فَـفِــي المَـشَـاعِـرِ سَـــادِيٌّ وَحَـانِـيَـةٌ *** وَفِـــي المَـحَـاجِـرِ أَحْـــلامٌ وَأَمْـــلاحُ
وفِــي الضَّمَـائِـرِ حَـجَّــاجٌ وَأُحْـجِـيَـةٌ *** وَفِــــي الـمَـنَـابِـرِ نَــحَّــابٌ ونَــبَّــاحُ
تَجْرِي الدِّمَاءُ كَأَنَّ الأَرْضَ مِـنْ جُثَـثٍ *** وَالمُجْرِمُـونَ عَلَـى أَشْلائِهَـا ارْتَاحُـوا
لَـمْ يَنْـجُ مِـنْ غَدْرِهِـمْ شَـامٌ وَلا يَـمَـنٌ *** وَلَيـسَ فِـي مِـصْـرَ لِلفِـرْعَـونِ أَلْــوَاحُ
أَغْرُوا المَطَامِعَ فِي الأَوْرَاقِ فَاخْتَلَطَتْ *** وَلا يُــقَــرِّرُ إَلَّا الـشَّـعْــبُ وَالــسَّــاحُ
تَفَـاخَـرُوا بِـالـذِي يُــزْرِي بِصَـاحِـبِـهِ *** كَمَـا تَفَاخَـرَ فِـي الضَّحْـضَـاحِ سَـبَّـاحُ
بَاعُوا وَعَابُوا وَعَبُّوا الكَأسَ مِنْ خَتَـلٍ *** الــوَرْدُ فِيـهِـا قَــذًى وَالـشَّـوْكُ تُـفَّــاحُ
وَمَــا شَـرِبْـتُ وَلَـكْـنَّ النُّـهَـى ثَمِـلَـتْ *** بِصَدْعِ مَنْ أَنْتَنُـوا الدُّنْيَـا وَمَـنْ فَاحُـوا
لَـمْ يُحْـرِزِ الصِّـدْقُ إِلَّا غَمْـطَ صَاحِبِـهِ *** وَفَــــازَ بِـالـقَــدْرِ خَــتَّــالٌ وَمَــــدَّاحُ
فَكُـلُّ حـزْبٍ مَحَضْـتُ الـرَّأْيَ يَرْكُـلُـهُ *** وَكُـلُّ ثَـوْبٍ كَسَـوْتُ النُّصْـحَ يَنْـصَـاحُ
يَا عِيـدُ عُدْنِـي وَقَلْـبُ الطِّفْـلِ يَسْكُنُنِـي *** فَـقَــدْ سَـئِـمْـتُ نِـفَـاقًـا ظَـــلَّ يَـنْــدَاحُ
عُـدْ لِــي بَــرَاءَةَ إِحْـسَـاسٍ فَيُسْعِـدُنِـي *** صَفْوُ القُلُوبِ رِضًـا وَالعَيـشُ رَحْـرَاحُ
أَيَّــامَ لا مَرْكَـبِـي بُـــؤْسٌ وَلا لُـغَـتِـي *** يَــأْسٌ وَلا أَمَـلِـي الـوسْــوَاسَ يَـلْـتَـاحُ
عُـدْ لِـي بِبَسْمَـةِ يَـومٍ لَـمْ يَـمُـتْ غَــدُهُ *** وَبِـائْـتِـلافِ قُـلُــوبٍ فِــيــكَ تَــرْتَــاحُ
إِنَّ الحَـيَـاةَ غَـــدَتْ لِـلـحُـرِّ مُـوجِـعَـةً *** حَـتَّـى تَـوَلَّـتْ عَــنِ الأَجْـسَـادِ أَرْوَاحُ
وَهَلْ أَمَرُّ عَلَـى الإِحْسَـاسِ مِـنْ خَـدَرٍ *** أَنْ لَيـسَ فِـي الدَّهْـرِ أَفْـرَاحٌ وَأَتَــرَاحُ؟
وَهَـلْ أَشَـقُّ مِـنَ الشَّكْـوَى إِلَـى مُـهَـجٍ *** تــذْوِي وَهُــنَّ لِـدَمْـعِ العَـيـنِ أَقْــدَاحُ؟
أَوْصَدْت يَا عِيدُ دُونَ البِشْرِ بَابَ غَدِي *** فَـهَـلْ لَـدَيـكَ لِـهَــذَا الـبَــابِ مِـفْـتَـاحُ؟
قصيدة : أحلام وأملاح
د. سمير العمري
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=67407