كيسُ الفصول !!
مَكَاْنٌ صَغِيْرٌ
عَلَىْ زَهْرَةٍ تَالِيَةْ
وصَوْتٌ يُصَاْدِرُ أَفْكَاْرَ جِيْلٍ
يَسِيْرُ سَرِيْعًا
إِلَىْ هَاْوِيَةْ
مَكَاْنٌ صَغِيْرٌ
ويَعْلُقُ شَيْخٌ صَغِيْرٌ
وَيَفْقِدُ إِصْبَعَهُ فِيْ ضَفِيْرةِ
أَيَّامِنَا الْخَاْلِيَة
وَيَشْهَقُ فِي تَمْتَمَاْتِ الشِّفَاْهِ
عِمِيْقَ الْمَخَاطِرْ
وَيَبْقَىْ يَعِيْشُ بِثَوْبٍ تُمَزِّقُهُ
جُرَعُ الذِّكْرَيَاْتِ
كَبِيْرًا يُغَاْمِرْ
ضَعِيْفًا يُخَاْطِرْ
وَشَيْخًا يُقَامِرُ
في غرفةٍ شاكية
كَذَلِكَ حَرْفُكَ يبدُو إذا لَمْ يَكُنْ
ذَا مَعَاْنٍ بِهِ الضَّادُ يُصْبِحُ
وَاللهِ كَافِرْ
يراهنُ يسقطُ يخسرُ
فِي الْجَوْلَةِ التَّالِيَة
غُمُوضٌ يغطّيكَ فِي
اللّحْظَةِ الثّانِيَة
مَكَانٌ صغيرٌ
يَعُوْدُ النَّهارُ إِلَيْهِ بِشَكْلٍ مُخِيْفٍ
وَلَكِنَّ هَذَا النَّهَارَ يُعالِجُ
أَحْزَانَهُ بِانْتِهَاكِ التَّعَابِيْرِ
طَعْنِ التّشَابِيْهِ
سَفْكِ دِمَاءِ عَذَارَىْ الْحُرُوْفِ
بِتَوْظِيفِهَا فِيْ
عُيُوْنِ الْحَوَافِرْ
هناكَ انتظارُ نَهارٍ يُطِلُّ
عَليهِ جَديدًا جديدًا
لِيَنْهَلَ مِنهُ الجبالَ المُراقِصةَ المُعطَياتِ
وَلِلذِّكْرَيَاتِ وَلِلأُمْنِيَاْتِ الْبَعِيْدَةْ
وِمِنْ ثُمَّ يَعْبُرُ حَالَاتِ صَمْتٍ وفَنٍّ فَرِيْدَةْ
وَحُزْنٍ كَئِيبٍ إذا لطّخَ القيءُ
قيءُ الْمَعَانِيْ
الحُرُوْفَ الشّهِيدَةْ
ويَصطَادُ نَهْرَ الحَذَرْ
يُخبّئُ أَوْجَاعَهُ فِي رُمُوشِ الْقَمَرْ
وَيَرْنُو لِمِحْرَابِ طاووسِهِ الخزفيِّ
ويَمْضُغُ صُورةْ
وَيَجْمَعُ مِن صورةِ الحُبِّ
حين ينامُ قشورَهُ
يَحْمِلُ دونَ احتياجِ الذِّراعينِ
بحرًا
يعبّأُ ليلًا
بِكِيسِ الفُصُول !!
لَقَدْ كَرَّهُونَا بِأمِّ الحَدَاثَةْ
كَأنَّ تَخَلّفَهُمْ بِالوِرَاثَةْ
هُنَا الضَّادُ تَبكِي
وَتُرْسِلُ لِلحَافِظِينَ
نِدَاءَ استِغاثَةْ
فَقَدْ دنّستْها
وقاحةُ أيديهِمُ الخاوية
مَكَانٌ صَغِيرٌ
وَتَغْرُقُ فِيهِ العِبَاراتُ
والإكْتِشافَاتُ والتِّكْنُولُوجْيَا الْحَدِيثَةْ
فَلَا تَفْهَمُ الْيَوْمَ مِنْ أَمْسِنا القادمِ
الوَقْتُ عَارٍ
وَلا تَفْهَمُ الأَحْرفَ الطّاهِرَاتِ
وكَيفَ بِإكْرَامِهَا تَجْتَبِيهَا
وَكَيفَ الحُرُوفُ الخَبِيثَةُ
تكشِفُها تتّقِيها
لِأنّ حُروفَكَ إنْ لَمْ تَكُنْ
ذَاتَ فِكْرٍ مُضِيءٍ
نَرَاهَا عَدِيمَةْ
بِلا أيِّ مَعنى
بِلا أيِّ قِيمةْ
كَمَا خِرقةٍ بَالِيَةْ.
_____
مصطفى.