|
وَهَبْتُكَ مِنْ رَحيقِ الودِّ أحمالا |
فهلْ أبقيْتَ للمكْلومِ آمالا |
وكنتَ خطيئتي في كلِّ دربٍ |
فما للوعدِ بالإنكارِ غالى ؟ |
وَما لليلِ يبتدرُ اغترابي |
يُماحكُ في جروح الإمسِ إيغالا ؟ |
إذا السكّينُ قد بَلغتْ عظامي |
وَشتَّ الصَّبرُ يطوي الحالَ وَالبالا |
ألا فاعدلْ إلى عَذَباتِ شَدْوي |
وَرَدِّدْ من عُذيبِ الجَرْسِ أحوالا |
لعلَّ الوصْفُ يستوْفي المعاني |
فيرنو من حمى النَّظراتِ أمثالا |
لعلي حين تزدلفُ الغوالي |
أحوك الزَّهْرَ للملكاتِ أسمالا ! |
إذا ما واردُ النَّفَحاتِ واسى |
وَروَّى جَنَّةَ الأحبابِ إقبالا |
سيغدو الشَّوقُ مَوْفورًا نقيًّا |
وتستبقُ العيونُ إليكَ أجيالا ! |
فِدًا لهواكَ ملحمةُ ارتجالي |
أعاريضًا ولونًا ضربُهُ غالى |
يقينُ ظلالكَ المُثلى نديمي |
به نقفو نوالَ الحِبِّ إفضالا |
به آليتُ أن يَرْقى ابنَ جنبي |
ولا أُبقي لمن أجفاه أطلالا |
فمن غدهِ طيوبُ الشَّوق رَفّتْ |
وَلم يفقهْ من النَّائين أقوالا |
ولو طالت أياديهم هجاءً |
ولو عدموا حمى الإنصافِ أفعالا |
فلي أملي ، وإشراقي المُعلّى |
وَلي وطنٌ سوى العَزَماتِ ما آلى |
يُناغمُ فجْرَ واحتِهِ ابتهالي |
وَيَمتدحُ الزَّمانُ جَناهُ إجلالا |
فَأقدرُهم على الأمجادِ فخرًا |
وَأظهرُهم على الإيمانِ إقبالا |
أماني حُسنهِ الخضراءُ فاهتْ |
جمالاً ملءَ صَفو الرُّوحِ قد جالا |
فهَبْني شاعرًا رُزَقَ التَّصابي |
صفاءً راسِمًا في شعره خالا |
وَفكرًا باذخًا ما كان يسلو |
حبائبَه ، لِذا باسمِ الهوى صالا ! |