أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567
النتائج 61 إلى 70 من 70

الموضوع: على قيد الحـ/زن

  1. #61
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    لا غرابة أنّي أصبحتُ طبيعيّةً أكثر،
    سبحان الذي أخرج كل تلك الأشياء منّي، وأخرجني منها إليّ
    ها أنا أتنفس بشكل طبيعيّ..
    لا شيء يأخذ منّي شهقة استغراب،
    لا شيء يدهشني،
    لا شيء يحملني على كفّ الفرح،
    لا شيء يملكني انبهارا!

    لا جرس الهاتف يحرّكني
    ولا طرقات على جدار القلب من شيء

    ها قد أفرغتُ ردهة روحي من الأثاث المكدّس عمرا بلا استعمال،،
    لا حاجة لكل هذا الترف،
    لا حاجة لكل هذه الديكورات اللافتة..

    أنا الآن أجمل بلا أيّة إضافات،
    بلا أيّ شيء سواي

    أنا الآن أجمل،
    لأنّي أنا "ببساطة"
    !


    ...
    جهة خامسة..
    ...

  2. #62
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    ::

    سأغمض عيني عنّي، أنا التي أحاصرني بالرقابة وأشهر في وجه حرفي كاتم صوت،
    وأتظاهر بأنّ الصمت أبلغ! وبأنّ الحرف أضعف من أن يحمل المعنى الكبير ...

    أنا التي بلغت هذا العمر ولم أكتب بعد قصّةً كاملة، ولم أكمل لوحةً واحدة،
    ولم أتمّ تفنيد العِبَر في يومِ ميلادي في أيٍّ من الأعوام؛ لأبدأ من جديد بلا تجارب مكررة،
    ولا أخطاء منسوخة طبق الأصل عن تلك التي مرّت في عامٍ سابق.

    هذه هي أنا، مستقلةٌ بكامل أطرافي: حكومةٌ مستبدّة ومعارضةٌ منقسمةٌ على نفسها
    لا تخلو من عناصر مدسوسة وأطراف خارجيّة!
    صوتٌ يريد أن يرتفع فوق كل رقيب، ورقابةٌ تشنق الكلمات تحت مقصلة الخوف.

    ولذا أكتب في كل مرة تجتاحني فيها رغبة صوتي العارمة قطعةً من لوحة،
    واعدةً نفسي أني سأكمل في المرة القادمة بقية الأجزاء، لكني أخلف وعدي معي،
    هكذا تبدو حكايتي مع الكلمات، قطعا كقطع "البازل" منثورةً بغير ترتيب ولا تشابك،
    كي أستطيع أن أبوح في كل مرة بشيء دون أن أبوح بكل شيء!!
    ها إنني أكتبني، مبعثرةً مجزّأةً تحت سوط الرقابة، رقابتي..
    وحدي من أملك خارطة الأجزاء، وحدي من أعرف تفاصيل اللوحة،
    وبقرار مني لا أجمعها ولا أضمّ أجزاءها لتكتمل!
    فمتى أعفو عنّي فأسمح لي بقول ما أريد؟
    أو إن ضننتُ عليّ بعفوٍ فلماذا لا أملك ما يكفي من الشجاعةِ
    لأتمرّد على رقابتي فأصرخ بأعلى صوتي وأعلن ما أريد؟!

    سأصارحني بأمر، لقد أخطأت حين أعلنت اسمي الصريح،
    فقط حينما كنت مختبئة تحت اسم مستعار كنت أقول ما أريد دون أن أحذف أو أعدّل.

    مرحى لكل الأسماء المستعارة في الوطن العربي،
    مرحى للمنفى الذي يتباهى بتحريرنا من عقدة الصمت البليغ!

    '
    '
    '


  3. #63
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي لقاء على الرصيف


    ::

    مرّت تسع سنواتٍ على لقائنا الأخير
    لم يكن الوداع مخططا له، لم نقرّر الرحيل عن المكان الذي جمعنا
    كان كلّ شيءٍ يسير بقدرٍ بعيدا عن إرادتنا وتخطيطنا،
    هم الرجال من يخططون ويقررون، ونحن النساء "الطيّبات" نحتكم فقط
    وبصمت المغلوب على أمره، وبسذاجة الأطفال الذين لا يدركون ما وراء الأشياء.
    كلاهما قرر الرحيل، ذاك الذي كان يسكن بيتها وقلبها قبل أن تنكشف سوءة
    مروءته ليقرر التخلّي عنها،، وذاك الذي غاب قسرا عن بيتي ليعود بعد سنوات
    غريبا مجرّدا من كل الطقوس التي زيّنت قلبينا يوما..
    لأقضي السنوات الثماني التالية أبحث عنها عبثا!
    ولأقرر بعدها أن لا حاجة للبحث عن جثث ميتة، فَعُدت غريبةً كما كُنت،
    وعادت هي إلى حيث كانت، بحقيبةٍ فارغةٍ من الذكريات وقلبٍ موصدٍ،
    وروحٍ تعطي للحياة ظهرها.

    تسع سنواتٍ فصلتنا قبل أن تجمعنا مدينةٌ غريبة،
    في المدن الغريبة يُفقِدُنا الحنين نكهة اللقاء، فاللقاء على الرصيف الذي
    لا يعرف خطوتك ليس لقاءً، الملتقى إن لم يكن على أرض وطنٍ فهو غربةٌ جديدة!
    لم تكن كافيةً تلك الساعة التي قضيناها في حديثٍ مُختزَل، كما لو كان محادثةً
    على عجل في نافذةٍ إلكترونية،، التفتنا حولنا خوفا واستهجانا أكثر مما
    حدّقنا في ملامحنا. اقتَرَحَت أن نأخذ صورة،
    هفت نفسي للفكرة، الصورة ستعطيني وقتا لتأمّلها.
    حين نغيب عن شخوص نحبهم طويلا فإنّ لحظات اللقاء الأول تكون أشبه بالخَدَر،
    للبعد طقوسه في شدّ أوتار القلوب وإيلامها، وللقاء الأوّل بعده اضطراب ما بعد الشدّ،
    وأزمة التصديق!

    قالت: غادري الآن، قلت بأنّي مشتاقة لها وإنّي أحتاج أن أقضي معها وقتا أطول،
    قالت: لا أحبّ أن ألتقي شخصا أحبّه في بلدٍ أكرهه، اذهبي الآن، سنلتقي في بلدٍ آخر!

    كأنّ برق كانون التمع كلّه فجأة في ذهني، نزلت كلماتها على روحي كقـَـدَر
    فاستسلمتُ تماما للفكرة الوعد، ولم أناقِش.

    وقفت، نفضت عباءتي مما علق بها من غبار الرصيف، وأغلقت عيني على
    وجهها الوضاء كشمعة أحب تأمّلها وهي تضيء.. عانقتها

    - نلتقي في البلد الآخر...

    قلتها ومشيت في طريقي وأنا أفكر في
    كلماتها: "لا أحبّ أن ألتقي شخصا أحبّه في بلدٍ أكرهُه"!
    أنا التي التقيت في البد الذي أحبّه أكثر الشخوص الذين كرهتهم،
    حتّى ضاقت عليّ الأرضُ بما رحُبَت، فأطلقت لأشرعتي العنان
    أبحثُ عن وطنٍ لروحي في بلدانَ لا تحبّني!


    ::

  4. #64
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي



    ::



    صامتةٌ كالليل،،
    قلبٌ مشرعٌ للريح، والألم يصفعُ بلا رحمة
    الوحدة رداء الأيام، والفراغ مساحة للخوف!



    الفقد مفزعٌ كالفقد تماما!





    ::

  5. #65
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    ::

    ألقَت عليَّ سؤالها باستفزاز الواثق: هل فيما تقومين به ما يستحق هذه التضحية؟
    وثقبت نظرتها صفحة الأفق، نظرتها التي تحاشيتها وأنا أقول بحدّة المكابر:
    هي وجهات نظر، كلنا يرى الأمور من زاويته.
    هي لا تعلم أنّي قننتُ التواصل معها للسنوات السبع الماضية بسبب هذه الكلمات
    الموغلةِ في القدم، سبع سنواتٍ تلت وهي تتّشح ثوب وجل!

    ربّما لأني أنا ذاتي وبعدما دفعت ثمنا باهظا أدركت أن الأمر لم يكن يستحق أبدا!
    أنا التي دافعت عن الأمر بمنطقٍ مثاليّ، وأحكمت كل الثغرات بكل براعة، ثمّ في
    السنوات التالية وبعدما أدركت حقيقة ما يجري، بعدما تعرّت كل الأمور من زينتها،
    وبعدما دفعت الضريبة مضاعفةً عمدتُ إلى ثوب المثاليّة فمزّقته إربا،
    أنا التي غصت في الأمر حتى شحمة أذني، خرجت منه إلى أقصى نقطة في النأي كيما
    أُزيحَ عنّي ما التصق بي من ذكراه. نعم ما التصق بي من ذكراه، أمّا ضريبته
    فستبقى تلاحقني للعمر الباقي طال أم قَصُر.
    فيما بعد عندما فتّشت طرقات روحي عما علق بها من تلك السنوات، وجدت أنّي
    مزدحمة جدا بالكثير منها،، شيء ما من تلك الحقبة غاص في أعماق روحي ولم يخرج،
    بل تحلّل في قاعي وصار جزءا من تركيبتي، ما يؤلمني أنّه كان حادا جارحا
    فظلّ كلما تحرّكت كوامني يمعن في تقطيعي ويهيّج كل داخلي بصرخة تمرّدٍ مكتومة!

    الروح حين تتوجّع تخرج أنّاتها على شكل مواقف، ...
    الألمُ يعطينا ملامح جديدة، يُلبسُنا من الصفات حللا لم نعرفها من قبل،
    ويغيّر الأمور في نظرنا بطريقة عجيبة. الألمُ ساحر، يستطيع أن ينقلنا من
    النقيض إلى النقيض، يختصر مسافات الجدل والمنطق والمثالية البيضاء!


    ::



  6. #66
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي



    ::

    أشعر أني لا أقف على أرض، معلّقة هكذا في لا مكان،
    لا أرض تحتي ولا أفق أمامي، ولا شيء إطلاقا أرتكز عليه!

    سأحكي ما كان من يومي؛ فإني قد أموت بلا حكاية

    خرجت أعرف وجهتي، ركبت الحافلة، كنت دوما أصوب نظري تجاه البحر
    الممتد على طول الطريق يميني، اليوم كنت ألوي رأسي شمالا، كأني في خصام
    مع البحر. كنت أقرأ لافتات المحال التجارية والكافيهات كأني أراها لأول مرة
    بدت لي كأنّها غريبة، حتى وجوه الناس التي قابلتها وأنا أسير بعدما نزلت من
    الحافلة كانت كلها غريبة.

    لا شيء يشبهني.. كنت أشتري ما أردت هكذا دون ابتسامة، دون فسحة من
    حديث،، لا شيء مني كان معي.. غبت كلي عني وبدت الشوارع غير آبهة بغيابي،
    لأول مرة أرى المدينة بهذا الوجه المتجهم، المدينة التي كانت مدينة الأحلام عندي،
    صارت اليوم مدينتي السجن.

    ركبت سيارة في طريق العودة، كأنّ الأمر لا يخصني، أنا التي نزلت لأشتري
    حقيبة تحمل أشيائي للسفر، ركبت السيارة وأطلقت نظري في واجهات المحلات
    من جديد، كانت نظراتي تمر على الأشياء بلا مبالاة، ولا رغبة في تعرّف الأمكنة
    كما كنت قبل وقت من الآن.
    بدت الطريق طويلة، زادها الازدحام طولا، كنت أهدهد نفسي أني سأصل إلى
    البيت ولا شأن لي بعدها بالطريق وما في الطريق ومن فيها،،
    في لحظة كأني بدأت أحس، فأشفقت على السائق الذي سيعود هذه الطريق من جديد،
    لا أدري لماذا بدت الطريق لي خانقة ثقيلة، ولماذا أردت فقط أن أنتهي منها وأعود
    إلى البيت، مع أن البيت يحمل لي كل ما تركته فيه من وجع قبل أن غادرته..

    في البيت كنت أنا أنتظرني لألبسني من جديد
    لأشعِرني بثقل الألم وعمق الجرح ورجفة الخوف من القادم
    القادم الذي لا أعرف شيئا عن ملامحه سوى أنه سيكون في مدينة أخرى
    ولتكن مدينة بعيدة، لا وجه فيها من الوجوه التي أعرفها،
    لا سطوة فيها للنظرات الفضولية، ولا ابتزاز فيها للغريب...

    لا شيء يشبهني في مدن الآخرين، لا شيء ينتمي إليّ ولا أنتمي إلى شيء،
    لا شيء يأبه بي، لا شيء يفتقدني، لا شيء يشعر بكينونتي،،
    في مدن الآخرين للعيون أنياب، وللصمت أسواط لاسعة، ولما وراء الكلمات
    فوهة بندقيّة مصوّبةُ في مقتل!

    في المدن الغريبة لا نعود كما نحن، فالغربة تُلبسنا ثوبا على مقاس الغريب،
    ومقاس الغريب ضئيلٌ جدا لا يتّسع للكبرياء..
    في المدن الغريبة كلّ شيء يذكّرك بأن لا مكان لك فيها، كلّ شيء يقول
    بأنّك جدّ غريب!



  7. #67
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    ::


    لليالي السفر وقع شيء لا تعرف كيف تصفه،
    لعله كنزول المطر غريبا في بقعة داكنة من الليل،،
    أو كسقوط أوراق صفصافةٍ فصلت بين بيتين،،
    لعلها كوقع أقدام الغريب على عتبة بابك في ليلة خوف،
    لمن عرف معنى أقدام الغريب على الأعتاب في ليالي الخوف!

    ليالي الرحيل فيها من الوحشة ما يقضّ المضاجع،،
    الرحيل ليس له حلل بهيّة، حقائب الرحيل مكتظّةٌ بالحنين، وبعض الصور،
    ثقيلةٌ هي لا بهجة فيها ولا هدايا!!
    الليلة ترحل من جديد، هنا تودع وحدها مدينةً غريبة، لتحتضن مدينةً غريبةً أخرى
    وحدها، لا يدَ تلوّح لها من بعيد سوى قلب تركته على الجهة الأخرى من البحر،،
    وللبحر تقول وداعا، ولا تفكرفي لقاء جديد، هنا على الأقلّ.. فكل شيء تبدل في نفسها،
    هي نفسها تبدلت، ساحر هو الألم!

    هناك لا يد تلوّح لها مرحّبة، ولا ابتسامة تنتظرها من أحد،،
    وحدها تماما كما كانت دوما، سوى أنّها الآن غارقةٌ في الوحدة حتّى العظم!

    كيف يكون رحيلا ذلك الانتقال من مكانٍ غريبٍ إلى آخر لا ننتمي له؟!
    برغم ذلك يبقى الرحيل رحيلا، فيه من الألم ما فيه، وفيه من التشظي ما فيه،
    وفيه من الإغراق في الغربة ما فيه..


    ::


  8. #68
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    ،،
    ،،

    حملتها الأيام بعيدا،، كطائر نورسٍ من غير بحر
    هل تعيش النوارس بعيدا عن البحر؟!
    يأتيها الموجُ من كل صوب، تُغرقها الموجات تحت ردائها
    ولكن .. من غير بحر!
    وهي تجدّف بلا يدين، الروح أثقل حقائبها، والحنين أطول المسافات،
    للغيم اللامرئي في سمائها حكاية انتظار، والانتظار دمها في شريان العمر،
    للمطر النازل فوق مظلتها بوح العارفين، تستقبله بقلبها وتخبئ أسراره ليوم لم يأتِ بعد،
    لكنه سيأتي يوما ما..
    هي موقنةٌ بأنّ في الأفق حكاية مطرزة بالدهشة، حكاية لها لما قبل الموت.
    للحياة المتشابكة أغصانها كدوحة منذ القِدَم ثمار لم تذقها،
    وسلّة ذكرياتها حملت كلّ ما تساقط من أوراق في الخريف المتكرر!

    وبعد،، هي التي تلف نفسها بدثار الشتاء كي لا يصحو الصقيع في دمها
    اعتادت أن تترك للريح مسربا للروح،
    حيث وشوشات الريح حكايةٌ أخرى ثمينة.
    وهي التي تعشق قمر كانون المتدثر بالبياض في ليالٍ أرادت أن تكون صافية
    وبقيت معلّقةً بين الأزرق والأبيض في دِيَمٍ ودودة..

    تلك المعلّقة بين السماء والأرض، بين الرجاء والرجاء لا تحمل مظلّة
    هي للسماء وجهها، وللسماء يديها، وللسماء روحٌ تصعد كل يوم وتعود.


    ،،
    ،،


  9. #69
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي


    مَا بين صَمتي وَتَصرِيحِي وَتَموِيهِي
    أذُوبُ سَــعياً لِـشيءٍ لَــسْتُ أدرِيــهِ
    بَعضِي وَأَحرَمَ فِي مِيقَاتِ ذَاتِ أسَىً
    يَطُوفُ فِيَّ، وَبَعضِي تَاهَ فِي تِيهِي
    تَرَجّلَ القَلــبُ وَالأيّــــــامُ وَاجِــمَةٌ
    لا تَسْألُوهُ! دَعُوا فِي القَلبِ مَا فِيهِ
    ذُبَالةُ الرّوحِ رِيـحُ الوَقتِ تُطْفِؤها
    فأُشــعِلُ الوَقتَ صَبراً كَي أُجَارِيهِ
    يَفتَرُّ ثَغرُ دَمِي عَن ألْـفِ مَــوعِدَةٍ
    والصّبحُ عَـانَدنِي، والليلُ يُردِيـهِ
    وكُلّمَا حُزْتُ صِـــدّيقًا لِـمُعجِـزَتي
    يَرتَدُّ عَنّي، وَسُـوءُ الطّبعِ يُغوِيهِ
    مَا ضَرَّ رُوحِي كَثِيرُ الكَافِرين بِهَا
    حَـسْـبُ المُهَاجِرِ أنَّ الله يَـحمِيــهِ
    يَا رَاحِـلينَ خُذُوا عَنّي مَناسِــكَكُم
    هَـــــــذَا الغِـيابُ نَبيٌّ فِي تَجَلّيِهِ!


  10. #70
    الصورة الرمزية وضحة غوانمة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Oct 2010
    الدولة : فلسطين
    المشاركات : 731
    المواضيع : 32
    الردود : 731
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي على موعدٍ مع "صدفة"


    أتيتِ
    وكنتُ التحفتُ اعتزالي
    وخبّأتُ في قاعِ بئرٍ حنيني
    وأقفلتُ بابَ التّذكّرِ عنّي
    لأنّي
    كفرتُ بكلّ البَشرْ

    غريبٌ هو الوقتُ بعدَ الغيابِ،
    صديقةَ ذاكَ الزمانِ البريءِ
    كأنّ الزمان استدارَ إلى الخلفِ عشرين عاما
    وأنتِ كَـــ أنتِ،،
    لقاءٌ على "صدفةٍ " كَـــ المطرْ!

    هو الوقتُ أسقَطَ من عينِ قلبي
    الكثيرَ،
    وأجهدَ في النّأيِ روحي،،
    وأنتِ
    كما أنتِ ..
    زهرٌ تندّى بماء الوفاءِ،
    فلا تشبهينَ الذينَ تولّوا
    ولا تُشبِهينَ الذي قَد غَدَرْ
    .
    .

    أُغَيّبُ بَعضِيَ عنّي لِأنسَى
    فلمّا التقيتُكِ ..
    كُلّي حَضَرْ!



صفحة 7 من 7 الأولىالأولى 1234567

المواضيع المتشابهه

  1. في التابوت لكنها على قيد الحياة ؟؟؟!!!
    بواسطة جهاد دويكات في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 21-04-2014, 01:07 PM
  2. على قيد الحياة !! (قصة قصيرة )
    بواسطة دكتور محمد فؤاد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 11-08-2013, 05:54 PM
  3. على قيْدِ رفيقة
    بواسطة باسم الخندقجي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-01-2011, 05:44 PM
  4. قصة قصيرةبقلم سوسن عبد الملك......قيد من ريش
    بواسطة سوسن عبدالملك في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-11-2006, 04:27 AM