|
قسَّمتَ شعبا ذا صلادة واحدا |
وسننت في نار الفتون حدائدا |
وحرقت بالسعر الفظيع أواصرا |
كانت رباطا للمفاصل جامدا |
ونخرت صرحا شامخا ذا هيبة |
أمسى خرابا مستباحا مائدا |
جزأته أجزاء ريح عاصف |
أعطى الأعادي في البلاد موائدا |
فيها أناخوا بالبلاء ركابهم |
منهم نلاقي بالعذاب مكائدا |
كنا جميعا باتحاد شامل |
بالحب نقهر مستبدا حاقدا |
كنا بوحدة قوة فتهشمت |
أضحت مشاعا بالضغائن سائدا |
وغمرتنا بالكره مزق قلبنا |
يا من أقام لنا الخصام روافدا |
فيه استباح الظالمون دمائنا |
حتى رأينا للقبور شواهدا |
إني رأيت دجى الظلام ممهدا |
للكل يكسر للجميع قواعدا |
ويغير الأشياء حسب مزاجه |
ويضم فينا ما يشاء حصائدا |
ويعيث في الأرض الخصام بدأبه |
يمحو من الود القريب فوائدا |
فتتنا تفتيت عمد نرتئي |
فيك القريب المستبد القاصدا |
وخدعتنا : معسول قول آنف |
ينساب فينا بالمرارة كاسدا |
وسرى لدينا من لدنك تبجح |
يبديك عن صدق التزامك حائدا |
نستبدل النار القديمة بالتي |
شبت لتوقد بالجديد مواقدا |
ما كان ذلك قصدنا في ثورة |
ضلت لدينا للوفاقِ مقاصدا |
كنا نروم سلامنا ووئامنا |
كنا نود على الدوام الراشدا |
لنعيش عيشة نضرة بتآلف |
بالحب نسطر للسلام تعاقدا |
ونحقق الآمال باتت ترتجي |
منا مع العزم الدءوب تعاهدا |
لكنها ولت ليال سعدنا |
أمست تواجه ذا غموض صائدا |
أين اتجاه السائرين بدربنا ؟! |
فالكل ألفى بالطريق مصائدا |
شحت موارد سعينا وتراجعت |
نرنو بأوجاع الغوائل فاقدا |
وتلوح فينا معضلات جمة |
لاقت سقيما بالقرار معاندا |
والكل يهتف في وجوه أمعنت |
بهتافها تقلى الكبير القائدا |
كالغابة الكبرى تضج صفوفنا |
حتى ارتجينا للسماء مصاعدا |
ما هذه الأم التي في أرضها |
يهوى الأنام مع الهدوء وسائدا |
ضجت بها الأرجاء تفتح عينها |
تنعى ائتلافا للخلائق رائدا |
بالحزن تذرف دمعها بمناطق |
كانت ربيعا للبرايا عائدا |
بمروج حسن مستقر يانع |
تعطي الأحبة بالعبير مساندا |
فيها الأمان مع النضار حقيقة |
تصفو تلاقي في حماها رافدا |
ونرى الكرام الزائرين لروضها |
جاءوا ومدوا للجمال سواعدا |
الآن نخشى للحبيبة فقرها |
إفلاسها يزجي الخناق الوائدا |
يا أرض حبي لا أزال بلهفتي |
أمضي أبث لك الغرام الزائدا |
وأهيم فيك بشوق إجلال حلى |
لي في رباك أرى الشتاء الباردا |
والصيف بالحر اللطيف بجوه |
أنس يلاقي بالوداد مشاهدا |
أحببت فيك الطقس طاب لمغرم |
يشدو لك التحنان عذبا شاهدا |
أن الجميلة لا يزال جمالها |
يسبي محبا في سواها زاهدا |
لكنها في فتنة بمخافة |
تخشى العدو المستبد الحاسدا |
لن تنحني مصر العظيمة للذي |
يرجو لها الإذلال قيدا وافدا |
لا لن تراعي مصرنا وتأكدي |
من وعي شعبك سوف يبقي عابدا |
لله رب العرش جل جلاله |
يرجو إلها ذا لطائف واحدا |
ويحب طه المصطفى خير الورى |
بالطهر يحيا مستقيما حامدا |
يا شعب مصر بالانقسام هلاكنا |
هيا نؤم بالالتئام محامدا |
فيها صلاح حبيبة بقلوبنا |
تخشى اندكاكا بالمفاتن هامدا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما الغيم ضم الوابلي الراعدا !! |