أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 36

الموضوع: ديوان الشاعر خالد بناني

  1. #1
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    الوصية الأخيرة لمحمود درويش
    - أو ربابُ الحب السري -
    1
    و أنا أطالع صفحةً بيضاء
    متكئا على وجع العروبة
    في بلاد كالزبد
    ما كان لي فيها حبيب أو صديق أو أحدْ
    مرَّت بيَ امرأة و قالتْ :
    " سيدي ،
    إن شئتَ أقرأُ طالعكْ...
    أشفق عليَّ
    و مُدَّ كفكَ بالبياضِ
    فقد وعدتُ بَنِيَّ
    أَرجعُ آخر اليومِ الطويلِ
    بما تيسر من رغيف الخبز
    أو تمر و لتر من لبنْ ...
    بعض الدراهم سوف تكفي
    كي تَرُدَّ الجوع عنا…للأبدْ "
    أفرغْتُ جيبي يومها
    حتى تعودَ بما تمنتْ للصغارِ
    و بالكرامة دون إتمام النهارِ
    فلم تعد تدري أتبكي
    أم تكابرُ دمعَها
    و رَمَتْ على طبق قديم من جريد النخل
    أحجاراً
    و ظلت ملءَ كُل الوقتِ
    تنظر للجريد و للحجارة ثم تنظر لي
    و تنظر للجريد و للحجارة مرة أخرى
    تحاول أن ترى ما لا أراهُ
    و لا ترى
    لكأنها عَمِيتْ
    ففي طبق النبوءة
    لم تَلُحْ رؤيا غدي
    بل لم تكن تبدو خلالَه أيَّ بارقة لغدْ
    2
    في أول اللقيا سألتِ :
    " أ أنتَ من يحكون عنه ؟ "
    و لم أجب...
    أدركتُ أنكِ لم تحبيني لأني شاعرٌ
    لكن لأني آخرُ الفرسان في زمن السقوطِ
    و كنتُ أدرك جيدا
    ما الفرق بينهما
    و كان الفرق : رائحة الشجنْ .
    في البدء قسَّمنا مساحات القصيدة لاثنتينْ :
    أُولى تليق بنا
    و أخرى ليس تكفي للوطنْ
    كنا معا
    ندري و ننكر أن هذا الحب متهَم بنا
    و بأننا في آخر اللقيا
    سنجمع كل أمنية لنا
    بحقائب الذكرى
    و أشياءَ الطفولة في كفنْ
    3
    ما زلتُ أذكر حين قلتِ بأننا
    يوما سنرجع للبلادِ
    و سوف نعتزل السفرْ
    ...
    ها قد مضى يوم
    و عام تلو عام
    لم نعد للأرض
    ما زلنا نواصل تيهنا
    في التيه
    ما زلنا نواصل ما بدأنا
    منذ كم ؟؟
    ما عدت أذكر
    ربما منذ التقينا
    عند قبر من رخام
    حيث نتلوا بعض آيات من الذكر الحكيمِ
    و بعض أبيات من الشعر القديمِ
    و كل من كانوا هناك
    و من سيأتي بعدهمْ...
    هذا و ذاك و هؤلاء...
    الواقفون جميعهم...
    زيف و مين و ادعاءْ...
    الكل يشبه بعضه
    الكل باسم الكل جاءْ...
    الكل باسم الحزن ، باسم الجرح ، باسم الموت جاءْ...
    كي يُسقِط الورد الأنيق
    و يَلبس الحزنَ المزيفَ
    و الأيادي نفسُها
    نفس الأيادي كم تحنتْ
    بالجريمة و الدماءْ
    و هي الأيادي ذاتها
    ذات الأيادي أعدمت خنقا شهيدا
    هاهو اليوم الموارى في الثرى
    تحت الثرى
    و هي الأيادي عينها
    عين الأيادي ليس يخجل رافعوها بالدعاء :
    " يا ربنا
    يا رب ما في البحر و الأرض السليبة و السماءْ... "
    و هي العيون الكاذباتُ
    تريق شِبْه الدمع ماءْ
    4
    ها قد مضى عمرٌ
    و لا عنوان يجمعنا سوى هذا الشتاتِ
    سوى محاولة التوحد في الضياعِ
    و نحن نحترف المرور على العواصم
    دون أوراق ثبوتية
    نمر على المدائن و القرى
    من دون أي هوية
    يتكشف العريُ المواربُ بين مكر الأسئلهْ
    " من أنتما ؟
    أي انتماء فيكما ؟ "
    من نحن ؟ نحن الضائعانِ
    أنا الغريبُ عن المرافئِ
    و المشردُ عند قارعة البلادِ
    و أنت بعد صبيةٌ
    ترتاب من حب أخبئه لغير عيونها
    لحبيبة أخرى تقيمُ
    على حواف البحر في مدن الرمادِ
    و فيك تكمن ثورتي
    شكي…جنوني…حكمتي
    صوتي و صمتي و انتصاراتي
    و فيك فواجعي...
    و بداخلي منك التوكل و التيمن
    و الرضا و الحِلم و الصبر الجميلُ
    أنا و أنت العاشقانِ
    أنا و أنت التوءمانِ
    و إننا رغم التشابهِ
    لا نطابق بعضنا
    أنتِ التي في كل يوم تكبرينهُ
    تصغرينك ألف يوم مثل حبات الندى
    و أنا الذي إن زدتِ يوما
    زاد عمري ألف يوم آيلا نحو الردى
    شاخت بي الدنيا ربابُ
    و أنت بعد صبيةٌ
    و أنا عجوز
    في خريف العمر أبدو
    رغم أني
    لم أُجاوز بعد عشرين انكسارا
    لم أُجاوز بعد عمر الزنبقهْ
    تهمتي صوتي
    و صمتي صار مشتبها به
    و المخبرون أتوا ورائي
    يبحثون و يسألون الكف عني
    كيف أضحت مورقهْ
    و أنا فراشة ليلهم
    في غفلة منهم هربتُ و قد مللت الشرنقهْ
    لا أين يقبلني فأنجو
    خطوة للخلف ألقى محرقهْ
    و أمام عيني ينصبون المشنقهْ
    و بكل حرف
    مُدَّتِ الكلماتُ جسرا من لساني
    صرت أعبُره إلى وطني
    بلا إذن من الحراس أو أسيادهم
    و من الكلاب على حدود مغلقهْ
    إني عجوز
    في خريف العمر أبدو مثقلا
    أملا جميلا كاذبا
    و الحزن ذاكرةُ العيون المرهقهْ
    5
    أنا لم أقُدكِ إليَ
    أنتِ أتيتِ وحدك يا ربابُ
    بريئةَ العينينِ
    تتبعين حدسك في اكتشاف الحالمينَ
    و كنت حالمَك الأخيرَ
    و ما عرفنا قبلَ لقيانا
    نزوحَ الظل من جهة الحنينِ
    و لا عرفنا كيف تنقلب الجهات
    من اليسار الى اليمينِ
    و لم نفكر قبلُ في غدنا
    و لا في أمسنا
    أو يومنا المسروقِ منا
    - مثل وَعْدِ الشيخِ بالثأر المخبئ في عماهُ
    لأن آلافا سواهُ
    تعلموا أن يصمتوا
    حتى و إن فقد الفتى منهم أباهُ –
    و كم نسينا أننا
    نصفين نُكْمِل بعضَنا
    كتشابك الكفينِ
    نشبه بعضنا
    كنا غريبين التقينا
    فوق خارطة لنا كانتْ
    و صارت للسوى
    و اسمين كنا للمنافي
    قبل ميلاد الأزلْ
    طفلين كنا
    لا نفرق بين عطر الياسمينِ
    و بين أغنية المقلْ
    عند التباس الوقت بين اللحظتينِ
    و في برود القلب بين الغربتينِ
    متى أردنا أن نسافر من جنوحِ الخوف
    نحو الطلقة الأولى
    و ميلاد الأملْ
    6
    محمود هذا اسمي
    فلا تخشي إذا سألوك عني...
    لا تعيديني شريدا بعد موتي
    إن هذا الإسم أبقى
    فاحمليهِ وصيةً
    لا تهمليه و لو قليلاً
    و اذكريني يا ربابُ
    كما ذكرتُكِ دائما
    و لتجعلي قبري ضريحا
    للقصيدة و الإباءِ
    و لانتصار الميتينَ
    فقد يزار تبركاً
    يأتيه أيتامُ النضالِ
    أراملُ الأبطالِ
    معطوبون
    منكسرون
    من كل الجهات
    كما يزار الأولياءْ
    فهنا يُلامَسُ دمعُ أمي
    صبرُ جدي
    صَمْتُ قبر فيه يرقد والدي
    و أنا ورثتُ الصبرَ عنهمْ
    صمتَهمْ
    لكنهم ما ورثونا دمعَهُمْ
    حِرْصاً على أن لا نقاوم بالبكاءْ
    قَدَرُ القبائل أن تكيد لبعضها
    أن ترتوي من بعضها
    حلمُ البلادِ كغيمة الدخان
    حملٌ كاذبٌ
    لا شيء منتظر هنالكَ ،
    لا هناكَ و لا هنا
    لا شيء يحدثُ
    كلما طلع الصباحُ بفرحة
    يأتي بمأتمه المساءْ
    إن متُّ زوريني
    ضعي لي عند قبري ياسمينْ
    كي يعرفوا أن الهوى
    وطن لكل النازحينْ
    ...

  2. #2
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    ]
    تــبــعــثــر

    عيناكَ للذكرى ، و حلمك موعدُ
    كل الحكايا من رموشك تولدُ
    أنت الرحيل إذا أتيتك سائلا
    وعد البقاء و من سواك تشردوا
    غربت في وطن دماؤك ماؤه
    مذ بايعتك على الأسى ليد يدُ
    موسى دَعَوك و كنتَ فيهم مخلِصا
    كنتَ النبي ، فليت قومك عبدُ
    كُـذبتَ من فرط اشتعالك صادقا
    صرتَ الرماد ، و فيك يُقبر عسجدُ
    وطن يبادلك الوفاء خيانة
    في كل درب مخبر يترصدُ
    آنستَ نارا في بلادك فكتوت
    منك الضلوع ، و حزنُ قلبك موقدُ
    و رمتكَ بالبهتان كل قبيلة
    و قميصُ يوسفَ بالمكيدة يشهدُ
    و تآمرا ، لؤم و خبث ، كي أرى
    غدرا بظهرك كل سيف يُغمدُ
    تركوك وحدك أعزلا ، فتركتهم
    عن كبرياء منك يذكره الغدُ
    أعلنتَ أنك للثكالى سِفرُهم
    و بأن صدرك للحيارى مَعبدُ
    عيناك ذاكرة الشتاتِ ، و كلما
    تيه يُـلَوح فيهما ..يتبددُ
    ووشاية الغيمِ المضاعِ ، و ما أرى
    إلاكَ يصلبُه الحنينُ و يجلدُ
    فكأنك المنذور للوجع الذي
    إن حله جَلَدٌ يعودُ فيُعقدُ
    أنت البنفسجُ في اكتمال تبرعم
    أنت النشيدُ و ليس غيرُك يُنشِدُ
    أنت انبجاسُ الضوءِ لحظةَ خلقِه
    من ظلمة ، فإذا به يتمردُ
    كالنار تأكل ــ حين تغضبُ ــ نارَها
    كالبحر يرغي إذ يثورُ و يزبدُ
    ما زال يكبرُ في خيالك مُشرَعا
    أفقُ النضال و خيمتان و مسجدُ
    حُملت من وجع الرؤى ما لم يطق
    قلبٌ له في كل موت مرقدُ
    شاخ الصبا ، و صباك وحده لم يشخ
    ما زال في مهد الحنين يُهَدهَدُ
    طفلا تظل ــ برغم شيبك ــ عاشقا
    يسمو بك الشرفُ المذل و يصعدُ
    عيناك في لغة العذاب وصية
    و الحزنُ كحلك ، و الفجيعةُ مِروَدُ
    عيناك خارطتا منافٍ ، كم بها
    أدركتَ أنك عن ترابك مُبعَدُ
    أطلق بوجه الريح ثورةَ واقفٍ
    مهما تنلْ منه الزلازلُ يصمدُ
    قد صرتَ وشما في جبين مقاتلٍ
    و عليك كل الثائرين تعودوا

  3. #3
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    تفاصيل
    شكل الغياب- ثوب الحداد-عطر التراب- لون السواد-
    أرض الخراب- أم البلاد- قانون غاب- نهر الرماد
    دعني لأشطب مقلتي من المدى
    كي لا أرى شيئا
    ولا أهدي نشيدي للسراب
    ضاقت بي الأرض العريضة
    منتهاها قد وصلت
    و لم أجد شيئا
    أ أغواني حنيني في الغياب
    لما أعود إلى دمي
    ألقى غريبا لست أعرفه
    و أرضا ليس تعرفني
    كأني قد أضعت ملامحي
    ما عاد وجهي يحمل الوجع القديم
    شطبت ذاكرتي
    و أعلنت انتمائي للتراب
    سقتك مدينتي وحي الصبا
    لكأنه مطر
    هي التاريخ في سوق النخاسة
    كلهم حضروا
    بطاقات و أرقام و لا أسماء
    فرأس المال ألغى منطق الأشياء
    و هاهم كلهم نظروا
    إلى بغداد عارية
    لتؤخذ قربها صور
    فيا بغداد يا أم البغايا
    كيف تغتفر
    جرائمهم
    وهل يكفيك طهر الحب إذ عهروا
    و ماء الورد يا بغداد يشبه دمعة الذكرى
    أراق عيونها جرح
    فسال الدمع و الكحل
    و غاض المحجر الضحل
    يخالط دمعنا ملح
    و يزهر في دمي بوح
    لذكرى عابر بغداد حتى مات من هم
    ومن غم
    ومن لحن
    ومن سم
    ومن أبناء
    من أم
    من التاريخ
    من بغي العروبة
    من بني قومي
    كيف تسموا بي تواريخ المدينة
    حين تقتات القبائل من دمايا
    حين تصرخ أنت كاذب , أنت سارق , أنت واش
    أنت سوس ظل ينخر في الحواشي
    حينما تمضي قوافل ليس يوقفها ندايا
    حين يضحكها أسايا
    لم نعد ندري لأي سلالة نسبت عروبتنا
    وهل حقا لنا فضل النسب
    من أمنا؟؟
    كل النساء حملننا
    لكننا من دون أب
    و تقول لي شرف العروبة؟؟
    من سواها هده السمراء
    يقترف الخطايا
    إذ تتاجر بالشرف
    هي محض زانية
    وكل خليفة مرت أصابعه بها
    قد بات يسكنه الأسف
    هل بعدُ إن صرحت أني لا أبالي بالعرب
    فجرت بركان الغضب؟؟
    أعبرت بعض أزقة متداخلة
    ونسفت سور مدينتي
    بحثا عن الإسم المخبئ داخلي لتقاتله
    بحثا عن القلب المعبئ طلقة كقرنفله
    و أقمت عاصمة من الرمل المبلل و الزبد
    كي لا تشرد بعد غد
    يا لص نرجسة و يا غدر الزمن
    سور المدينة كان عاصمة لنا
    كان الوطن
    دمرته و الإسم لم تعثر عليه
    فما تراه بمقلتيه
    ظل انكسار السنبله
    عصفت بها عبثا يداك
    و قد بترت يدي
    منتقما بحقدك من يديه
    يا من نسجت له كفن
    الإسم مختبئ هناك
    و ليس يهرب من سواك
    و أنت تحفر هاهنا
    و الإسم أصبح موهنا
    لا أنت صائده و لن
    يصطاده أبدا أحد
    حتى و لو نبش البلد
    عطر الأماني , وردة الذكرى , و أحجية الكلام
    بغداد تكبر داخلي , تمتد سربا من يمام
    بغداد وجهتنا القديمة نحو أروقة الرخام
    بغداد معرضنا الموالي , كي نتاجر بالسلام
    بغداد متن قصيدة , كتبت لنا , حتى ننام
    بغداد أخطأ من يظن بأنها صوت المآذن
    أو بقايا حائط هرئ فقط
    أشلاء نخل شامخ
    من طول وقفته سقط
    بغداد من شفق ومن غسق
    و من ورق و من أرق
    و من ألق و من فلق
    و من قلق و من علق
    و من عرق و من غرق
    ومن كل الجهات
    فهي اليمين...هي اليسار...هي الوسط
    و هي التعدد و التوحد ,
    والشتاء الموسمي
    وجع التراب الآدمي
    و قصيدة كتبت لرش الأقحوانة من دمي
    و هي النشيد يقام عرسا للصبايا في فمي
    زغرودة للبحر ماتت عند قارعة الشفاه
    فلتنتقم لي...
    في حماك مدينتي...
    و القلب تاه.

  4. #4
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني


    قبل القصيدة
    إن رأيت دمي يسيل على الطريق فلا تقل : جفف دمك .
    إن قرأت قصيدة و تبادلوا نظراتهم سرا علي فلا تقل : أغلق فمك .
    إن أتيت تزور قبري بعدما أمضي قتيلا ، لا تكن غرا فتسأل جثتي : من أعدمك ؟
    القصيدة
    زمن البدايات انتهى
    زمن النهايات ابتدأ
    أنصت بحدسك للنبأ
    أو ليس حدس المرء
    أبلغ في السماع و في النظر
    من أذنه ، ومن البصر ؟
    أنظر بقلبك للملأ
    موتى و هم يمشون
    لا أثر تخلفه النعال
    على مسارات الشتات المقفلة
    موتى تراهم كلما حاولت وصف وجوههم
    سقط القناع عن القناع عن القناع
    و لا ملامح خلف كل الأقنعة
    لا شيء إلا شكل دائرة
    و داخل حدها
    من لا نهايات البداية
    أسقطت دمعا عيون مثقلة
    حزنا على وطن يهاجر فيك سرا
    دون أوراق ثبوتية يهاجر
    ليس وجهته سوى
    مطر تشرد في غيوم ضائعة
    مطر تمرد في الجهات الأربعة
    ***
    يا من نراك و لا ترانا
    لا تبح بالصمت ، أنت مراقب
    فاحذر وشاية قبرك المرصود جاسوسا
    إذا ما نمت ليلك فيه وحدك
    إن للجدران آذان
    و للموتى عيون
    أيها المبعوث فينا شاعرا
    يستنطق اللغة المليئة باحتمال الياسمين
    و غصة في الحلق
    من جعل الحروف حمائما
    حينا ، و أحيانا نسور ؟
    من قال ليس الشعر لغما
    أو رصاصا أو قتال ؟
    من قال عن لغة
    أبيت بأن تخون حروفها
    ليست نضال ؟
    ليست تقاوم...لا تثور...
    أ لأنها أنثى يرون بأنها
    ليست تثور ؟
    الأرض من كلماتها
    قاومت من كلماتها
    و نزفت من كلماتها
    و الموت و الشهداء و الثكلى
    و آه و اليتيم...
    وكل ما فيه احتمال الحزن من كلماتها
    ***
    يتجسسون على حروفك خلسة
    يتلصصون بلا حياء
    لم تكن لتصير أنت
    و أنت تكتب عنك أنت
    لذا كتبت عن الندى
    و عن البكاء
    و عن تراب الأرض
    عن أفق السماء
    و عن أب حمل السلاح لهم
    و أم كلما مدت يديها نحوه
    قصد البقاء أبى
    و ضم الطفل يلثمه
    و يشتم البراءة منه
    حتى تخذل العبرات فيه رجولة
    لا تنحني
    فيقوم يعدو نحوهم
    و الطفل يصرخ لا ، أبي
    خذني معك
    لا تمض ، و ابق معي
    سأمسح أدمعك
    لولا يزيد الله في عمري
    لأعرف من أنا...
    كي أتبعك
    ***
    فليكتبوك على بطاقات الهوية
    أو جوازات السفر
    ما أنت إلا موعد للبوح
    و اسم للوطن
    ما أنت إلا موعد للجرح
    وشم للمطر
    فليكتبوك على بطاقات المعايدة التي
    تأتي و تمضي خارج الأعياد
    إنا لن نكذب ما يصدقه القدر
    إنا لنقرأ كل شيء كاذب صدق السراب :
    محمود مات و صار يحجبه الكفن
    محمود كف عن الأنين
    محمود...
    و انبعث الحنين
    و شواهد الميلاد ما فيها سواك
    و أنت كالوهم / الحقيقة
    إذ نراك...و لا نراك
    تناصر الموتى غيابا
    ثم تأتي
    كي تعايد بالقصيدة و الحداد
    على بكائية البلاد
    يقوم فينا صوتك الممتد أرزا شامخا
    ليقول شعرا عن جنين
    و خان يونس و الخليل
    و دير ياسين و رام الله
    لم تستثن من أرض تنام بها أخيرا
    أي شبر
    لم تقل : هذي بلادي
    و البقية ملكهم .

  5. #5
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني


    الليـل يطعنهـم ، و الفجـر ينتـقـم
    و الجرح - رغم نزيف منه - ملتئـم
    و الدمع يظهـر فـي أحداقهـم أمـلا
    كالسـن خلـف شفـاه حيـن تبتسـم
    شعب يعاند من غـاروا علـى وطـن
    فيه الرمـاد دليـل العيـن و الحطـم
    شعـب يقـاوم رشاشـا بمـا حملـت
    يمناه من حجـر ، و الحـرب تحتـدم
    شعب يقول :" أنـا أبنـي بمـا ألفـت
    يمناي من حجـر كـل الـذي هدمـوا
    أهوى بـلادي مـن دون البـلاد كمـا
    نيرون أحرق روما ... ليتهـم فهمـوا
    أقسمت لو سرقوا شبـرا علـى أمـل
    ألا أثور لصحـت : الويـل و النـدم "
    أرض هـي الوطن/المنفى،تنازعـهـا
    خصمان : من نبتوا فيها و من قدمـوا
    أرض هـي الوطـن المجلود،غسلهـا
    دمع يبارك من ماتوا بها ... ودم
    أرض بكل لغـات الأرض إن وصفـت
    حار البيـان بهـا ، واستسلـم القلـم
    قل لي بربـك مـن ذا يستطيـع لهـا
    وصفا يليق بها ... هل يوصف الحلم ؟
    لله در بــلاد أنـجـبـت قـمـمـا
    من فرط نخوتهـا ، هـدت لهـا قمـم
    أرض العروبة كالصفصـاف قـد كبـرت
    فيهـم ، وكـل بـلاد دونهـا عــدم
    عاث الغزاة بها و استقصـدوا شرفـا
    فاستقصـدوا بحجـارات لهـا شمـم
    أرض العروبة فـي أكبادهـا فجـعـت
    أيتامها ، ثكلاها، فـي الحشـا وشـم
    أرض العروبة مـا سـر البقـاء بهـا
    إلا إبـاء لـم يملكـه مـن حكـمـوا
    أرض العروبة إن مـات الجميـع بهـا
    تبقـى ، لتولـد مـن أهدابهـا أمـم
    أم تصيح " بني ارتح " بمـن حملـوا
    جثمانـه ، و أب بالصبـر يعتـصـم
    و الزغردات لسـان الحـال ترجمهـا
    " نحو الجنان " ، و إن كف اللسان فم
    ضـدان قـد غمـرا عينيـن إذ بكتـا
    ذاك الشهيـد بنعـش لـفـه عـلـم
    يمناهمـا أجـرى دمعـا بهـا فـرح
    حتـى سلـت يسراهـا أن بهـا ألـم
    طفـل يكابـر " ثـأري ليـس يأخـذه
    غيري " ، و شيخ أعمى مقعـد هـرم
    " إنا نفاوضهـم " لا تكذبـوا، وكفـى
    كـل الكـلام أمـام المـوت يختـتـم
    " إنا نفاوضهم " حقا ؟ ومـن رحلـوا
    من ذا سيرجعهـم و الأرض تقتسـم ؟
    كم عزل قتلـوا ، لـم يرتضـوا بـدلا
    عن أرضهم ، أبديل يرتضى ... خيم ؟
    لـن يضمنـوا أبـدا كفـا تصالحهـم
    حتـى لعمـر آت مـا لـهـم سـلـم
    إن المدائـن لا تفنـى بمـن هلـكـوا
    فيها ، ولكـن إن ماتـت بهـا همـم

  6. #6
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني


    حوَرٌ يجنن.. آه منك يا حدقُ
    غررتَ بي، ودليل الحسن مؤتلقُ
    عينان خلــقتا فجرا يغالبه
    كحلُ الدجى، وبياضُ الصبح مسترَقُ
    كم سرتُ دونك معصوبا يشد يدي
    تيه، يراودني نحو المدى أفق
    أخطو بلا أثر، كالظل اكتبني
    نصا، ومن كلمات الماء أنبثق
    ما بعض طيبك إلا آية نزلت
    سمراءُ ـ يسكر من عبق بك العبق
    غار القرنفلُ و النارنجُ متبعٌ
    والجلنارُ، وزهرُ اللوز، والحبقُ
    إني عشقتك حد الموت مقتسما
    بيني وبينك روحي.. والهوى مزقُ
    وعدا جُعلتُ لهذا الليل أسهره
    منذ التقيتُــك لم يرفق بي الأرقُ
    الصبرُ أحمله وجها يخبئني
    بين الأنام، ووجهي كله رُتـق
    كنا معا وجعا يغفو على وجع
    نحو التوحد نمضي حين نفترق
    مهما كتمت أنينا لا يبارحني
    يمتد صمتُـك في صوتي.. فأختنق
    ضمي إليك شريدا لا بلاد له
    فالشك يبلعني، والخوف والقلق
    ما زلتُ أحمل طهرَ الأرض في جسدي
    ختمَ الجبين كوشم فيه يلتصق
    ممشاي فيك عذاباتٌ وأحجية
    للنار تحرق أيامي.. وتحترقُ
    عمدا يخونك دهرٌ لا وفاء له
    هذا غريبك لا يدري بمن يثق
    مُدي يديك أبايع فيك ملحمة
    للضوء يذكرها في لونه الشفق
    ولتضربي بعصاك البحر تـَفـلقه
    ولتعبريه خيالا ما له غرق
    هزي إليك بجذع النخل، لست أرى
    أما سواك لعيسى حين ينعتق
    كم صار يُشْرع جرحَ الناي في لغتي
    حزنُ الحروف، وجرحي ليس ينغلق
    بغدادُ قصة حب كلما ذُكرت
    قلبي تزلزله الذكرى.. فينسحق


  7. #7
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    تريق دمي فـإن خضبـت دماهـا
    شكت بخلـي كأنـه مـا كفاهـا
    و لـو أدري بـأوردتـي دمــاء
    تـراق لهـا لجئـت بهـا فداهـا
    و لكنـي عدمـت لهـا مـزيـدا
    ومـا ألقـى بأوردتـي سـواهـا
    يجف دمي و قد خضبت و تـدري
    بأنـي لا أريـد سـوى رضاهـا
    أنـا المجنـون لمـا جـاء ليـلا
    إلى ليلـى يفتـش عـن خطاهـا
    أنا أشعلـت فـي الظلمـاء نـارا
    يزيـد سـواد عتمتهـا لظـاهـا
    و ظني أنهـا مـن حيـث كانـت
    ترانـي حيـث أمكـث مقلتـاهـا
    ستأتـي غيـر آبـهـة لأهــل
    و تحضنني و تشرح لـي هواهـا
    و تشكو من عشيرتهـا و تبكـي
    و أرغـب لـو يفارقهـا أساهـا
    تعانقنـي ، أعانقهـا و هـمـي
    إذا غابـت يطـاردنـي شـذاهـا
    و أبـيـات نـرددهـا لبـعـض
    أفكـر كـم سيرهقنـي صـداهـا
    فتمضـي كـي تخلفنـي لشوقـي
    لأجمـع حيثمـا حلـت حصاهـا
    أقيـم لعاشقيـن بـهـا مــزارا
    و صرح هـوى إذا عبـرا ثراهـا
    و صـارت مقلتـي للبـدر عبـدا
    كأنـي عنـد رؤيـتـه أراهــا
    و مر الليـل أحلـم كيـف تأتـي
    و ما جـاءت و أحلامـي محاهـا
    و قلـت لعـل حارسهـا أخوهـا
    غدا تأتي و قـد خدعـت أخاهـا
    و مـر غـد و بعـد غـد كليلـي
    و شكي قاتلـي : مـاذا دهاهـا ؟
    و قلت غـدا سأخطبهـا لنفسـي
    لتـدرك كـل نـفـس مبتغـاهـا
    أصيـر لهـا فتشمـخ كبـريـاء
    فعاشقهـا علـى فـرس أتـاهـا
    و حيـن أتيـت خيمتهـا خطيبـا
    وجدت المـال منـي قـد سباهـا
    أمـا تـدري ؟ تزوجهـا فــلان
    يفوقك يـا فتـى عـزا و جاهـا
    لقـد قبلـت بـه زوجـا بـديـلا
    لفقـر حيثمـا حـلـت تـلاهـا
    فتهت و صرت في الصحراء وحدي
    كمـن تاهـت قوافـلـه فتـاهـا
    أتغـدر بـي و تنكرنـي لفقـري
    و تتركنـي لتسحقنـي رحاهـا ؟
    ألا سحـقـا لخائـنـة و مــال
    بـه ذاك اللعيـن قـد اشتـراهـا
    أجل ، قبلت بـه ، فلـه قصـور
    لأجـل سـواد مقلتـهـا بنـاهـا
    بهـا خـدم ، فمـاذا بعـد تبغـي
    أتبقى بعـد ذلـك فـي عماهـا ؟
    أترغـب بـي و تقبلنـي لفقـري
    و ترفض من إلى ملـك دعاهـا ؟
    سيأتي يـوم يتركهـا و يمضـي
    ومنهـا كـل حاجتـه قضـاهـا
    وجاء اليوم حين مضـى لأخـرى
    و لـم يأبـه لفاتـنـة رمـاهـا
    بكـت ترجـوه أن يبقـى و لكـن
    مضى ، ما عـاد يوقفـه بكاهـا
    و جاءتني و قـد شحبـت كثيـرا
    و خـارت فـي فجيعتهـا قواهـا
    تحدثنـي و قـد كبـرت وشاخت
    علـى عجـل و فارقهـا صباهـا
    تمـد إلـي فـي أمــل يديـهـا
    و ترغب لـو أعـود أنـا فتاهـا
    أمـد يـدي فيحضرنـي عذابـي
    و ما صنعته فـي ظهـري مداهـا
    رأت أن اليميـن تصيـح : كـلا ،
    و أن اللحظ فـي صمـت حكاهـا
    فحزت عـرق معصمهـا أمامـي
    و خنجرهـا تشـق بـه حشاهـا
    مـددت يـدي لأوقفهـا و لـكـن
    قضت ، و الكف قد خضبت دماهـا
    سأكتب مـا جـرى بدمـي وفـاء
    ليبكـي كـل مـن بعـدي تلاهـا

  8. #8
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني




    صــلي لــغـــزة فـالـبــاغـون قد جــاروا

    يا أمة انـتـفـضـي...أبـنـاؤهــا ثــــاروا

    الأرض يـسـلـبـهـا بـاغـــون قــاومـهـم

    شعب أبى ، فـتـصـدت عـنـه أحـجـــار

    أرضي هناك ، و شعبي شعبها ، و له

    عـمـري أقـدمـه لـو عـزت أعـــمــــــار

    يـسـتـعـبـدون بـنـيـهـا بـالــحـدود ، ألا

    إن الـعـدالـة أن الـنـاس أحــــــــــــرار

    لن يستجاب دعــاء الـكـف مـا رفـعـت

    حـتـى تـقـوم لـنـصـــر الـديـن أمـصـار

    يا قـــادة الـعـرب الـمـوتى بـــلا كـفــن

    عـــــار تــخـاذلـكـم ، مـــا بـعـده عــار

    يا شــعب غـزة قـد نـلـت الـعـلا شـرفـا

    و الـعتز تاجك ، شعري فيك إكـبــــــار

    اللـه أكـبـر كـم مـن فـاتـحـيـن قــضـوا

    أحــــيـــــــــاء ربـك أجـرام و أقــمـــار

    دار الـزمــان بـهـم إذ حـاك خـدعـتـــه

    لـكـنـهـم أبـــــدا مــــا خــلـــفـــه داروا

    ما عذر من صمتوا عن من يموت بها

    مـاذا يقال ، و هـل للـصـمـت أعـذار ؟

    حـمـلـت غـزة وزر الآثـمـيـن ومـــــــا

    أدري إذا لــهـــم قــد خــــصــت أوزار

    إن الــشـعـوب مـتـى آنـت قـيـامـتـهــا

    قـامـت فـلـيـس لـهـا مــن بـعـد إدبـــار

    تـأتي إلى بـؤر الأعـداء غـاضـبـــــــة

    مـا عـاد يــردعـهـا قـصـف و لا نــــار

    تـدنـوا بـمـا حــمـلت منهم جـحـافـلها

    حار الـبـيـان بـهـا مـن بـعـدما حاروا

    من تحت أعينهم ، من بينهم نسجت

    تلك الصـفـوف و زاغت منهم أبصار

    ذكـرى نـبـيـك و الـصـديـق تـابـعــــه

    و الله ثـــالـث مـن أخـفـاهـمـا الـغــار

    إذ ســـار خـلـفـهـمـا ركـب لـقـتـلهـما

    و الله فـوقـهـمـا حـرس و إن سـاروا

    مـا كـان في وجـل أن يلـحـقـوا بـهما

    قــلباهما ، أبــــدا ، و الـذكـر إقـــرار

    ما رد ثـورتـهتم كـيـد الـذيـن بـغـــوا
    أو فـــل هـمـتـهـم أن قـامـت أســـوار

    هــبـوا كـعـاصـفـة هـوجاء و اندفعوا

    يا أمــة انـدفـعـي...مــا بـينــنـا ثـــار

    إن الشعوب كـذا أمـر الـنـضـال بـهـا

    إن آن آن و لا تــرتـــد أقــــــــــــــدار

  9. #9
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    إن رأيتَ دمي يسيل على الطريق فلا تقل : جفف دمك .
    إن قرأتَ قصيدة و تبادلوا نظراتهم سرا علي فلا تقل : أغلق فمك .
    إن أتيتَ تزور قبري بعدما أمضي قتيلا لا تكن غرا فتسأل جثتي : من أعدمك ؟

    كن ما تشاء
    أو لا تكن
    لا فرق عندي
    قد محوتَ خرائط التاريخ
    بعتَ الأرض
    زورتَ الوصايا
    خنتَ كل الأنبياء
    الغدرُ طبعك
    عشتَ عمرَك تنتقي
    جُمَلا تليق عن السلام
    عن الحمام
    و غصن زيتون
    و لا زيتون عندك
    لا حمام ، و لا سلام
    و العهرُ عريُك
    ظل مختبئا هناك
    وراء ثوب الأتقياء
    كن ما تشاء
    حاربتُ نفسي فانهزمتُ و أنت وحدك قاتلي
    فكأن كل قصيدة تحكي نزيفا داخلي
    صارت تفتش عن بلادي في دمي
    حتى احترقتُ فصار يرفضها رمادي
    لن أنادي أي عاشقة يجننها عنادي
    إذ تراني لو أعانقها يعانقها حدادي
    قد محوتَ خرائط التاريخ
    بعتَ الأرض
    زورتَ الوصايا
    خنتَ كل الأنبياء
    يا ليت أنكَ لم تكن باسم العروبة قاتلي
    أنتَ الذي شردتني , شردتَ شعبا داخلي
    صارت تحدك يا بلادي عن دمي
    نارٌ تتاجر بي و تدفع من رمادي
    لو أنادي أيـّــما بلد أيصبر عن عنادي
    كلما أعلنتُ عن فرحي يكذبني حدادي
    ربما قد ساء ظني فيكَ
    لم تمحُ الخرائطَ
    لم تبع...ما خنتَ...ما زورتَ
    لم تسئ النوايا
    من إذن فض العذارى
    من أباح الفسقَ في شرف الصبايا
    من أتى لمدينتي
    و أتى على كل الرجال
    لكي يجوع صغارُها
    فتصير نسوتُها بغايا
    من أحل دمَ الضحايا
    من يتاجرُ بالخطايا
    من سواكْ ؟
    قل لي...أجبني
    أم حسبتَ بأن غيركَ لا يراكْ ؟
    دارت كؤوسُ الصبر
    فوق موائد الفقراء
    في أكواخهم
    حلم اكتفاءْ
    الجوع يبتلع الصغارْ
    و قد مضى ثلثا نهارْ
    و كل ما أكلوا : هباءْ
    الوهمُ يُخلطُ من شعير
    حفنتين بمُد ماءْ
    خبزا لكل الجائعين
    بؤسُ الطفولة هاهنا
    يدعو ضميرك للرثاءْ
    لو كنت تمتلكُ الضمير
    لكن شبعتَ و كلهم جاعوا
    و قد ملوا مذاقَ الوهم و الصبرَ المرير
    هل بعدُ تُسألُ عن ضمير ؟
    أم كنت تحسب أن غيرك لن يراكْ ؟

  10. #10
    الصورة الرمزية خالد بناني شاعر
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 527
    المواضيع : 73
    الردود : 527
    المعدل اليومي : 0.10

    افتراضي ديوان الشاعر خالد بناني

    هنا كربلاء
    هنا قصة سطرتها الدماء
    هنا ذات يوم برغم الحصار التقى في الخفاء
    وليد...دعاء...
    يتيمان من دون بيت و لا أسرة
    يمدان لله كف التوسل يستعطفان السماء
    يريدان خبزا و ماء و مأوى
    ينامان فيه اتقاء الشتاء
    إذا حل ليل و جاء المساء
    يريدان مأوى و خبزا و ماء
    فقط...بل و أخطر
    يريدان أمنا و جوا معطر
    و ألا تقوم الحروب التي دمرت كربلاء



    معا في المدينة
    يمران قرب البيوت التي دمرت
    و قرب الثكالى...و قرب اليتامى
    و قرب انكسار العيون الحزينة
    عزاء...فناجين من دون سكر
    و يمناه شدت على كفها في شرود
    "سأهواك دوما إلى أن أموت
    و أهواك حتى لما بعد موتي..."
    "سأهواك أكثر و أكثر و أكثر
    لنا قصة لم يمتها رصاص
    و حلم الهوى بيننا صار أكبر"
    "ولكن...دعاء...
    أخاف الحصار الذي حولنا
    رصاص و سجن و عسكر
    فهل يسلم الحب في كربلا
    لا...لا...لا...لا..."



    "بلى يا وليد...
    سلام هو الحب في كربلاء
    و إن كبلتنا قيود الحديد
    براكين نار , و أنهار حزن
    و أطلال بيت , وطفل شريد
    و موت و يتم و حاء و باء
    سلام هو الحب ما دام فينا
    و إن دامت الحرب في كربلاء"



    و سارا معا يرسمان الغد المستحيل...
    كمن لم يعش كربلاء السواد
    الرماد
    الحصار
    الدمار
    الرحيل
    و سارا يقولان أبناؤنا
    وسام و هند و عبد الجليل
    و بيت له حارس لا ينام
    و سور طويل...طويل...طويل



    وحين استفاقا على صوت نار
    بكت بعدما لم تجد أي دار
    و صاحت "وأبناءنا" في مرار
    "وأحلامنا" , ثم دوى انفجار
    غبار...غبار...غبار...غبار
    أرادا هروبا إلى مأمن خلف ذاك الجدار...
    كفه لم تزل تحضن الكف رغم الخطر
    طلقة ثم أخرى و ها قد هوت كالحجر
    "وا دعاء...
    ليس لي من بقاياك إلا حنين و بضع انتماء
    كلما هاجرت فيك أسراب شوقي أود البكاء
    أما قلتُ لن يصمد العمر و الحرب تغتال آمالنا
    و لن يملك الحلم و الحب في كربلا فرصة للبقاء"



    "تعالي إلي , فما زلت أمضي
    معي ذكرياتي , بدرب الألم
    غنائي أنين و شعري شجن
    تعالي إلي , فما زلت أرضي
    و ما زلت في القلب نبضا و دم
    وما زلت أنت الهوى و الوطن"



    دون دمع بكاها و ها قبرها شامخ الكبرياء
    كيف يبغي سواها ؟ و أنى له الحب ؟ ماتت دعاء
    أين أحلامه , حبه , أين آماله , شوقه , عشقه للحياة ؟
    هكذا بعدها نبضه متعب , لن يعيش الهوى...و الذي كان مات

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة