أنت مثلي
أنت مثلي أيها العصفور
مأسورٌ جريحُ
يشتهيك الفجر والأغصان
والكونُ الفسيحُ
كيف تبقى بين أسلاك ٍ
ويأتيك الغناءْ
كيف تشدو تحت قيد الأسـر
والأسـر انتهاءْ
كيف تُحيي امسيات الرَّقص
مع هذا البلاءْ
كيف يا عصفور تَرقى
تزرع الدُّنيا ابتساما ً
رغم لون العيش
مع هذا الشَّقاء
**
أيُّها العصفور غرِّد
في مساءاتي
وردِّد
من أغاني الشَّوق
ما يسقي الفؤادْ
روِّ قلبي وانتَشِـلني
قـد لواني الهجر
واصفرَّ الإهـاب
واجعل الأحـلام تلهو
في الحنايا
بين بُعدٍ واقترابْ
**
أسـكر القلب المُعنّى
من ترانيـم الهوى
واحتـسِ العشـق شـراباً
واجعل الحلـم احتفـالاً
وحنينٍـاً
مع بقايـا خـافق
في الصَّدر ذابْ
**
كلما أضناك أسـرٌ
أيها العصفور غـرِّدْ
وامــلأ الدنيـا حبورا
واسـترق نايـات عمري
ثم حلِّـق
فـوق روحي
بانتحـابٍ
كن أمـيرا
في ضلوعي
كن سميراً
**
أنت مثلي
ما مللتَ الأسـر يوماً
غيـر أني
أحتسي المُـرَّ كؤوسـا
منذ أضنـاني
الغيـابْ
فاقترب مني وأنشـدْ
علَّ روحي إن رواها الدمع
ينمو
في بقاياها
شـباب