لن نخون ولن نهون
أحمد عبد الكريم زنبركجي
مهلًا ورفقًا بالحنايا يا سِنونْ = قد دُستِ زهرَ العمْرِ ، أيقظْتِ المنونْ
وَيْ أين منّي عنفوانُ صبابتي ===============+============-_ أين الفتوّةُ ، يـا عذاباتِ الشجونْ
شيبٌ ووحشةُ غربةٍ وجِراحةٌ __ في القلب ، يا ربّاهُ ، ما هذي السجونْ ؟
ثقُلتْ عَلَيَّ سلاسلي ومَدامعي ====__ فُكّوا إساري ، وارحموا مني العيونْ
فمتى أراكِ أيا دمشقُ عزيزةً ؟__ ومتى أُكَحّلُ مِن مُحَيّــاك الجفونْ ؟
قسَمًا لأفْترِشَنَّ تُرْبَكِ حاضنًا =====__ =ولَأَلْثُمَنْ أورادَ خدِّكِ في جنـــــــونْ
بردى أَتَذْكُرُني ؟ فكم غنَّيتُ في ==__ شَطّيكَ ، كنتَ مُسامري ، كنتَ الحَنونْ
ما بالُ مائكَ عَكّرتْهُ حُثالةٌ __ سفكَتْ دماءَ الوردِ ، هدَّمَتِ الحُصونْ !
لهفي عليكِ أيا شآمُ وحيــــدةً __ والذئبُ ينهشُ في لحومكِ في مُجونْ
أَتُراكِ شاقَكِ يا مُنايَ تَأَلُّقٌ __ أَتُراكِ تنتظرين ذيّاكَ الســـــــكونْ ؟
إني أَرى كَفَّيكِ في عالي السَّما __ ويشعُّ نورُ اللهِ . تَنزاحُ الظنـــــــون
فَتَهُلُّ بُشْرى ، ثم يَسْوَدُّ الفَضا __ ويموجُ بحرُ دمائكم : هل تصبرونْ ؟
فتُجيبُ مِنْ بينِ الركامِ سواعدٌ __ إنّا حَلَفْنا : لن نَخونَ ، ولن نَهــــونْ