قبل سنوات طوال وهنا في هذا المكان ... نثرت حروفها الأولى حينما كانت صغيرة بحجم العطر .. ابنتي ايناس .. واليوم وهي تتبرعم نحو الأمل .. تضع خاطرتها التي شاركت بها في مسابقة أدبية ... والحكم لذائقتكم أنتم ... أيها الكرام .
الأشياء ليست بحجمها .. لكن .. بتأثيرها.
إيناس حلاوجي
الصف : الخامس العلمي
عندما تستيقظ صباحاً ، تنهض من سريرك إلى عملك الذي كُلفتَ للقيام به على أفضل صوره ، ترى الناس أيضًا يتوجهون إلى أعمالهم ، منهم تراهُ مرتبكًا ، والذي يستعجل الشيئ للوصول إلى مكان عمله ولكن : قد لا يكون استعجاله إلى نفع وإنما غايته فراغ ، بل هو في الحقيقة لا يدري غايته ! ولمَ استعجاله الشديد هذا ، وفي كل هذا الزحام البشري تجد نملةً صغيرةً تذهبُ من هنا إلى هناك وهي حاملةً معها لقمة تكفيها شر الحاجة على الرغم من أنها أكبر من حجمها الصغير ، وربما ذلك الحمل يسقط منها ، ولكنها لا تمّل ولا تكّل وفي كل مرة يسقط منها القوت يتجدد أملها بالوصول به إلى مكان آمن تضعه في داخله .. لأنها لا تدرك تماماً أنها وإن أسقطته لأكثر من مرة فسوف تصل لأنها تعمل بجدٍ وإخلاص .. وهذه علبة التدخين التي تحوي في داخلها أقوى عدوٍ للإنسان وعلى الرغم من صغر حجمه ، لكنه يسببُ الأمراض بل وأخطرها سرطان يأكل الجسد أكلاً في هذا العضو أو ذاك من جسم أبدعه الله .. وربما في خطأ صغير لمدخن غافلٍ يحصلُ الحريقُ الذي يغطي المكان وربما تسبب في قتل أرواح بريئة ..وشخصٌ ما في هذه الدنيا الواسعة تركَ أثراً له في كل مكان من بلاد الله وقرأ كتبًا حتى غطى اللون الأبيض رأسه وإذا بيومٍ يرى عبارة قليلة الحروف موضوعة في مكان صغير ، و يكتشف أن كلماتها تتدافع مع بعضها لما تحمله من معانٍ جمة وقد قامت كلماته وساهمت في تغير حياة هذا الإنسان أو ذاك وربما أحيت أمة بأكملها .. وأيضًا ابتسامة على وجهكَ تُسعدُ من كانَ مهموماً وبها تكسبُ من أخفى لك في قلبه العداوة .. فهذه كل الأشياء البسيطة تحمل خلفها أموراً عظيمة .. وهكذا : ليست الأشياء بحجمها وإنما بعظم تأثيرها ..