هَرَباً منَ المَجْهولِ للمجْهولِ
آنَ الرَحيْل وَقَد قَرعْتُ طُبُولي
لازالت الصّحْراءُ تعْرِفُ خُطْوتي
وَسَرابُها يَحْتارُ في تضْليلي
بَدَويّةٌ أهْوى الفيافيَ حُرةٌ
عَجِزتْ سُطُورُ الشِعْرِ عنْ تَكْبيْلي
وَشَرِبْتُ نورَ الشّمسِ ثُمَ سَكبْتهُ
وَنَسَجْتُ مِنْ بدرِ الدُجى منْديلي
أرسَلْتُ صوتي في المَدى بملامحي
فاسْتَعْذَبّتْ تِلْكَ الجِبال صَهيلي
أُقْصُوصَة لفَّ الغُمُوضُ فُصولها
قَصُرَتْ ظُنُونُ الخَلقِ عن تأويلي
خَلّوا سَبيلي إنني مأمورةٌ
فالشِعْرُ وحْيي والفُؤادُ رَسُولي
ماجِئتهُ عَمْداً ولكن جاءني
وإذا نَأيْتُ بِجانِبي يدْنو لي
يجْتَاحُني بِجَحَافِلٍ غَلّابةٍ
تغْزو عَوالِمَ صمْتيَ المسْدولِ
هَذي سَحائبيَ التي سَحْت ْ عَلى
عَطَشي إلى الألحانِ حيْن هُطولي
وسَتشْرَب الصّحراءُ أمطاري التي
تروي السباسب من شذا ترتيلي