألوانِ
يستلُّ من شَفَةِ النسيمِ تحيَّةً
لِلْكَهْلِ , للأطفالِ , للشُّبّانِ
وأتى الصباحُ هديَّةً غَيْبيَّةً
للناسِ .. للأَعْداءِ والخِلَّانِ