|
خلق الإلهُ من التراب عبادا |
وأماتهم وإلى التراب أعادا |
سبحانه رب الوجود بقدرة |
يقضي القضاء يحدد الآمادا |
في علمه الآجالُ تأتي حسبما |
شاءت مشيئته لنا وأرادا |
فنفارق الدنيا لبرزخنا به |
نلقى بأطباق الممات مهادا |
نفنى بأكفان تَمَزَّق نسجُها |
ونصير بالقبر العميق رمادا |
إمَّا بروضة جنة بِتَنَعُّمٍ |
نهنى ونسعد بالثرى إسعادا |
أو حفرة النيران كان عذابها |
للبائسين المبتلين سوادا |
سَلَّم إلهي إننا بخشوعنا |
ندعوك فارحم ذا الجلال عبادا |
عاشوا بحب المصطفى خير الورى |
وبه استفادوا الخير والإرشادا |
ودعوا بدعوته الأنام بحنكة |
كانت لنا طول المدى استرشادا |
يا عين جودي بالدموع وودعي |
زينَ المجالس ذا العلوم (فؤادا) |
من كان يثري للعقول ذكاءها |
ويبث فيها علمه وَقَّادَا |
ويغوص غوصا في المعاني مخرجا |
منها النفائس حكمة ورشادا |
ويفسر الآيات تفسيرا به |
يعطي القلوب من الهداية زادا |
ويقوم من حضر الدروس أمامه |
من شرح (سنديِّ) النهى مزدادا |
يحظى من العلم الغزيز رقائقا |
شتى ويحصد للتقى زُوَّادا |
وينال من فيض الضياء منارة |
لمن الذي بالمكرمات أجادَ |
يعطيك قولا ذا صفاء متقنا |
عذبا جميلا شيقا يتهادى |
وإذا اقتنيت كتابه في حلة |
فيحاء ضمت للمحب مدادا |
ينساب بالحب الصدوق لـ(أحمد) |
ويضم للهادي البشير ودادا |
وينير أبصار الخلائق بالنقا |
بمجالس ضمت لنا الأوتادا |
من أسسوا روضا نضيرا طيبا |
نلقى به صرح العلوم مُشادا |
وبه تميز بالحديث المشتهى |
من حاز توفيقا بها وسدادا |
دكتورنا المحبوب طول حياته |
يعلو يسابق بالسنا الأمجادا |
بتواضع جم وحسن تأدب |
في أرض مكة يصحب العُبَّادا |
قد كان نبراسا مضيئا للنهى |
شهما أصيلا بالهدى قد نادى |
بفصاحة لغوية درية |
خدم الحروفَ جميعها والضادا |
لغة الجمال تيسرت بكلامه |
وازَّينت واستقبلت أعيادا |
وبسيرة المختار بث دقائقا |
وَفَّت لنا بجلالها الإيرادا |
وتراه يجمع بالنصوص تآلفا |
يحوي السياق ويضبط الأعدادا |
آثار خير بالحياة تركتها |
ستظل تُسعِد بيننا الأشهادا |
وتصير ذخرا طيبا بحياتكم |
وتمدكم في برزخ إمدادا |
ستظل بدرا ساطعا متألقا |
بتراثكم أسدى لنا أورادا |
يا من صحبت الآل آل المجتبى |
بالحب أثمر بالفؤاد حصادا |
نلت السعادة يا (فؤاد) بعيشة |
كانت لكم بالمحسنات مُرادا |
رباه فارحم يا رحيم فقيدنا |
وامنحه فردوس العلا إرفادا |
بجوار طه المصطفى خير الورى |
يلقى الهنا والبسط والإرغادا |
صلى الإله على الحبيب وآله |
ما الودق رافق بالفضا إرعادا ! |