بارقة ذكرى ..
بَرق تَألّقَ بالأوطاب و الحجُب *** خفقا و غاب كخفق الواجل الطّرب
أو مثل عضْب يمان رقّ عارضهُ *** لا لاحتباء و لكنْ رقّ للعطب
آبتْ به النفسُ منْ ذكرى تساورُها *** و اسْترجعت غيْر أن الحال لم تؤب
تمرّ كالطّيف أو كالحلم شذّبه *** بالطّرف حدّ سنان السّهد و الوصب
يغيبُ طورا و ينأى تارة و يُرى *** كأنّه قبلُ لم ينأى و لم يغب
و ذكّرت نهَبَ الأيّام و ادّكرت *** شرخ الصّبا و اشتمال الرّوض و الكثب
و يومَ أن درجت أسرابُنا و شذت *** أطيابنا بين سكر اللّهو و اللّعب
نمشي الهُويني و لكن سعينا خبب *** فقد وقفنا فما للدّهر في خبب
كأن ما كان من ودّ و من مقة *** و من عهود ومن وصل و من كتب
برق تألّق بالأوطاب و الحجب*** خفقا و غاب كخفق الواجل الطّرب