|
جَثَامِينٌ تَسِيلُ مِنَ القَوَافي |
على نَبْضٍ تَجَمَّدَ في شغافي |
كأنَّ البحرَ يرفلُ في الأيامى |
فيصْفَعُ وجْهَ أرْمَلةِ الضِّفافِ |
وكَفُّ الريحِ تكنسُ ماتبقَّى |
مِنَ العَدَمِ المُحنَّطِ في لحافي |
أراودُ مُقْلَتي الحيْرى طويلاً |
فإنْ زاغتْ هُديتُ إلى اختلافي |
أُعاتبُني فأغضبني وأمضي |
شريدًا هائمًا بينَ الفيافي |
فأيُّ الراحلينَ أنا إذا ما |
تلاقينا وخُنْتُ عُرى التَّصَافي؟ |
لقد نُزعَ الغطاءُ وبانَ نصفي |
فبانَ أحبتي قبل انكشافي |
تَعَرَّتْ سوءةُ الدُّنيا أمامي |
فحاصر عُهْرُ أفكاري عفافي |
أَ تقترفُ المساءَ بناتُ نعشٍ |
وخلفَ جنازتي شمسُ اعترافي؟ |
عرَفْتُ الآنَ بلْ أيْقَنْتُ أنِّي |
نَذير النَّاسِ لستُ نذيرَ قَافِ ! |
فلا شَجرًا توظأ من نزيفي |
ولا مطرًا يُصَلِّي في جفافي |
أيا أرضَ الكنانة إنَّ سهمي |
أصاب حشاشتي قبل الْتفافي |
برابعةِ الهدى موتٌ تمطّى |
وفي سيناء ثالثةُ الأثافي |
أرى جيشًا يسيِّرُهُ هواهُ |
وشعبًا ظاهرًا والحقُّ خافِ |
وقاهرةُ المعزِّ تلوكُ ذُلّاً |
وتَجْرَعُ لعْنَةَ المُلْكِ الزعافِ |
أقيلوا كلَّ أحلامي العذارى |
فقد مَزَّقْنَ أثوابَ الزّفافِ |
دعوني أسْتَريحُ من المنايا |
بإرهاقِ المُنى أو بانحرافي! |
هنا أرضُ الشآمِ فأينَ مني |
محاريبٌ تحنُّ إلى اعتكافي؟ |
وأذَّنَتِ المدافعُ في رباها |
فحيَّ على المقابرِ و المشافي |
سنتلوا ما تيسَّرَ من عذابٍ |
وتركعُ دمعةٌ خلفَ المنافي |
ويمحوا اللهُ آلامَ الثكالى |
ويكتبُ ذنبَ أشباه الخِرافِ |
بني قومي -وقامَ الدهرُ يشكو- |
أميطوا بالوصالِ قذى التَّجافي |
أراكم لا أرى إلاّ سرابًا |
تَحَلَّلَ من دمي قبل الطوافِ |
وكلبُ بني النُصيرِ يسوقُ شعبي |
فَنَلْتَحِفُ الهلاكَ بلا ارتجافِ |
سلامٌ ثورةَ الأحرارِ سيري |
بأمرِ اللهِ مَجْرَاكِ ائتلافي |
فهذي غَضْبةٌ للحقِّ أوْهتْ |
قوادِمَهم وأحْرَقَتِ الخوافي |
ومن حمص العدية سار جيشي |
يدكُّ حصونَ عُبْادِ القِحَافِ |
فأذهبَ سكرةَ الحِقْدِ المُسجَّى |
وعتَّقَ كأسَ نصرٍ مِنْ سلافِ |