من كتاب كليلة ودمنة
القصة الثانية من كتاب كليلة ودمنة اقتبستها وحولتها الى شعر عن موضوع :
مثل الذئب والغراب وابن آوى مع الجمل والأسد
وقد حورتها بطريقتى على هذا النحو :
زعَموا قديمًا أنَّ ليثًا قد غدى
هرمًا وما عادتْ له أنيابُ
ذئبٌ على بابِ العرين وثعلب ٌ
ما عاد يخشى ذا العرينَ غرابُ
فأتى له جملٌ وكان صديقَهُ
وأظلَّهم في المجلس التِّرحابُ
والضَّيف بات وليس من زادٍ لهُ
واللَّيث يصرخ : أيّها الحجاب
قالا له : جملٌ لذيذٌ جاءنا
والصَّيد كِدنا أنْ نقول : سرابُ
غضب العجوز وقال: ذلك ضيفُنا!!
ولئنْ فعَلْنا إنَّ ذاك يُعابُ!!!
قالوا :سنخدَعُهُ ليطلب طائعًا
وهناك تقبلُ ما فعلْتَ الغابُ
فمضَوا وقال الذئبُ كُلْنى سيِّدى
تفديك يا ليث العرين ذئابُ
والثعلب المكَّارُ قال مخادعًا
مثل الذى قد قاله الكذَّابُ
والضيف حار وقد تحرّج قائلا
مولاى كُلنى ليس ذاك يعابُ
لحمى يَسُدُّ الجوع وهْو فداؤكم ْ
فأنا طعامٌ وافرٌ وشرابُ ...
ردَّ العجوز وقال نكرمُ ضيفَنا:
والضّيف لو طلبَ الكرامَ يجابُ...
وإذا بهمْ وَثَبوا جميعًا فوقَه ُ
والضّيف يصرخ :خاننى الأصحابُ!!!!!
(فإذا رأيت الخائنين تجمّعوا
فاخترْ طريقًا ليس فيه تُصابُ
لا تُكْثِــرَنَّ القولَ دونَ تـدبُّرٍ
فالصَّمْتُ لو حارَ اللَّبيب صوابُ)
.