نصف الإجابة
تعلمنا أن السؤال الصحيح يشكل نصف الإجابة، وهذا يعني أن هناك مشكله تحتاج إلى حل، فإن قدم الحل الصحيح والمناسب ولم تحل المشكلة ؟ فماذا يعني ذلك؟ فهل الرفض كان للحل ؟ أم الرفض لمن قدم الحل ؟ أم أن هناك حل أكثر دقة لم يحن موعده بعد؟ وقد يطرح الحل قبل السؤال وهذا يحدث، ولأسباب كثيرة لأن من طرح الحل رأى المشكله ولم ينتطر السؤال، وهنا إن لم يؤخذ الحل على محمل الجد، فإني ألوم مقدمه على فعلته النكراء.
هناك من يستحق ان تقدم له الحلول على طبق من ذهب، وهناك من لا يرى أنه يحتاج إليها، والفرق بين الحالتين أن هناك من يسعى لتطوير قدراته ولم ينتبه للمشكله التي إن حلت ستساهم بتسارع التطور عنده، فيسعد بالحل، وهناك من لم ولن يرى المشكله، وتقديم الحل له لا يشكل إزعاجاً وإضاعة لوقته الثمين فحسب، بل وربما نوع من الإهانة، فلو أن هناك مشكله لكان رآها وحلها بنفسه، و في كل الأحوال المشاكل لن تنتهي ما دام هناك عمل وهمة وسعي للإنجاز.
الإتكالية في المساهمة في إنجاز الحلول مشكلة مستعصية، فهناك من يرى أن عبء التعليم يقع على المدارس فقط، دون أي جهد يبذل من قبل الأسرة للمساهمة في تحقيق التعلم للصغار، في المدرسة يلقى اللوم على الأسرة لأنها تترك أطفالها دون متابعة، وتدور الدوائر على الصغار، تطوير المعلمة / المعلم أمر مهم جداً وضروري على مدى الأيام، وهناك من أفتخر بأنهم يسعون لتطوير أنفسهم وتطوير زميلاتهم وزملائهم، سواءا أكانوا من المدرسين في الأردن أو في مصر ولبنان، لكن هذا يبقى قاصراً دون متابعة الأسر للأطفال.
تتطور المشكله بتطور المجتمع الذي تنشأ فيه، فالمشكلة في مجتمع المبدعين ليست كغيرها في أي مجتمع آخر، فبعض المبدعين يرون أنفسهم في قمة التميز وعليه فإن المشاكل عندهم لا تحدث أبداً، وقدراتهم الإبداعية لا تسمح لهم بأن يطوروا أنفسهم " وإن كانوا على أول طريق الإبداع " و أخطاؤهم بالغة ما بلغت يجب أن تعامل وفق نظرية " يحق للشاعر مالا يحق لغيره "، (( وما ظلمناهم )).
يسعى المهتمون من الناس بصغارهم ليصلوا إلى أعلى درجات التميز والإبداع، وأفتخر بمن أعرف ولا أعرف منهم، وكذلك المبدعون الجادون أصحاب العقول المفتوحة،فإنهم يسعون بهمة عالية لتحقيق المزيد من التميز، عبر المزيد من المعرفة وبناء الخبرات و تطوير القدرات في مهارات الحياة، وهناك دائما فرصة للتطوير وتحقيق الأفضل، لكن كل ذلك لن يحدث إلى إذا كان هناك من يبحث عن الفرصة من خلال المشكلة وطرح الأسئلة المناسبة على من يستطيعون تقديم الحلول.
باسم سعيد خورما