ابجدية النور 29
مابين الدهشة ... والإكتشاف.
ورد عن جلال الدين الرومي أنه قال : توقف عن التعلم, وأبدأ المعرفة.
فهل أن الدهشة آلة من ادوات المعرفة ؟ وكيف الإنسان يغلق عن الدهشة بصيرته وبصره ..من حيث أن الدهشة تأتي قبل المعرفة .. إنها التأمل في كل مايحيطنا ..
ومعلوم أن كل طفل يجيد .. آلية الدهشة ليتوصل من خلالها إلى المعرفة ولكن ... بيئته وتنشئته ، في البيوت والمدارس تقتل تلك الآلية حيث لايسمح له بالدهشة إلا من خلالنا .. من خلال عقول الآباء والمعلمين ... يقننون كل رأي يتوصل إليه الطفل .. حيث الطفولة ... دهشة
قال لي صديقي :
الفرق بين الدهشة والإستكشاف ماهو ؟
قلت له : هل تنتظر زوجتك مولوداً منذ أشهر ... الدهشة أنك تتأمل : قبل ان تلد ووضعت احتمالات الدهشة ، بكل صورها وأكرر - بكل صورها - ومنها انها ستلد طفلة بعيون خضراء ، أو انها ستلد سبعة أطفال أو أنها ستلد طفل يتكلم وعمره أشهر ..
لكنك تأملك لن يقودك لإحتمال أنها ستلد : طفلاً سيطير من دون جناحين أو غير ذلك من الإحتمالات غير اللائقة وغير المتوافقة مع سنن الله في خلقه !!
إذن :
الدهشة : أداة معرفية توصلنا للمعرفة من قبل ان نكتشف ذلك
انا أشعر بخيالي ونظراتي لكل تفاصيل أي مسألة ... من زاويتي أنا ، وأنت كذلك تنظر للمشهد ذاته ولكن بتفاصيل أخرى ومن زاويتك أنت !!
ولو تدربنا على استغلال الدهشة .. وتسخير مايخطر في بالنا .. وتمحيصه عقلياً ... لأجدنا استغلال : الدهشة
وهنا يجب التنبيه على أن : لايوجد شئ اسمه العدم ... كل فراغ في الكون هو ... شئ لانراه نحن ولكنه موجود .
كل فراغ في الكون هو ... شئ لانراه
وهنا تكمن دهشتنا بالوجود ..
/
مودتي لك أيها المندهش .