|
عبثَ الأنينُ بدقّـّة التوصيفِ |
ضلّ القريضُ وغابَ عن تأليفي |
منْ أينَ أبدأُ .. والخطوبُ تزاحمَتْ |
واصطفّتِ الآلامُ تلوَ صُفوفِ |
تاهتْ عن القلمِ الحزينِ سطورُهُ |
فتناثرتْ في التيه شـِلْوُ حروفِ |
مذْ سادَ في ربضِ الليوثِ صغارُها |
وغدا ربيعُ النيل ذيلَ خريفِ |
منْ لي بأهل الكهفِ أغفو دهرهمْ |
هذا زمانُ رويبضٍ وسخيفِ |
..حينَ انْبرى للأمّ أنبلُ شاعرٍ |
يرقى بها لمراتبِ التشريفِ |
والله منْ عليائهِ أوصى بها |
إحسانَها.. والقولَ بالمعروفِ |
"والأمّ مدرسةٌ " .. تئنّ مقالةً |
في فقهِ شاويشٍ، وفهمِ عريفِ |
..يا شاعرَ النيل الذي أرفدتـَهُ |
بمدادِ حُبـّك.. كالنّدى المرشوفِ |
أدْرِكْ – فديتُكَ- ما جنى سفهاؤُها |
إذْ نصّبوا مثَلَ الحرائرِ " فيفي" |
أَمزيـّناً جيدَ النساءِ قلائداً |
للفضلِ ..؟ أمْ لقُدودِهنّ الهيـفِ |
لو كانَ حافظُ شاهداً لزماننا |
زمنَ التفاهة .. والخنا والزيفِ |
ألقى ببطن النيلِ كلَّ قصائدٍ |
وشدا من الآهاتِ لحنَ عُـزوفِ |
.. دعْ عنك آثارَ الكبار وجِدّهمْ |
واسْلكْ – لتسْلمَ – منْهَـجَ التخريفِ ! |
ما عادَ للقول الرّصينِ مسامعٌ |
في نفخِ مزمارٍ ، وقرعِ دُفوفِ |
هذا زمانُ الرقصِ فاخْترْ مذهباً |
رقصَ السّفيـهِ .. ورقصةَ الملهوفِ |