|
على غُصنِها المشتاقِ صُبحٌ و طائِرُ![](clear.gif) |
و أوراقُ بوحٍ خضَّرَتها المشاعرُ |
إذا راقَصَتها الريحُ مِنْ جانِبِ النوى![](clear.gif) |
تَقَسَّمَتِ الألحانُ و اهْتَزَّ شاعرُ |
جَدَائِلُها الخضراءُ أرْخَتْ حنينَها![](clear.gif) |
على كَتِفِ المَحْرومِ والجِيدُ ظاهِرُ |
و توتَتُها الحمراءُ مُذْ شَطَّ رِيقُهَا![](clear.gif) |
تذابَحَتِ الأهواءُ فالحبُّ كافرُ |
يُرَوِادُهَا الجيرانُ عنْ حَبِّ عِقْدِهَا![](clear.gif) |
فتُغْدِقُهُم حتى تفيضَ الجواهرُ |
وتَمنَحُهُم بالجُودِ و الودِّ قُرْبَهَا![](clear.gif) |
فتَعظُمُ بينَ العاشقِينَ الأواصرُ |
أصابَتْ فُؤَادي في تباشيرِ عُمْرِه![](clear.gif) |
و ألقَتْ وِدادي في الهَوى وهوَ صاغرُ |
و أغْوَتْ مِدادِي مُذْ تَهَجَّيْتُ حَرْفَهَا![](clear.gif) |
فَظَلَّتْ بلادي في هوَانا تُفَاخِرُ |
تُغَازِلُنِي والبُعْدِ يَغْتالُ فَرْحَتِي![](clear.gif) |
بِرُؤيتِهَا و الشاهداتُ الدفاترُ |
ولا شيءَ إلا الشِّعرُ في رِحلَةِ الدُّجى![](clear.gif) |
يُنَادِمُنِي لمَّا إليها أُسافِرُ |
تَقَاسَمَهَا الفُجَّارُ و احْتَلَّ أرضَهَا![](clear.gif) |
و قَبَّلَ فيها الطُّهْرَ بالغدرِ عَاهِرُ |
و أَلبَسَهَا ثوباً منَ الفقرِ و احْتَسَى![](clear.gif) |
مُدَامَ هَواهَا حينَ مَاتَتْ ضمائرُ |
و تَسألُنِي.. والغالياتُ دُموعُهَا![](clear.gif) |
تُعَذِّبُني والحزنُ في البُعدِ قاهِرُ |
أَمِنْ رَجْعَةٍ يا حِبُّ أَمْ أَنَّ مَاءَنَا![](clear.gif) |
تُجَفِّفُهُ ظُلْمَاً علينا المَصَادِرُ |
أَمِنْ قُبْلَةٍ واللهِ أشْتَاقُ لَثْمَهَا![](clear.gif) |
و أُصْبُوحَةٍ يَهْفُو إليها المسافرُ |
و أُنْشُودَةٍ لِلطَّيرِ في عُرسِ وَصْلِنا![](clear.gif) |
تُسّمِّعُها للغائبينَ الحَواضِرُ |
على غُصْنِيَ الوَرَّاقِ كَفَّاكَ تَرْتَمِي![](clear.gif) |
فَتَحضنُها في رِقَّتَيْهَا الأساورُ |
و تُطْعِمُها خَمْرَاً منَ التوتِ أحْمَرَاً![](clear.gif) |
تَدُورُ به عندَ المُلُوكِ العَصَائِرُ |
فَأُخْبِرُها والصَّدْرُ تَغْشَاهُ غَصَّةٌ![](clear.gif) |
و نَبْضِي إليها كُلَّ حَرْفٍ يُغادرُ |
و أَجْهَرُ مِلءَ الفَأْلِ بالقولِ : عائِدٌ![](clear.gif) |
و تُحْرِقُنِي مِمَّا أُلاقِي السَّرَائِرُ |