|
أُخَبِئُ عَنِّي لَوعَةَ الفَقْدِ نافيا |
و أُقْنِعُ قلبي أنه كانَ غافيا |
أمُرُّ على الأطلال عدواً كأنَّني |
صبيٌ تخَطَّى حُرقة الجمرِ حافيا |
و لو أنَّه ألقى عصا الوصل بيننا |
لشقَّ بها دمعاً تغشَّى ضِفافيا |
و قد كان مِمَّا راعني ليلة النوى |
حديثُ عتابٍ بَثَّ فيَّ ارتجافيا |
تقول و قد فاض الأسى من عيونِها |
أتقذفُ بالجرم العظيم عفافيا؟ |
تَفَكَّرْتُ في أمري سنيناً و أمرِها |
فلم ينتزِع تأنيب قَلبِي اقترافيا |
أُطارد شكَّي هارباً مِن يقينِها |
و مَنْ خَافَ في الأوطان يهوى المَنَافيا |
إلى أن أتاني الدهرُ منها بمَخْبَرٍ |
فأبصرتُ قلباً يَرشفُ الحب صافيا |
فو الله ما خانت ولا مَسَّت الخنا |
و لم ترتضي للطهر إلا لِحَافِيا |
وقفت خِلالَ البابِ أرنو لوجهِهَا |
و أوشكَ دمعي أن يَخُطَّ اعْتِرَافِيا |
تُسَائِلُنِي.. من أنتَ؟ قلت الّذِي قَضَى |
سَحِيقَ سنينِ العمرِ أشكو التجافيا |
يُعربِدُ سيفُ الحُزْنِ بين جَوَانِحِي |
فَأنْزفُ مِنْ جرحي العميق قوافيا |
حبيبي ؟ وسالت دمعةٌ فوقَ خدِّهَا |
فألقيتُ في الصمت المُسَجَّى شِغافيا |
أُذِيبَتْ سُوَيدائِي فُويقَ صَحَائِفِي؟ |
أم ابْيَضَّ طرْفِي فانتعلتُ السوافيا؟ |
سَأهربُ حتى تجهل الأرضُ وِجْهَتِي |
فقد خنْتُ من قد كان للقلبِ وافيا |