من دفتري القديم
تأتـي عـروسُ الثـلـجِ تنـفـثُ نُصْعَـهـا
..................فيموتُ عزمُ الريح في الأرض الحرامْ
وأنـــا ومِـدْفَـأَتــي نــراقــصُ لـيْـلَـنـا
..................سـأَمـاً ونبـنـي حلمَـنـا فــوْقَ الـرُّكـامْ
اللَّـيْـلُ يـرسـمُ فــي الـعـيـونِ مَـتـاهـةً
..................والقـرُّ يسـري فـي تجـاويـف العـظـامْ
الثلجُ فـي داري.. وداري فـي الدُّجـى
..................في غيْهَـب النِّسيـان تحصُرُهـا الهَـوامْ
بمـديـنـةٍ أسـوارُهــا فـيـنــا.. وفـيـنــا
..................زمْـهَـريـرٌ فـيــه ينـطـفـئ الــضِّــرامْ
هَـجَـعَ القطـيـعُ بسـوحِـهـا وبسـاحِـهـا
................تعوي الذئابُ بحضرة الراعـي الهُمـامْ
هــذي مَـدائـنُ مــن هـبـاء الإمّـعـات
..................أحـلامُـهـا زيْـــفٌ ورؤيـاهــا هـُـلامْ
ومـدادُهـا خـمْـرٌ يــدورُ بــه الـهَــوى
..............بين " الفَـوارس" فـي لقـاءاتِ الغـرامْ
«بصحائفٍ» لـوْن الصَّديـدِ حصادُهـا
................للـقَـيْءِ أقــربُ والعنـاويـنُ انـفـصـامْ
أحـيـاؤهــا ســجْــنٌ أقــيــمَ جــــدارُهُ
...............مـن هيْبَـة الوالـي ومـنْ هـَوْل الحِمـامْ
هُـبَـلٌ يُـطـلُّ بـرأسـه فــوقَ المـحـيـطِ
...............وقــد تقـمَّـصَ تـمـرُهُ جـسَـدَ الـرُّخـامْ
ومناةَ أرخـت شعرَهـا تـذروه ريـ
............ــح الـحـضـارةِ فـتـنــةً مــثــل الـسـهــامْ
هـيَ نـشـوةُ الجـبـروتِ حُــلَّ عِقالُـهـا
...............يـا ابـنَ المدائـنِ فاعتنـقْ حـدَّ الحسـامْ
نـوْءٌ علـى سـفـحِ الـروابـي عــارِضٌ
...............إنَّ الـرَّدى فـي فيْـضِ عاصِـفِـهِ يَـنـامْ
لا غــوْثَ فـيـهِ فــلا يـغــرُّكَ مـزنــهُ
...............فاحـذر جنـون الرَّعـدِ إذْ فَلَـتَ الزِّمـامْ
واحـذر وَميـضَ البـرْقِ فــي عـتْـم الـليا
.................لي.. إنه الحتْفُ المسافرُ في الظـلامْ
فـيـهِ الصَّـواعـقُ.. واللهيــبُ لسانُـهـا
..............فـامــددْ لِـسـانَـكَ للخـديـعـةِ والـلـئــامْ
وانبذْ على فـرََسِ الرِّهـانِ إلـى المـدى
...............نسراً تَخرُّ لـه الـذُّرى .. وَضَـع اللثـامْ
أيُّ الـمـدائــن تحـتَـويـنـي نــوْرَســـا
..............حــرَّ الجـنـاحِ محلِّـقـا فــوقَ الـغَـمـامْ
وتضمُّـنـي قيـثـارةً غجـريَّـة الـ
........أوتــارِتـهـمـسُ بـالـهـَديـل كــمــا الـحَـمـامْ
أيُّ المدائـن يـا عــروسَ الثـلْـجِ غــيــ
..............ــرُ مدائنـي فيهـا الـوَراءُ كمـا الأمـامْ؟
أيُّ المدائِـنِ يـا عــروسَ الثـلْـجِ غــيـ
.............ـــرُ مدائنـي يمـشـي بساحتـهـا النـيـامْ؟
ويُـنـوَّمُ الاحــرارُ تـحــتَ ضلـوعِـهـا
................ويكـبَّـلـون مَـعــا بمـعـسـول الـكــلامْ
إَرمٌ هـنـاكَ.. وههـنـا تـهْـوي الـ"عِـمـادْ"
..............وهنـاَك تشـرقُ شمسُهـا.. وهنـا تـنـامْ
وهـنــاكَ رومـــا تحـتَـفـي بقـيـامِـهـا
..............وهـنـا المَـدائـنُ تستعـيـذُ مــن القـيـامْ
مــن لـؤْلـؤِ العينـيـنِ سنـبـلـةُ الـحَـيـ
...........ـاة تغـادِرُ الجَسَـد المسُجّـى فــي الـرَّغـامْ
لتـطـلُّ باسـمـةً عـلـى وجــه الـثــرى
..............حقلاً يسيلُ على الـذُّرى فـوقَ الحُطـامْ
مـن لؤلـؤ العيْنَـيـنِ أخـطـفُ فرحَـتـي
..............مُهـراً كجنْـح البـرْقِ ليـسَ لـَـهُ لِـجـامْ
ليطـيـرَ مبتهِـجـاً إلــى فـجْــرٍ عـلــى
................درْبِ الصِّـراطِ مُغَيَّـبٌ مـنْ ألـفِ عـامْ