صناعة الكتابة
كما أن لإنشاء المبنى وصناعته لابد من من مواد البناء ، ووجود المهندس أو البناء ، كذلك لإنشاء الكتابة وصناعتها لابد من وجود مواد الصناعة ، ومهندس هذه المواد ، هو الكاتب أو الأديب .
ومواد صناعة الكتابة هي كما يلي :
أولاً : الحرف :
تقوم صناعة الكتابة أساساً على حروف الهجاء ، وهي حسب الترتيب الأبجدي :
أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ، ثخذ ، ضطغ ، وهي ثمانية وعشرون .
وهي حسب الترتيب الألفبائي :
أ ، ب ، ت ، ث ، ج ، ح ، خ ، ذ ، .................الخ
وهي حسب الترتيب الصوتي المبني على تدرج الحروف من أقصى الحلق إلى الشفتين : ع ، ح ، هـ ، خ ، غ ، ق ، ك ، ج ، ش ، ض ، ص ، س ، ز ، ط ، د ، ت ، ظ ، ذ ، ث ، ر ، ل ، ن . ف ، ب ، م ، ي ، و ، أ .
ثانياً : الكلمة :
يتضمن الحرف شكلاً وصوتاً ، ومن أشكال الحروف تنشأ الكتابة بمعنى الخط والصورة ، ومن أصوات الحروف تنشأ الكتابة بمعنى الصوت والانفعال ، وهكذا فان الكلمة المكتوبة أو الملفوظة تنشا من الحروف الهجائية .
وتتوقف فصاحة الكلمة على كيفية تجمع الحروف فيها ، وفي الفصاحة يكون الاتجاه إلى أصوات الحروف لا إلى أشكالها ، لأنه يمكن رسم الحروف المتقاربة المخارج بجوار بعضها ، ولا نستطيع التلفظ بها إلا بصعوبة تجعل الصوت غير بين . .
والفصاحة في اللغة هي : الظهور ، والبيان ، و خلوص الكلام عن التعقيد ، رجل فصيح ، وكلمة فصيحة ، وكلام فصيح .
ثالثاً : الجملة :
وحينما تجمع الكلمات بصورة تعبر عن معنى ، تتكون الجملة ، فهي تنشأ من كلمات . وحيث أن للحرف دور في فصاحة الكلمة ، وان صفات الكلمة الفصيحة لها دور في بلاغة الجملة ، فان الجملة البليغة تتسم بسمات الكلمة الفصيحة ، وتضيف إليها صفات أخرى تنشا عن التركيب . والمحصلة هي : أن تركيب الجملة هي أساس صناعة الكتابة .
رابعاً : الفقرة :
وحينما تؤلف الجمل مع بعضها ، وتتمازج بينها ، وتتوالد فيما بينها ، وتتوالد منها الصور الأدبية التي توحي وتؤثر ، آنئذ تتكون الفقرة .
والفقرة تكتب من بداية السطر ، مع ترك مسافة بمقدار كلمة واحدة ) سنتيمتر واحد تقريباً ) ، وذلك لتميز الفقرة عن الفقرة التي قبلها وتلك التي بعدها ، كما تترك مسافة بين فقرتين تساوي ضعف المسافة بين سطرين من اسطر الفقرة ، وذلك لإحراز الوضوح للفقرات ، وإراحة القارئ ، وبالتالي تسهيل عملية الفهم والاستيعاب عليه ، وهذه الملاحظات التي تتعلق بفنيات الكتابة والإنشاء .
خامساً : القطعة :
والقطعة تتألف من الفقر ( جمع فقرة ) ، وقد تتكون القطعة الأدبية أو الكتابية من فقرة ، أو فقرتين ، أو أكثر ، وجمال القطعة وإفادتها تعتمد على الكلمات والجمل والفقرات التي تتألف منها .
سادسا : العمل الأدبي :
ومن القطع واتحادها يتكون العمل الأدبي أو الكتابي ، حيث يظهر جسما حيويا ، يتحرك فيحرك بجماله وإيحاءاته .
وهكذا نجد أن العمل الأدبي يتألف من القطع ، والقطع تتألف من فقرات ، والفقرات تتألف من جمل ، والجمل تتكون من كلمات ، والكلمات تتكون من حروف ، ساكنة .
وليست مواد صناعة الكتابة غير هذه ، ولذلك وجب على الكاتب أن يعرف مواد صناعته وطبيعتها جيداً ، لكي يجيد ويتقن فن الكتابة والإنشاء والأدب .