حينما تورق الحروف هائل سعيد الصرمي21/8/2008
أبحرتْ مقلة الزمان بشعــــري فرأتهُ جـــداولاً وبحـــــــــورا
واستقى الدهرُ من فمي شذراتٍ بعثتْ فيــــهِ بسمــــةً وســرورا
لـــــم تجد ظلمة الليالــي مكاناً فجرُ نفسي أحالَ دهري دهورا
وارتمى الحسنُ في العيون وأومى للأمانــــــــي بأن تبث حبورا
فمحا الوجد دولةَ الحزن ممــا حبـــــلتْ أهُهُ وتاهت زفـــيرا
جُرحُ صحراءَ في دمي بعثتني ليهشَّ البيانُ عنها النسورا
شرب الليلُ مـــن يراعي لظــاهُ فمنحــــــتُ اليــراع قلباً طهورا
حرث الليــــل ألف خطبٍ وموتٍ فنسجنا من الدمـــــــوع زئيــرا
وغزلنا من الممات حــــــــياة وشحذنا من النعاج نــــمـــورا
لست وحدي بساحة الحرف بدراً انظروا كيف تورق الحروفُ بدورا
لست يأساً وإن نظمت دموعاًً إنما تنفض الدموعُ السدورا
بين ياءٍ وهمــــــزةٍ أتوضـــــا بضيــاء الشعور أحيي العصورا
كلما أجهد الظلام دروبـــــــــي فجَّــــــــر الحبُ في عيوني مسيرا
فامتطــــــيت الإباءَ فجراً أغني أبـــدلُ الشوك في النفوس زهورا
كم خـــــــزنتُ البحار بين عيوني موج حب أذيب فيه الصخورا
والـــفــــــرات الذي تسربل ضيماً مجهد الخطو يستحث الضميرا
كيف لا يشرق اليراع بليـــــــل مدلهـــــــمًّ لكي يضئُ الشعورا
أيهـــــــــا القارؤون نبض فؤادي جففـــوا الدمعَ واستحيلوا صقـورا
هاهو الصبر يستطيلُ شمــوخاً وأســــــى القـلبِ يستحيلُ عبيرا
خلـــــــد الدهر قُبلةً من رؤانا فــجَّرت في الوجود سحراًً نظيرا
عزفتْ من رؤى الغيومِ غيــــوثا وشدت في الربا طيوباً ونوراً
جبرت كسر عضم روح الصـــحاري والجناح الخجول طير كسيرا
نثرت بين أعين القنوط وميضاً فهوى اليأس في الوميض أسيرا
فخرير الضياء يذرفُ وحــــــياً وحنين النسيـــم فــــاح عطورا
خشعَ الكون بعد صمت وأضحى فـــــي محاريب أحرفي مغمورا
بحر شعري أمضى من السيف ركضاً وهــــديرا إذا انبرى وسعيـــرا
وهو طفل وبسمـة وحنــــان مثـــــل أمٍ تفيضُ قلباً كبــــــيرا
راحَ كــــــالفجر حين يهمي ضياءً يُلبسُ الكــــــونَ جنـــةً وحريرا