|
هُزّي بجذعِكِ يسّاقطْ عُذوقَ دمِ |
قد ينجلي قمرٌ من عتمةِ الرحِمِ |
يا رعشةَ الموتِ في أطرافِ صابرةٍ |
نحن الذين ترعشْنا من الهرَمِ |
يا جفنَها هل ترى الجلاّدَ يُطبقُه؟ |
هيهات يقربُ نومًا جفنُه فنَمِ |
يا ثغرَها صامتًا ترتاحُ بَحّتُه |
فحاجِجي الكفرَ أوداجًا بغيرِ فمِ |
يا شَعرَها متْرَبًا يشكوك مِن شعَثٍ |
شَدّوا فما رفَقوا بالطاهرِ اللِّممِ |
يا بؤبؤًا فاغرًا من قبحِ قاتلِهِ |
لا تشمئزَّ فمِنّا الشطرُ في الجُرُمِ |
ها نحن نرثي من الإحباطِ أنفسَنا |
نجترُّ غُصّتَنا كالقاتِ في حُزَمِ |
هذي سُميُّ رقتْ بالأمسِ سِدرتَها |
واليومَ للمُنتهى مِعراجُ ألفِ سَمي |
ما حكمةُ الطعنِ في عزلاءَ مُوثَقَةٍ |
سوى النذالةِ؟ قل لي يا أبا الحَكَمِ |
بأيِّ ذنبٍ-سَلوا المعتوهَ- قد قُتلتْ؟ |
وهل يَحيرُ جوابًا كتلةُ الصنمِ! |
يا أولَ الشهداءِ البِيضِ هل عرفوا |
بأنهم فتحوا سِفْرًا بلا خَتَمِ؟ |
خطّي براحتِكِ السمراءِ عِدتَكم |
هل تملكينَ لحصرِ الرملِ من رقمِ؟! |
في حاضرٍ مُتخَمٍ من كلِّ ساقيةٍ |
وقادمٍ لحجابِ الغيبِ مقتحِمِ |
قوافلٌ تتساوى في السُّرى امرأةٌ |
معَ امرئٍ دونَه طفلٌ بمزدحَمِ |
فرقرقي الروحَ في أيدي ملائكةٍ |
فوّاحةً كأريجِ المسكِ في الحَرَمِ |
دعي لنا الماءَ بالأكدارِ نجرعُهُ |
عُصارةً من هوانِ الوِردِ والهِممِ |
وبلّلي الثغرَ تسنيمًا تصافحُه |
توّاقةً لعناقٍ أو لملتثَمِ |
لمثلِكِ الجنةُ الفيحاءُ قد وُجدتْ |
لِجي إليها فقد سافرتِ مِن عَدَمِ. |