شَرَفْ
***********************
رَاضٍ عَنِ اللهِ .. أَيّاً مَا يَكُنْ قَدَرِيْ
وَأَحْمَدُ اللهَ رَبَّ الْعَرْشِ سُبْحَانَهْ
نَعَمْ يَتِيمٌ أَنَا ..، وَالْيُتْمُ بِي شَرَفٌ
فَسَيِّدُ الْخَلْقِ .. كَانَ الْيُتْمُ عُنْوانَهْ
واللهُ رَبِّي ، تَعَالَى اللهُ ، أَكْرَمَنِي
لَمَّا اجْتَبَانِي ، وَأَنْزَلَ فِيَّ قُرْآنَهْ
مَا ضَرّ مِثْلِيْ .. وَرَحْمانُ الدُّنَا سَنَدِيْ
هَلْ كُنْتُ أَشْقَى وَكَانَ الْعَدْلُ مِيزَانَهْ ؟!!
هَلْ كُنْتُ أَشْقَى وَعَيْنُ اللهِ تَكْلَؤُنِي ؟!
واللهُ يَبْسُطُ لِلْأَيْتَامِ إِحْسَانَهْ ...
إِنِّي وَصِيَّةُ رَبِّي وَالنَّبِيِّ مَعاً
لِمَنْ أَرَادَ مِنَ الرَّحْمانِ ... رِضْوَانَهْ
نَعَمْ يَتِيمٌ ...، وَإِنَّ الْيُتْمَ عَذَّبَنِي
مُنْذُ الطُّفُولَةِ مَا فَارَقْتُ أَحْزَانَهْ
قَدْ كُنْتُ هَذَا الَّذِيْ بِالليْلِ مِدْفَأَتِي ...
أَنَّاتُ قَلْبِي ..، وَدَمْعٌ سَاقَ أَعْوَانَهْ
وَحَرُّ آآآهٍ بِصَدْرِي ..، كُلَّمَا خَمَدَتْ
نِيرانُ قَهْرِيْ .. يَبُثُّ الشَّوْقُ طُوفَانَهْ
رُحْمَاكِ أُمِّي ..، تَعَالَيْ أَطْفِئِيْ أَلَمِيْ
لَمْ تَأْتِي أُمِّيْ ..، وَأَرْخَى الْيُتْمُ بُرْهَانَهْ
يَا وَحْشَةَ الرُّوحِ .. لَمَّا لَا يَجِيئُ أَبِي
كَيْ يَنْزِعَ الْخَوْفَ مِنْ قَلْبِي وَأَقْرَانَهْ
يَا غُرْبَةَ النَّفْسِ .. لَمَّا أَشْتَهِي غَرَقاً
فِي حُضْنِ أُمِّيْ فَلا أَشْتَمُّ شُطْآنَهْ
يَاللْيَتِيمِ الَّذِيْ يَشْكُو بِلا كَلَلٍ
لَيْلاً نَهَاراً لِرَبِّ النَّاسِ .. نِيرَانَهْ
هَلْ يَعْلَم النَّاسُ أَنَّ الْفَقْدَ مَسْغَبَةٌ
فِي قَلْبِ طِفْلٍ يُزَلْزِلُ مِنْهُ أَرْكَانَهْ ؟!!
هَلْ يَعْلَم النَّاسُ قَدْرَ الْوَالِدَيْنِ إِذَا
كَانَا لِطِفْلٍ ..، ذَوِي الْقُرْبَى وَأَوْطَانَهْ ؟!!
لَا تَحْرِقُ النَّارُ إِلَّا مَنْ تَلَبَّسَهَا
أَوْ يَعِرِفُ الْمَوْتَ ..، مَنْ لَمْ يَلْقَ أَكْفَانَهْ
أَنَا الْيَتِيمُ نَعَمْ ...، أَنَا الَّذِيْ أَبَداً
لَمْ يَبْلُغِ الْيُتْمُ مَهْمَا كَانَ .. إِيمَانَهْ
أَنَا الْيَتِيمُ الَّذِي اسْتَعْصَى عَلَى فِتَنٍ
وَحَيَّرَ الصَّبْرَ والدُّنْيَا وَشَيْطَانَهْ
لَنْ يَعْرِفَ الْيَأْسُ وَالْإِحْبَاطُ لِي طُرُقاً
وَلَنْ أَكُونَ لِخَيْلِ السُّخْطِ مَيْدَانَهْ
رَاضٍ عَنِ اللهِ ..، أَيّاً مَا يَكُنْ قَدَرِيْ
وَالْحَمْدُ للهِ ، جَلَّ اللهُ ، سُبْحَانَهْ
**********************
بقلمي
أحمـــ الجمل ـــد