قهر الخيام ...
يا ثلج مالك تجتـــاح المدى نزقـــــــا
هل ضلّ سعيك في الأرجاء واختنقا
كنت البشــــــــــارة للقيعان تترعهـــا
لم يمنح الأرض إلا الخير كيف سقى
صنو الحنان تجول الأفق منتشياً
تهدي المواســــم للأزهـــار والعبقا
وبسمة في عيون الناس ترسمها
تاجاً من الحب يسمو سامقاً ألقــا
يا عين ســـحي بدمع واجمٍ هطلٍ
على الذين أبيدوا واحرقي الحدقا
طفل قضى فرقا في خيمة سقطت
عمدانها فتهاوى السقف وانخرقا
توسّد الرمل والأحجار يحضنها
دثـــاره خرقـــةٌ والبـــــرد قد شــبقا
أترابــه هلعــــا في ليلهــــــم أرقـــــوا
يخشون لؤم الطوى واليتم والغرقا
كالفرخ في عشه والريح عاصفة
يغتالـــــه خمصٌ والجنح ما صفقا
قهـــر يجالســـهم والضيـــم يردفـــه
الموت دانٍ أصاخ السمع مسترقا
بيوتهــم طللٌ ، خلّانهــــم جثثٌ ٌ
أحلامهم كمدٌ جاب النهى نزقا
أشجارهم يبست ، أزهارهم ذبلت
أسودهـــم نعقت غرّيدهم نهقـــــــا
تبــــدلت ســــنن الأكــــــــــوان في عجب
بات الندى شرراً صار الضحى غسقا
سيل النفاق طمى والزيف يتبعه
فاغرق الجود والإيثــــار واندلقــــــا
يا زاعم الكرم المختــــــال في ثقـــــة
يا من تَخِذْتَ عرى الاسلام معتنقا
يا فارساً وَحِلت بالشّحّ مهرته
خاض المكارم في الأقدام فانزلقا
ككاذب ســـقطت أوراق حجتـــــــه
مِلْطٌ تثنى بدوح الصدق واختلقا
يمضي سريعا إذا ما احتاج صاحبه
كعبد ســــــوء إذا حاز العصـــــا أبقــــــا
يا باخلاً ســـــقطت أستــــار عورتــــــه
هل أجدب الفضل فيك اليوم أم زهقا
أشــــجار عزتنــــــــا خمــــطٌ بلا ثمـــــــرٍ
والفخر خرّ على درب الهوى صعقا
تبكون قوماً بأقصى الكون في ملقٍ
وتعشـــــقون على أقـــــدامه الرّهقــــــــــا
يا غرّة ً شرفت في سالفٍ تعب
هل شاب أصْلك وصم الذل والفرقا
هل بُح صوتك من مجدٍ ذوى سخطاً
أم أن حلقك من هــول الشّجا شرقــــا
البسمة انتحرت في ثغرنــــا ألمـــــــــا
من هولها ماج بحر العدل وانفلقا
لو تقلعوا بالمدى جذري وأوردتي
ذي أمة عشقت عزفاً ثنا شبقا
مهلا فديتــــك يا شـــــبلا على طلل
حتما سيشرق دفء النور منبثقا
...