العصفور السقيم
عهِدْناكَ في البُستان حُرًّا و دائمًا...تُغنِّي غنَاءَ الحُبِّ و الصِّدْق و اليُسْر
تَطيرُ معَ الأَطْيار دُونَ توقُّفٍ........فتَخلقُ ضَرْبًا في الفَضاء من السِّحْر
و تَمْرحُ في تلك السُّهول بغِبْطةٍ.......و تَشْربُ منْ مَاءِ الينابيع و النَّهْر
و تَمْشي على عُشْب الرِّياض مُبخْترًا.. كمَنْ حقَّقَ الأحْلامَ في أوَّل العُمْر
و في الفَجْر تَشْدو للوُجود نشيدَه........بصَوتٍ مَليءٍ بالحرَارَة و الطّهْر
و لكنْ أراكَ اليْومَ أصْبحْتَ جَالسًا..و تشْكو هُجومًا منْ سقَامٍ و منْ ضُرِّ
غَدوْتَ وحيدًا كالطُّلول و ذابِلاً.........و قد كنْتَ في الأيّام عَقدًا من الدرِّ
لقدْ رَاحَ عيْشٌ عنْكَ كانَ منَعَّمًا.......وَ حلَّ عليكَ الهمُّ منْ حيثُ لا تدري
فَأصْبحْتَ مكْسُورَ الجنَاح مُحَطَّمًا..كمنْ خَانَهُ الأصْحابُ في المسْلك الوعْر
شَربْتَ الأسى فيه مَذاقُ نهَايةٍ..و أَصْبَحْتَ بعْدَ اليُسْر في الضَّنْك و العُسْر
دَخلْتَ الى بحْر المَصَائبِ و الأسى ......دَعاكَ اليه السُّقْمُ و السُّقْمُ ذو أمْر
تَودُّ الى عَهْد السَّعادة عَوْدةً............و أنْ ترْجعَ الأوْقاتُ بيْضَاءَ كالفَجْر
تعالَ الى حُضْني تَجدْ ما تُريدُه.......ففي الحُضْن كلُّ الحُبِّ و العطْف و البرِّ
تعالَ و لا تَرْهبْ وجُودي فانَّني...........أُحِبُّكَ حبًّا صَادقًا كالهَوى العذْري
تَعَالَ نَفُزْ فوْزًا ثمينًا على الضَّنى.......فلا شَيْءَ خَيْرٌ في الحَياة منَ النَّصْر
كلانا يُعاني في الحَياة و لا يرَى.......سوى الضرِّ كالسِّكين يذْبحُ في الصَّدْر
تَعَال فما خَوفُ النُّفوس مُعَمِّرٌ.........فما الخَوْفُ الا الوهْمُ يقْبعُ في الفكر