ملك حفنى ناصف......................................
المصرية المثقفة رأت حاجة قومها إلى الإصلاح فصاحت صيحة لا يزال صداها يرن ، وظلت تكتب وتخطب راجية الإصلاح ، وهى المرأة المسلمة التى فعلت ذلك بشجاعة وكفاءةً وتفوقٍ فلم يهزها انتقاد الناقدين.
كانت شديدة الحب لقومها،شديدة الغيرة على وطنها ، شديدة التألم لما تراه من علامات التأخر والتخلف فى البيئة المصرية.
ولدت ((ملك)) بالقاهرة سنة 1886، ودخلت المدرسة السنيّة ، وحصلت على الشهادة الابتدائية سنة1900، وهى اول سنة تقدمت فيها الفتيات في مصر لأداء الامتحانات للحصول على تلك الشهادة ، ثم انتقلت الى المرحلة التالية بالمدرسة المذكورة ، وحصلت على شهادتها العالية ، ثم اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية .
وعندما تزوجت ((ملك)) ، انتقلت مع زوجها إلى الفيوم ، وكانت تسمى وقتها بادية الفيوم ، ومن ثم عرفت ملك باسم((باحثة البادية))
وكانت ((ملك)) تطوف منازل صاحباتها ومعارفها لتقنعهن بإرسال بناتهن إلى المدارس، وساعدها على ذلك حسن اخلاقها ، ونفسها الابية، ومثابرتها على العمل .
كانت((ملك)) تقوم بأعمال بيتها بنفسها، وفى اوقات فراغها تعكف على قراءة الكتب النافعة ، وزيارة مدارس البنات ، وفحص مناهج التعليم، وإبداء الرأى فيها.
كان بيتها مقصد كثير من السيدات الشرقيات والغربيات ، فيقفن على مبلغ رقى المرأة ، وكانت أفكار ((ملك)) وسطاَ لا تعرف الجمود ولا التفريط ، وجمعت بين الثقافتين الاسلامية والغربية.
أتقنت ملك اللغتين الانجليزية والفرنسية ، وكانت خطيبة مفوهة، تنتقل من الجامعة ، إلى الجريدة ، تخطب فى السيدات تحضهن على الاعتدال وخدمة المجتمع.
من اعمالها أنها أسست إتحاد النساء التهذيبى ، وجمعت تبرعات كثيرة للمنكوبين ، وأسست مدرسة فى بيتها لتعليم التمريض بمناسبة الحرب العالمية الاولى، وحاكت بيدها مائة بدلة للهلال ألأحمر المصرى .
كانت لها مكاتبات كثيرة للخارج وكانت لها صديقات يراسلنها ، وقد أهدت الكاتبة الامريكية (((اليزابيث كوبر))) كتابها ((المرأةالمصرية))
إلى ((ملك)).
كانت ملك تنفق على الفقراء ، وترشدهم إلى أهمية التعليم ، وتحضهم على الارتقاء بمعيشتهم ، ومستوى نظافتهم.
ومن آثارها العلمية وألأدبية كتاب ((النسائيات)) وهو مجموع ما خطبته ، وكتبته فى الجريدة خاصاَ بالمرأة.
ومنها حقوق النساء ، وهو كتاب يحتوى على ثلاث مقالات:ألأولى فى الموازنة بين المرأة المسلمة الشرقية ، والمرأة الغربية فى الحقوق المالية، والثانية فى حقوق المرأة من جهة ادارة ألأعمال العامة .
والثالثة فى حقوق المرأة فى النتخابات.
وشرعت ((ملك حفنى)) فى ترجمة ((أم المؤمنين خديجة))شعراَ
فكتبت منها ثمانية أبيات ، ثم وافتها المنية.
كانت آراؤها فى التربية متميزة ، إذ كانت تنادى بضرورة أن يكون التعليم متعة للطفل ، وأن يمارس الرياضة واللعب ، وأن ينمى الطفل تنمية شاملة ، مع عدم إجباره ، أو إكراهه .
أما عن تربية البنات فكانت ترى أن الحرية المطلقة ، والحجر المطلق كلاهما مضر، فالحرية المطلقة تسهل سبل الفساد لمن تريده ، والحجر يخلق فى الفتاة ميلا لأن تجرب كل شىء ، ويعلمها الغش والكذب والخوف فالاعتدال والتوسط هو الذى يجعل الفتاه مهذبة وقادرة على حسن التصرف وإتقان العمل .
وتوفيت باحثة البادية سنة 1918م.
أرجو أن تكونوا استفدتم من موضوعى.
تحياتى لرابطة الواحة.