|
للذكرياتِ ، وللماضي ، لمن حضروا |
سـأنشدُ اليوم ما جاشت بـه العُـصُـرُ |
أجـمّل البـَوْحَ علّ الفكر يُسعفني |
وأفـرُش الذكــرَ عـلّ الحبّ يُـدّكــــرُ |
سـأصدحُ الآن بالأنغام مفتخراً |
ولـلـمـفـاخـر فـي أوتـارنـا سـفـرُ |
وأبعث اللطفَ ، والشكرانُ يحمله |
مـودّعــاً بـشـذى القِـــدّاح أعـتـمرُ |
مودّعاً دوحة الخلان إذ عبقت |
سِـتّـاً على عَرْفها يسْـتـأنس السحرُ |
حتى ولو عكّر الأجواء ذو حسدٍ |
فـالحلـمُ شيـمـتـنا ، والصبر ، والظـفرُ |
سـأرسم الصُّورَ الغرّاء تهنئة |
للـعاشـقـيـن ، وعـنهم تلمع الصورُ |
تخرّجوا حاملين الودّ أغنيةً |
بشائـرُ الطبّ ترويها وتـفـتـخـرُ |
هِـيْ دوْرةٌ نبعها الإخلاص رابعةٌ |
الفضلُ يعرفـــه مَـنْ عنده ذكــروا |
طوباك جامعة الأنبار جامعتي |
في دورةٍ برجـــال الطبّ تـزدهـرُ |
هـنا التـقـينا هنا جادت قرائحنا |
هـنا تـعاظمت الآمــال والعِـبَـرُ |
هـنا تــآخت كــأزهارٍ عواطفنا |
تـنـمّ بالعـطـر تـحـنانـاً وتـنـتـشرُ |
وكركراتٌ يـذيب الصخر أوّلها |
وعـند آخـرها يـشّــقـق الحـجـرُ |
هـنا قرأنا وأصغينا ، تلاحـقـنا |
غـلائــلٌ من صِـباها أينع الزهــرُ |
معالمٌ حولها مستقبلٌ فرحٌ |
غـير الهوى لـم يـذق قد شفّه السهرُ |
أجلْ ، هنا كلّ شيءٍ ظلّ يغبطنا |
والدربُ – فرط جمال الملتقى – وعـرُ |
يحفّنا الخالدان الذكرُ والمطرُ |
وحولنا الباذخــــان العلم والعمُرُ |
يا دوحة الطب يا حبي وعاطفتي |
ما للوداع خليــطٌ ملــؤه الحــذرُ ؟ |
فالسعد والحزن في أعماقنا مُزجا |
الوجــه مـبـتـسـمٌ ، والدمــع منهمرُ |
يا قلعة الطبّ عهدي فيك رائعة |
تـذكـــرينا غـدًا ما زارك القمرُ |
تذكّري واذكرى شوقًا أساتذتي |
ومن على ذكرهم تُستعذب السيرُ |
هم الذين تـناهــوا في أبوّتهم |
وعلهم يبصرون الولـد قـد كبروا |
رغم الحصار تباهوا بالعلوم فما |
على الورى بخلوا والشاهد الأثـرُ |
فالفضل فضلهمُ , بل هم دكاترةٌ |
إلى القلوب ، قلوب الناس قد عبروا |
لهم على رفرف العلياء بارقة |
تـنـيـر أفاقـنا ، فالليل يـسـتـتـرُ |
هم الأماجد ما جاؤا وما ذهبوا |
هم العيون التي تـنـدى بها الدررُ |
أقولها ملء إيماني ، وملء فمي |
ملء الفؤاد الذي من لبّه الزُهَرُ |
فصاحب الهمة الجادي بسرعته |
عـمـيـدُ أسرتـنـا دانت بـه الفـكـرُ |
بالأهتمام لــــه قصدٌ ومعرفةٌ |
يا ( سعدُ ) قد سـعـدت في قربك الحُجَرُ |
كذاك بالفَهم والتقوى هنا جبلٌ |
لأنّــه قِـمّـةٌ يـحـكـي ويـبـتـكرُ |
وإنّــه الأوّل المعلوم مقدرة |
أبـو محمّد في أخلاقـــه عطِرُ |
وخاطري يا ابن عبدالله منتبه |
إلـى وَقــارٍ قد أحلولى بـه القَـدرُ |
فخالــدٌ هاديء في حاله دعةٍ |
بــه الحياء على الأوصاف يقتمرُ |
وللجراح ( حميدٌ ) عشت أرقبه |
سِرٌّ جرى فإذا " للسرْجَري " وَطرُ !! |
بــه الفلاح فلاحيّ وقد نسبوا |
يزول في لمسةٍ من كفه الخطرُ |
ولي رجاءٌ مدى الأعوام نذكره |
على ( رجاءَ ) وفيها يصدق الخبرُ |
ربّاه لطفك أكرمْها بعافية |
بـعـد الوليد الذي بالود تـنـتـظرُ |
والعلم يزخرُ من ( غيثٍ ) وحكمته |
على يـديـه عضالُ الداء يـنحسرُ |
في الباطنية لازالت مداركه |
تبدي الأحاديث حيث الخير منتصرُ |
والصقر ( عدنان ) لا كلت أنامله |
لـــه الطفـولة تـشدو ثم تعـتـذرُ |
طوبى لأخوتنا الأكراد إنّهم |
قد أنجبوا من به أطفالنا شعروا |
يا دوحة الطبّ هاهم بعض من شهدوا |
هـدى المحبّين حتى أزهـر الثمرُ |
كانو لعمريَ منّا في ضمائرنا |
ونحن منهم إلى أن يذهبَ البصرُ |
سنـقـتـفي في غـدٍ آثارهم أدبًا |
نـقـول بالعهد نـبـقـيـهِ فما نـذرُ |
للذكــريات بذلت الآن قـافيتي |
وللرفاق الأوالي أينما حضروا |
محمود معْ أيمن بل كلّ متـثـقٍ |
كــذا دريـدٌ وأحبابٌ لــه كـثُـرُ |
وذا خليلٌ الذي الذي تحلو أبتسامته |
ثـمّ اللواتــي بهـنّ الحبّ مدّكرُ |
شكراً لمن عملوا ، شكراً لمن بذلوا |
شكراً لمن سألوا ، شكراً لمن بصروا |