عجباً أرى
رمضانُ هلَّ على الأنامِ بنورهِ
وبلادُنا في محنةِ الأصفــــادِ
أرضُ الكنانةِ تشتكي من حالِها
في ظلِّ حكمِ عصابةِ الإفسادِ
والشامُ تذبحُ والدماءُ كأنَّهـــــــا
سيلٌ تحدَّر في مسيـــرةِ وادي
خلقُ التسامحِ في الأنامِ فضيلةٌ
لا تستوي وصنائعَ الأوغـــادِ
هل من سبيلٍ للتسامحِ بعدمـــا
عجَّت رحابُ الأرضِ بالأحقادِ
ملئوا قلوبَ العالمينَ بحســـرةٍ
ودمُ البراءةِ ما يزالُ ينـــــادي
سفكوا دماءِ الأبرياءِ جهـــارةً
وعلى رؤوسِ الخلقِ والأشهادِ
لا لن أكونَ لهؤلاءِ مسامحـــاً
لا لن أكونَ لهم ظهيــــرَ فسادِ
لله قومٌ قد تبـــدَّل حالُهـــــــــم
هجروا الحياةَ بذروةِ الأمجـادِ
نبذوا سبيلَ الهديَ هديَ نبيِّهـم
يتسابقـــونَ لنصــرةَ الأسيـــادِ
تركوا كريمَ الخُلقِ بئسَ خيارُهم
وغدَو بحالٍ غير ذاتِ رشـــادِ
أضحى التباغضُ والتشاحنُ شأنَهم
تركوا الأعاجمَ تستبيــح بلادي
كتبوا على مرِّ السنينِ صحائفا
باتت معالمَ في سنيــنَ شــــدادِ
يا أمتي كيف السبيلُ لصحوةٍ
حتى نعيدَ مكــــارمَ الأجــــدادِ
أوليسَ في هديِ الحبيبِ مواعظٌ
صقلت قلوبـاً جلّلــت بســوادِ