أمُّ الديار
كـفـوفـُكِ أمْ غيثٌ تدافع في الســــما
وعينـُك أمْ فيــهـا ربيعـُك قـد نمـــا
وقـفـتُ علــى أُمِّ الديـــــار مغــــازلاً
أنادي مـسيحاً او أناشـــد مـسلمــا
فيا حـيـرة الطـوفـان يلبس جـبـَّـــة ً
يطوف بها فوق الغـمامة محرمـــا
يـفـتُّ من الطـود العـظـيم ســـمـاءَهُ
ليغتال من تلك الســــماحـة أنجمــا
يـمـدُّ بأكبــاد الســنيـن مخالــبــــــا ً
ليمتص زهواً بالبشاشــة مـُفـعـمـا
ويا حيرة الأحداق تشـــزر بعضهـــا
وبعضٌ تنائى يا اخـيَّ ليـَســلمـــــا
ويا حيرة الصبح الكئيب وشـمـســهِ
وليـلٌ بأهــداب الظـــــــلام تلثـَّمـــا
كأنـّي على رأســـي أسـيـر مـكـبـّــلاً
وفي معصميَّ القيدُ أصبح معصمـا
تناولتُ جرحي كي أصوغ قـصـيــدةً
ولكنّ جرحــي بالقـصـيـد تلعـثـمــا
نلوك من العـمـر الهزيـل عجافـَــــهُ
ومن فرط ما فينا نصير جهـنـّمــــا
توكـّأ عـكـّازَ الســـــنين فراتــُنـــــــا
وصارت شــواطيه الكئيبـــة مأتما
هتفنا هتاف الصابرين على اللضـى
وكنـّا صروحــاً للمعابـر سـلـَّمـــــا
ضحكنــا بوجه الموت نلقى غـمـاره
فلمـّا رآنا نســـتهـيـنُ تـبـسّــمـــــا
فـربّ صروف الدهـر تغـرق مركبي
وتطفـي مصابيحَ المدينـــةِ ربـَّمـــا
ولكنـّني أبقــى أواصــل رحـلـتـــــي
ويبقى الهوى مهما تخضِّبني الدِما
لانـّي انا العشــــق الدفين ســأنبري
فعشـــقي جنونٌ لا تطاولـه السـمــا
نظمتُ لهــا عـِقــدا ً يفيض كـواكـبـاً
وكنتُ لها عيناً وكنتُ لهــا فـمــــا
فـلا زلتِ يــا أمَّ الديــــــار فـتـيـَّــــةً ً
وإني سأبقى في ربوعِكِ مُـغـرمـــا