|
ارْحــــلْ فــقــدْ أنَّ الــفــؤادُ عَـمـيـقَــا |
مَـاعُــدْتُ أقْــــدِرُ أنْ أراكَ صَـديـقَــا |
إنِّــــي حــزيــنٌ أنْ قـضـيْـنــا فــتـــرةً |
قــدْ كـنـتَ فِـيـهـا صـاحـبـاً ورَفِـيـقَـا |
مَا زِلْـتُ أذْكـرُ حِيـنَ كُنْـتَ مُرَشَّحـاً |
كــمْ كُـنـتَ تـبــدُو صـادِقــاً ورقـيـقَـا |
وخَدعـتَـنَـا بـالـوَعْـدِ وعْــــداً كــاذِبــاً |
لــمّـــا بـــــدَوتَ مُـفــوّهــاً ورَشِــيــقَــا |
كــمْ قـلـتَ أنّــكَ مِــنْ أَديـــمِ بـلادِنَــا |
وَكـمِ انتَقيْتَ مِـنَ العُـروقِ عرُوقَـا |
لـكـنّـمَـا تــحْـــتَ الـلِّــبــاسِ خِـيــانَــةٌ |
مهْمـا خرَجـتَ عـلـى الأنَــامِ أنيـقَـا |
مَــا كُـــلُّ لَـمْــعٍ فـيــهِ تِـبْــرٌ لِـلْــوَرَى |
مَـهْــمَــا أَشَـــــعَّ تَـوَهُّــجــاً وبَــريــقَــا |
قــدْ كـنــتَ دومـــاً بالـنّـفـاقِ مُـكـبّـلاً |
وَلَإنْ بـدوْتَ -لِمـنْ يـراكَ- طليـقَـا |
لِـتَـشُـقَّ صَـــفَّ الرّاغـبـيـنَ تــوحُّــداً |
ويــراكَ بـعــضُ الْواهِـمـيـنَ شَقِـيـقَـا |
فَرّقـتَ بيـنَ النّـاسِ فِـي وِجْهَاتِـهِـمْ |
أ لِأجْــلِ ذلــكَ قـيـلَ فـيـكَ "فَرِيـقَـا"؟ |
قـدْ كـانَ يَرْجُـو النّاخـبـونَ أصـالـةً |
قـــدْ كُنْـتَـهَـا لَــمّــا بَــــدوْتَ عَـريـقَــا |
لكنّـهُـمْ سَـقـطُـواْ ب"شَـــرِّ فِعَـالِـهِـمْ" |
لــمّــا احْـتـرَفْــتَ الــلُّــؤْمَ والتّـلْـفِـيـقَـا |
مَا عَادَ عِنْدَكَ لِلْوَرَى سَعْيٌ سِـوى |
مَــا تبْتـغِـي مِــنْ خَلْـفِـهِ التّصْفيـقَـا |
أوَلَسْـتَ تَخْجَـلُ إذْ نهـبْـتَ دِمـاءَنَـا |
فِــي نَـاخِــبٍ ظـــنَّ الـذّئــابَ رفِـيـقَـا |
قدْ كَانَ يرجُو أنْ يُساقَ إلى العُلا |
فـــإذا بـــهِ نـحــوَ المَـهـانـةِ سِـيـقَــا |
أنَا لسْتُ أخشَى منكَ إلّا صُحْبَتِي |
أمّــــا الــثّــرَى فَــبِــهِ الإلَــــهُ رَفِـيـقَــا |
فَــلَإنْ سَعَـيْـتَ لِأنْ تَـخُـونَ بِـلادَنَـا |
فمِـنَ السُّهولـةِ أنْ تخُـونَ صَدِيقَـا |