[SIZE="6"
(١)
أجل هذه لوعةُ المغتـربْ
ولوعةُ خاطرهِ المضطرب
وهذا المُضَوِّءُ في صوتهِ
بريق ٌ منَ الدمعِ فيهِ صُلِب
وهذا المرَقَّصُ في شِعرهِ
ذبيحٌ من الطيرِ لم ينقِلب
وهذا الذي رنَّ سمعُكَ منهُ
حديثٌ إلى القمر المحتجب
أجل هذهِ لوعةٌ في السما
مقدَّرةٌ تصطفي من تحِب .
(٢)
أقيسُ المسافةَ في ساعةٍ
من الشوق بالضمّ والقبُلات
أكاد لقربِ المسافةِ أدنو
من التلِّ والدارِ والقبَّرات
أقبِّل والقطنُ فوق جراحي
ظلال َ الآرائكِ والأمهات
فأذكرُ أني بعيدَ الخيالِ
بعيد المنالِ بعيد الحصاة
وأنّ المسافةَ ومضةُ روحٍ
أغالط نفسي بها في الشتات .
(٣)
أجل إنها صُـفرة ُ النازحين
وما قطّعوهُ من الياسمين
تلوح ُ على الأفقِ من دفترٍ
ملامحُ عصفورةٍ من حنين
بها النبضُ يغرفُ من موطني
ويسكب في مهجةِ البائسين
كأنَّ ملائكةً من لحونٍ
تلطّفُ بين ضلوعي الأنين
كأنَّ اغترابي مقاهي طريقٍ
يَطيفُ بها الحزنُ طولَ سنين .