غزة العزة» بقلم المختار محمد الدرعي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» هطالة الغيم» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: هائل سعيد الصرمي »»»»» نظرات في مقال طب أكلة لحوم البشر ومصاصين الدماء» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» مرايا - صفحة للجميع» بقلم محمد نعمان الحكيمي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الهارب و صاحب المعطف بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» البحر خلفي والعدو أمامي» بقلم محمد محمد أبو كشك » آخر مشاركة: محمد محمد أبو كشك »»»»» شقوة» بقلم غلام الله بن صالح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» الحمد لله زال الهم وانقشعا» بقلم عبدالله بن عبدالرحمن » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
طرح فكرى معمق لقضية حيوية قديمة حديثة ، من خلال نص قصصى ابداعى مشوق من الطراز الرائع المدهش المشغول بحرفية عالية .
لا نقدر أن نتجاوز المحور الأساسى والقراءة الانطباعية للقصة للحديث عن الرموز والفنيات والتصوير بالرغم من روعة توظيف هذا كله لخدمة رسائل النص وأهدافه .
سعاد وعدى اسمان عربيان مرت على عقليهما ووجدانيهما وضميريهما التجارب والتعاليم والمفاهيم وما أسسته الحضارات والثقافات ، وقد انتهوا الى ما انتهت اليه الأمم الشعوب من تقاليد وأخلاقيات ، ورغم ما لديهما من تقاليد خاصة بهما وموروث قرآنى وخلق عربى ؛ فهما تجاوزا ما عندهما وضربا به عرض الحائط الى السلوك الغربى سواء فى الملبس أو التصرفات أو طبيعة العلاقات وحدودها بين الرجل والمرأة .
طبيعة المرأة حب التزين واظهار المفاتن ، وكل جميلة ترغب بلا شك فى اخبار الدنيا بما لديها من جمال كما صاحب المال والعيال ، واذا تُرك الأمر بدون تقييد وتعاليم وضوابط ، لتحول العالم الى مسرح لعروض المرأة ومنافسات السفور والتعرى . القضية التى صنعت اشكالية الحوار الساخن ، الصامت أحياناً والصاخب أخرى داخل المدرسة حول سلوك سعاد فى اظهار المفاتن ليست كما فهمتها هى وروجت لها لدواعى أنثوية ؛ أنها مجرد غيرة نساء من نساء ، وعند الحديث عن التحرش ودوافعه فيُسأل فقط هؤلاء المراهقين الذين ينسيهم اللحم حدود الأدب .
القضية ليست هكذا فلو استبدلوا الصبية والطلاب غير المهذبين بآبائهم لما اختلف الجواب والوضع كثيراً ؛ فالطبيعة البشرية ضعيفة جداً أمام غير المألوف وبهرجة الزينة واللحم المكشوف ، وما سلوك المدير والزملاء العنصرى الا تأكيداً لهذا التعميم ، فلا فارق بين مراهق يتيم أعزب وبين مخضرم أريب مجرب ؛ فالكل بشر ، وهم أمام اللحم العارى سواء ، والاختلاف فقط فى طبيعة وقوة وسرعة الزحف نحوه والتورط فى الاشتباك معه .
نستطيع بسهولة أن نقيس المسافة الزمنية بين زحف شاب صغير السن حديث التخرج ومن هو أقدم منه فى الفحولة والرجولة والعمر بالمقارنة بين مراوغات ومحاولات ومناورات وخطط ومؤامرات " عدى " للوصول السريع لجسد سعاد فى مقابل الخطط المؤجلة والمحاولات المستقبلية طويلة الأجل التى تركض خلف محاولات المدير لترضيتها وجهود الزملاء القدامى لتوفير سبل الراحة لها دون غيرها ؛ فهم سيزحفون لا محالة لكن وفق خطط مدروسة متأنية تخضع لحسابات المصالح وتضع فى الاعتبار وضعية سعاد الاجتماعية بحيث لا تنتهى المغامرة بفضائح أو ورطة كارثية فى زيجة ثانية .
عدى كان عجولاً فلعب دور البطل المدافع عن ضحية الاضطهاد الاجتماعى ، والمحارب للعنصرية ضد المرأة المتحررة ، فكان هو بطلها ومن اختارته لتمنحه بركة هذا التحرر .
هى تصفه بالمحترم .. ههههه .. وهى فى نظر نفسها محترمة ، وتصف من يتطاول على سفورها وعريها بقلة الذوق والأدب ، وهو يجتهد فى الدفاع عنها ويعتبر من يتطاول عليها متجاوزاً حدود الأدب ، وكلاهما يعلمان تماماً أن ما يقولانه ويعتقدانه هراء فى هراء ، وكلاهما يعلمان ما تريده المرأة من الرجل فى حالة كهذه وما يشتهيه الرجال فى النساء ، وربما ادعت أنها شريفة وعفيفة وأنها بمثلها وقيمها ومبادئها – لا بملابسها – تستطيع الدفاع عن نفسها واثبات وجودها كامرأة محترمة ، وربما خدعت نفسها أنها تستدعيه على العشاء لتشكره لتظل متماسكة أمام فكرة ونظرية أنها فتاة محترمة ، لكن طبيعة الأشياء والأمور وتعقيدات العلاقة بين الرجل والمرأة وعلاقة الهر باللحم المكشوف والرياح مع النار تخبر بغير ذلك .
القرآن للعرب ليس لمجرد وضعه على الرفوف والتزين به على الصدور ، انما نصوصه وتعاليمه هى زينة الأخلاق والأفعال ، لكن منهم من يدعيه ادعاءاً كاذباً بالأقوال ويذهب الى الغرب والثقافة الأمريكية والفرنسية فى أسلوب الحياة وطريقة التعرى والصداقات غير البريئة والزيارات وحفلات العشاء والشواء لابداء الشكر والامتنان .
اللحم مكشوف وعدى هو البطل المختار والريح عاصف فلا يلومنها أحد اذا أججت النار ؛ فلا أحد أحاط النار بسياج محكم ولا أحد وضع الضوابط والمحاذير ليحول دون اتمام هذا اللقاء الشرس الدامى الهائج بين الريح والنار .
واذا كانت سعاد امرأة محترمة بين الناس وفى مكان عملها بسلوكها هذا وسفورها وزينتها ، مع اختلاف وجهات النظر حول حدود الاحترام ودرجات الاحتشام وتفاوت الظروف واختلاف السلوك والأخلاق وقوة الضمير بين امرأة وأخرى ، واذا كانت هناك بالفعل نساء دون حجاب وخمار وبسفور وزينة يستطعن اثبات وتحقيق هذه المعادلة الصعبة دون الدخول فى تفاصيل وفك رموز مصطلحات الايمان والحياء والمعروف والكسوف ، فما تفسير علاقة السفور بالفجور بالغرب ، ثم انتقلا سوياً هنا ؟
وماذا عن دعوة العشاء والذهاب بعيداً عن الأعين ، وما موضع القيم من الاعراب عندما يختلى شاب بفتاة ويُغلق الباب ؟ هى ممارسات وقيم وثقافات يُراد للشباب أن يأخذها من الغرب كما هى هناك بما تبدأ به من مقدمات وما تنتهى اليه من خلوات ، وأن يظل القرآن فقط للرقى والحفظ من عيون الحاسدين ، فليس السفور فقط وليس اظهار المفاتن ، انما الاختلاط ، ثم الزيارات ودعوات العشاء والشواء والسهرات .
هى طبيعة الأشياء وهى الطبيعة البشرية التى تعامل معها القرآن بحكمة فى نصوصه ، وهى طبيعة الأمور فى الغرب ، ويعدونها احتراماً ورقياً ، بل وشفقة واحتراماً لحقوق الانسان ورومانسية أن تهدى اللحم المكشوف اللذيذ لقط جائع .
لكنها ليست طبيعة الأمور والأشياء لدينا نحن العرب ، فالقرآن لم ينزل علينا لنهجره ، انما ليزين أخلاقنا وأعمالنا ، وليحفظ الكنوز واللآلئ فى المحار ، وليمنع هبوب الريح العاصف على جسد سعاد الحار .
رسم الحرف هنا بحرفية الفكر العميق الجاد لطبائع متعددة والقاء الضوء من اكثر من موقع على نفس النقطة وردة فعل العديد من زوايا مختلفة
ردود الافعال تعبر عن مبادئ الشخص في القصة وفي متلقيها
طرح ذكي للطبيعة بسرد مائز واسلوب مشوق
دمت بكل الخير
مودتي وكل التقدير
jناقضات مستفزة
- مدرسة رياضيات تبالغ في التزين
- ومبالغة في السفور وانزعاج من التحرش
- مصحف ويتدلى قلادة بين نهدين
- وصديق مخلص ينظر للقلادة المتدلية بين نهديها ويشعر بالحرارة
وصور تحمل رمزية وإارات خدمت النص بقوة
- بَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ.
- وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ
- يَجتَهدُ فِي إِشْعَالِ الفَحْمِ لِبدءِ الشِّواء
- يَنهرُ قِطًّا أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ
- النَّارُ قد امتدَّتْ بِفِعلِ عَصفٍ مُفاجِئٍ للرِّيحِ إلى حيثُ قَارورَةُ الوَقُودِ
- أَسْرَعَا لإطْفَاءِ اللَهَبِ المُتَصاعِدِ
- رَأتِ القِطَّ وَقَدْ سَرَقَ اللحْمَ مِن الإِناءِ
ونهاية صارخة بالحقيقة في قول ورد
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ!
قصة باهرة في سردا وموضوعا ولغة
ليعل صرير قلمك