|
لَقَدْ غِبْتُ عَنْ نَفْسِي، فَلَسْتُ أَرَى نَفْسِي |
وَأُنْسِيتُ مَا يَجْرِي عَلَـــى الــجِنِّ والإِنْـسِ |
سَـكِرْتُ فَلَا أَصْحُو مِنَ السُّــكْرِ لَحْظَــــــةً |
وَكَيْفَ حُضُورُ الصَّبِّ فِي نَشْوَةِ القُـدْسِيْ |
وَكَيْفَ وَقَدْ أُسْقِـــيتُ خَـــــمْرَ جَــــــمَالِهَا |
مُـــعَتَّقَةً صَـــهْبَاءَ كَأْســــاً إِلَى كَـــــــأْسِ |
مَهَـــــاةٌ بَرَاهَــــــــا اللهُ لِلْــــــعَيْنِ فِتْنَــــةً |
تُحَيِّــــرُ قَلْـــبَ الصَّبِّ فـِــــي عَالَمِ الحِسِّ |
فــفِي وَجْهِهَــا سِرُّ الجَمَــــالِ مُلَـــخَّــصٌ |
وَفِي قَدِّهَا مَعْنَى اللَّطَافَــــــــةِ والأُنْـــسِ |
وَفِي طَرْفِــهَا لِلْعَاشِقِــينَ لَـــــطـَـــــــائِفٌ |
عَــلَى لُــطْفِهَا تَرْمِــي فـُـؤَادَكَ عَنْ قَـوْسِ |
وَفِي ثَـــغْـرِهَــــا حُلْـــوِ الرُّضَـــــابِ لَآلِــئٌ |
إِذَا ابْتَسَــمَتْ شَــعَّ الضـِّــيَـــاءُ مِنَ اللُّعْسِ |
وَفِي عَــارِضَــيْـهَا حُــسْنُ دَلِّ يــَــــرُوقُنِي |
وَتُبْدِي حَــــيَاءً فَوْقَ وَجْنَــــــاتِهَا الـــمُلْسِ |
لَهَا شَـــاهِدٌ مِنِّي : دُمُـــــوعٌ أُرِيـــــقُهَـــا |
وَجِسْمٌ يَعَــــافُ الــــنَّوْمَ مِنْ شِدَّةِ البَأْسِ |
وَإِنِّي لَأَمْــــــشِي ثُمَّ أَهْــــوِي ـ لِحُبِّهَا ـ |
كَمَا انْهَارَ مَمْسُوسٌ صَريعاً مِنَ الـــــمَسِّ |
فَلَـوْ أَنَّ هَذَا القَـــــــلْبَ يَخـْـــلُو لِغَيْرِهـَـــا |
لَكَانَ يَقِينَ العَقْلِ ضَـــــرْباً مِنَ الـــحَدْسِ |
كَـــأَنَّ نِـــــسَـــاءَ العـَـالَمِــيــنَ كَــوَاكِــبٌ |
وَأَنــت ضِيَاءَ الـعَيْنِ، أَبْـَـهَى مِنَ الشَّـمْسِ |
حُبِسْتُ بِسِجْنِ الـــــــــحُبِّ دَهْـراً، وَإِنَّنِي |
لَأَرْجُـــو رَجَــــــاءً أَنْ يَــــدُومَ بِهِ حَـــبْسِي |