2-تلألأ لي كاللجين الذي **أطلَّ بأنواره في المدى
لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
2-تلألأ لي كاللجين الذي **أطلَّ بأنواره في المدى
مصر
3-تقطَّرَ منه الضِّيا مثلما ** تقطَّرَ في الروض قطرُ النَّدَى
ترى ما اسم البحر أستاذي ؟؟
تراني لم أعرفه!
آآه أخطأت في التقطيع لذلك لم أدرك البحر شكرا لك
4-فيا باغيَ الخير أقبلْ فقدْ أتى رمضانُ فلبِّي النِّدَا
5-تفتَّح فيك جنان الرِّضا ** وباب السعير غدا موصدا
6- ففز بالجنان وقد فاز من تكون الجنان له مقصدا
1- هلالك يا خير شهرٍ بدا *** فأشرق إذ هلَّ شهر الهدى
2-تلألأ لي كاللجين الذي **أطلَّ بأنواره في المدى
3-تقطَّرَ منه الضِّيا مثلما ** تقطَّرَ في الروض قطرُ النَّدَى
4-فيا باغيَ الخير أقبلْ فقدْ** أتى رمضانُ فلبِّي النِّدَا
5-تفتَّح فيك جنان الرِّضا ** وباب السعير غدا موصدا
6- ففز بالجنان وقد فاز من ** تكون الجنان له مقصدا
7- وقم ليلة القدر واظفر بها ** فمن نال فيها الرضى أُسْعِدَا
انتهت هذه المجموعة والى مجموعة أخرى ان شاء الله
مقطوعتنا القادمة اتمنى ان تكون عن الفتوحات الاسلامية في شهر رمضان
وللتسهيل تعالوا نختار البحر الكامل ميم مكسورة كقافية
نقلت هذا الموضوع عن الفتوحات في شهر رمضان
رمضان شهر الانتصارات
الموضوع:--------------
لقد أظلنا شهر عظيم مبارك، نزلت فيه آيات القرآن الكريم، شهر ارتفعت فيه رايات المسلمين عالية خفاقة، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، فما أعظمه من شهر، وما أعظم فضله. شهر انتصارات المسلمين التي ما زالوا يفاخرون بها، ويمنون أنفسهم بالرجوع إلى زمنها، ليس فقط في شهر رمضان بل في الشهور كلها. ولم تأت هذه الانتصارات إلا بعد أن تمسكوا بشرع الله القويم، وبكتابه الحكيم، وسنة رسوله الكريم.
أول حلقة في سلسلة الانتصارات الرمضانية، وأول معركة وقعت بين المسلمين والمشركين، معركة الفرقان بين الحق والباطل، هي غزوة بدر الكبرى، التي وقعت بالقرب من ماء بدر، صبيحة يوم الجمعة 17 رمضان 2هـ (13 مارس 624م). ورغم قلة عدد المسلمين مقابل المشركين، فقد كان النصر حليفًا لهم، وخرج المسلمون من هذه الموقعة بكثير من المغانم. وقد قال الله تعالى في شأنها: { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران: 123).
وكان من خبر هذه الغزوة أن رسول الله ص سمع أن أبا سفيان بن حرب مقبل من الشام في قافلة عظيمة لقريش فيها أموالهم وتجارتهم، وفيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش، ولو أن أهل مكة فقدوا هذه الثروة لكانت ضربة مؤلمة لهم، وفيها عوض عما لحق بالمسلمين من خسائر في أثناء هجرتهم إلى المدينة، كما أنها فرصة للنيل من هيبة قريش وصلفها، وكان الأمر الإلهي {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} (التوبة: 14).
لذلك لما سمع رسول الله ص أن أبا سفيان مقبل، وكان من أشد الناس عداوة للإسلام، ندب رسول الله ص الناس للخروج إليها، وأمر من كان حاضرًا بالنهوض، قائلا: «هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا لعل الله ينفلكموها»، أي يجعلها غنيمة لكم. فخرجوا لا يريدون إلا أبا سفيان والركب معه، لا يرون قافلته إلا غنيمة لهم، ولا يظنون أن يكون قتال كبير إذا لقوهم، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في قوله تعالى {وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} (الأنفال: 7).
ولم يدر بخلد أحد منهم أنه مقبل على يوم من أخطر أيام الإسلام، ولو علموا لاتخذوا أهبتهم كاملة ولما سُمح لمسلم أن يبقى في المدينة. واستعد رسول الله ص للخروج، ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا: 82، أو 83، أو 86 رجلا من المهاجرين، و61 من الأوس، و170 من الخزرج. واستخلف رسول الله ص على المدينة وعلى الصلاة ابن أم مكتوم، فلما كان بالروحاء رد أبا لبابة بن المنذر واستعمله على المدينة.
ولم يتخذ المسلمون أهبتهم كاملة، فلم يكن معهم إلا فرسان، فرس للزبير بن العوام، وثانية للمقداد بن الأسود الكندي، وكان معهم سبعون بعيرًا يتعاقب الرجلان والثلاثة على بعير واحد، وكان رسول الله ص وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد، رضي الله عنهم، يتعاقبون بعيرًا واحدًا، فإذا ما كانت عقبة النبي ص قالا اركب حتى نمشي عنك فيقول: «ما أنتما بأقوى مني وما أنا بأغنى من الأجر منكما».
وكان الخروج من المدينة يوم الاثنين لثمان أو لتسع أو لاثني عشر خلون من رمضان، ودفع الرسول ص اللواء إلى مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلى علي بن أبي طالب، وراية الأنصار إلى سعد بن معاذ.
وبلغ أبوسفيان خروج الرسول ص، وعلم بمقصده فأرسل إلى مكة ضمضم بن عمرو الغفاري مستصرخًا قريش، ليمنعوه من المسلمين، وبلغ الصريخ أهل مكة، فجد جدهم، ونهضوا مسرعين فكانوا بين خيارين: إما خارج الرجل بنفسه، وإما باعث مكانه رجلا، لأن معظمهم كان له في القافلة نصيب، وخرجوا من ديارهم كما وصفهم الله تعالى {بَطَراً وَرِئَآءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (الأنفال: 47).
ولما سمع أبوسفيان بخروج المسلمين غير طريقه المعتاد ولحق بساحل البحر الأحمر فنجا وسلمت العير، وأرسل إلى قريش أن ارجعوا فإنكم إنما خرجتم لتحرزوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد رجعت سالمة فارجعوا، وبينما هموا بالرجوع إذا بأبي جهل يأبى إلا القتال، وقال: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا فنقيم عليها ثلاثًا ننحر الجذور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف علينا القيان، وتسمع بنا العرب، وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبدًا بعدها فامضوا.
ورغم قول أبي جهل فقد رجع بنو زهرة وبنو عدي بن كعب، ولولا سلاطة لسان أبي جهل ورميه المترددين بالجبن، والضعف، لانسحب عدد كبير، ووقف عتبة بن ربيعة في معسكر المشركين يدعوهم إلى الرجوع، إلا أن صوت عتبة وغيره من عقلاء قريش ضاع بين صرخات الحرب وشهوة الانتقام من جانب أبي جهل ومن انضم إليه. ولجأ رسول الله ص إلى الله تعالى داعياً: «اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادُّك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعبد».
وقاتل المسلمون في معركة بدر قتالا رائعا يميزه الصدق والإخلاص والحرص على الشهادة في سبيل الله تعالى، ولقد علم الله منهم هذا، فساندهم وثبتهم، وشد عزائمهم وأمدهم بملائكته {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (الأنفال: 12). وكانت هزيمة القرشيين نذيرًا بنزول غضب الله على الكافرين، إذ بدأ المسلمون يهاجمونهم في كل أنحاء الجزيرة العربية.
بعد ستة أعوام من الحلقة الرمضانية الأولى، والانتصار الرمضاني الأول، كانت الحلقة الثانية، وهي فتح مكة، بقيادة المصطفى ص، فبعد أن غدرت قريش ونكثت العهد الذي أبرمته في صلح الحديبية بمساعدتها قبيلة بكر على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين كان لابد من نجدة خزاعة وإذلال الشرك والمشركين في العام الذي سُمي بعام الفتح.
وصار النبي ص على رأس جيش المسلمين إلى مكة، وتحت قيادته عشرة آلاف مقاتل من المسلمين، وقسم الرسول ص المسلمين إلى فرق، ورسم لكل فرقة خطة دخول مكة، ولم يلق جيش المسلمين أي مقاومة، ونجح في الاستيلاء عليها دون قتال يُذكر في 20 رمضان 8هـ (11 يناير630م)، ودخل الرسول الكريم ص مكة منتصرا ومطهرا لبيت الله الحرام من الأوثان، ورفع بلال من فوق الكعبة نداء الحق: الله أكبر...، وتم بذلك تطهير مكة من الأصنام، وتم القضاء على الوثنية وأعلنت فيها وحدانية الله، وأعز الله دينه ورسوله وجنده، وأنقذ بلده الأمين، وطهر بيته الحرام، الذي جعله هدى للعالمين، من دنس الكفار والمشركين، وكان هذا الفتح تتويجًا لجهود النبي ص في الدعوة، وإيذانًا بسيادة الإسلام في شبه الجزيرة العربية، وارتفاع كلمة الحق والإيمان، ونزل فيه قول الحق عز وجل {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ. وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (النصر: 1-3).
وفيها قال الرسول ص مقولته المشهورة لمشركي قريش: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقال: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». في كلمات تتجلى فيها عزة الإسلام في هذا الموقف العظيم، وكرم الرسول ص في هذا الموقف العصيب.
وفي 8 رمضان 9هـ (18 ديسمبر 630م) كانت غزوة تبوك أو العسرة على حدود الأراضي البيزنطية، وهناك أعلنت القبائل العربية خضوعها للمسلمين، واكتفى الرسول الخاتم ص بذلك، ولم يتوغل المسلمون في أراضي الدولة البيزنطية، وقد ترتب على هذه الموقعة اتساع رقعة الدولة الإسلامية لدرجة أنها عمت كل أرجاء بلاد العرب.
أما أبرز المعارك التي انتصر فيها المسلمون إبان عصر الخلفاء الراشدين، فهي معركة القادسية، على الضفة الغربية لنهر الفرات، التي وقعت في شعبان واستمرت إلى رمضان 16هـ (637م) بين المسلمين والفرس، وكان قائد المسلمين الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وبلغ جيش المسلمين فيها نحو عشرة آلاف، وكان قائد الفرس رستم ذا الحاجب، ويتكون جيشه من مائة وعشرين ألف مقاتل، وقد مات المثنى بن حارثة الذي جرح في موقعة الجسر قبل المعركة، ومن الصحابة الذين كانوا يساعدون سعد بن أبي وقاص، المغيرة بن شعبة، وقيس بن هبيرة، وطليحة بن خويلد، الذي كان قد ادَّعى النبوة ثم تاب وأناب، وقبيل المعركة تم الاتصال بين المسلمين والفرس بُغية الوصول إلى اتفاق يمنع الحرب، ولكن هذا الاتصال لم يسفر عن نتيجة، فقامت المعركة، وهي من المعارك المهمة في تاريخ الصراع بين المسلمين والفرس، فرَّ فيها رستم وعشرات الآلاف من جنوده إلى المدائن عاصمة الساسانيين، وغنم فيها المسلمون مغانم كثيرة.
وكانت موقعة القادسية بمثابة المعركة الحربية الحاسمة، التي ساعدت الأمة الإسلامية الفتية على أن تنعطف انعطافة جديدة في مسيرتها التاريخية، وذلك كانعكاس طبيعي لانتصارها الظافر على الفرس، الذين كانوا يهيمنون هيمنة كاملة على الجناح الشرقي للوجود البشري آنذاك، وبالتالي تسنَّى للأمة الإسلامية في هذه الموقعة الحاسمة تغيير ملامح التاريخ البشري، وذلك بعد أن استطاع المسلمون أن ينهوا الوجود الفارسي وسيطرته على تلك المناطق الهامة من العالم حينئذ، وفي موقعة القادسية تبلوَر أيضا مدى الإعجاز الفريد للجانب العقدي الذي فجَّرت ينابيعه الأثرة الفيّاضة والإيمان الصادق في نفسية المسلمين، وذلك عبر الحوار الذي دار بين ابن من أبناء الحضارة الإسلامية البازغة، وممثل لتلك الحضارة الفارسية الغاربة، وهذان المتحاوران هما: الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه، ورستم قائد الفرس، وذلك عندما دخل ربعي بن عامر على رستم، فقال رستم له: ما الذي جاء بكم إلى هنا؟! قال: جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة.
وفي 2 رمضان 82هـ (9 أكتوبر 701م) كانت الجيوش الإسلامية في شمال إفريقيا تواجه الروم من جهة، والبربر من جهة أخرى، وكانت زعيمة البربر تسمى الكاهنة, حيث لم يستطع القائد المسلم زهير بن قيس أن ينتصر عليها، حتى جاء الحسان بن النعمان فصمم على فتح جميع بلاد المغرب إذ انطلق متوجها إلى أواسط المغرب والتقى بجيوش الكاهنة وانتصر عليها.
وفي 28 رمضان 92هـ (18 يوليو 711م) نشبت معركة شذونة أو وادي لكة بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقوط بقيادة لذريق، وكان النصر حليف المسلمين، وقد هيأ ذلك النصر أن يدخل الإسلام إلى إسبانيا، التي كانت تسمى بشبه الجزيرة الأيبيرية، وأن تفتح الأندلس وتضم إلى كيان الدولة الإسلامية، وأن تظل دولة مسلمة ثمانية قرون، وتكمن في الفتح الإسلامي للأندلس معجزة الإسلام، فالإسلام كدين وحضارة يحقق به الإنسان، وبقدرة الله، المعجزات.
وتم التقدم في فتح الأندلس بهذا النوع المتميز من أجناد العقيدة الإسلامية في أجواء رمضان المعطرة بشذى الإيمان وبندى الإسلام. فبدا سهلاً أمام هذا النوع من الجند، فقد استهانوا بالصعاب وبذلوا النفوس رخيصة من أجل رفع شأن الإسلام وحضارته الحقة، فأمام هذا النوع من الجند، كانت التضحيات كثيرة والجهد كبير، والدروب شاقة، والمناخ شديد، والجو غريب، والأرض صخرية عنيفة، وكان مستوى العقيدة أعلى من ذلك وأكبر، فانساب الفاتحون بهذه السرعة، فبدت للأسبان كأنها نزهة روحية من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، وهي سبب راحة المؤمن وفرحته بنصر الله إن عاش، وبجنته إن استشهد. وفي هذا يقول الحق سبحانه: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} (التوبة: 52). ولقد نتج عن هذا الفتح المبين، أن انطلقت الأمة الإسلامية انطلاقتها الحضارية، ووصل إشعاعها إلى أوروبا المظلمة آنذاك.
وفي 2 رمضان 114هـ (26 أكتوبر 732م), كانت معركة بلاط الشهداء بقيادة القائد المسلم عبدالرحمن الغافقي, والفرنجة بقيادة شارل مارتل، وجرت أحداث هذه المعركة في فرنسا بين مدينتي تور وبواتيه واستمرت المعركة 10 أيام, من أواخر شعبان حتى أوائل شهر رمضان، وانسحب المسلمون بالليل، ولم تنته المعركة بانتصار أحد الفريقين.
وفي 9 رمضان 212هـ (1 ديسمبر 827م) فتح المسلمون صقلية على يد القائد زياد بن الأغلب، حيث نزل المسلمون على شواطئها واستولوا عليها لينشروا الإسلام بها.
ومن أعظم المعارك الإسلامية الرمضانية التي تسببت فيها امرأة، صرخت، وقالت: وامعتصماه، فحركت نخوة الخليفة العباسي المعتصم بالله فحرك جيشًا عرمرمًا من قصر الخلافة إلى منطقة عمورية، وحاصر مدينة عمورية، إحدى مدن الدولة البيزنطية استجابة لنداء المرأة المسلمة التي استغاثت به، إنها معركة فتح عمورية.
حيث اقتحم المعتصم بالله العباسي حصون عمورية في مائة وخمسين ألفًا من جنوده، ليجعل من غزوته غرة في جبين الدهر، والدرة والتاج في تاريخ الإسلام، وتعود أسباب تلك المعركة إلى أنه قد نقل إلى الخليفة أن امرأة مسلمة من العفيفات قد وقعت في يد جند من جنود الروم، فلما هم بسبيها نادت: وامعتصماه.. وامعتصماه.. فهز النداء نخوته، وأثار رجولته، وقال: لبيك.. لبيك.. فنهض المعتصم، ولبس لامته وتقلد سلاحه، وركب حصانه، وصاح بالنفير وهو على أبواب قصره، وأقسم ألا يعود إليه إلا شهيداً محمولاً على الأعناق، أو ظافراً منتقماً للمدينة الغالية المنكوبة، والمرأة المسلمة المغصوبة، وفي أرض المعركة قاتل الجيش المسلم الروم، ولم تغب شمس يوم 17 رمضان 223هـ (12 أغسطس 838م) إلا والمدينة العريقة العتيدة بأيدي المسلمين، وشوهد المعتصم بن هارون الرشيد يدخلها على صهوة جواده الأصهب، وقد نكس رأسه خضوعاً لله وشكراً على نعمائه، فأين من يسمع صرخة امرأة وأين من يسمع صرخات الأطفال والعجائز.
وفي 10 رمضان 648هـ (6 ديسمبر1250م), انتصرت شجرة الدر، زوج الملك الصالح نجم الدين أيوب، على لويس التاسع قائد الحملة الصليبية التاسعة، في معركة المنصورة، حيث أسر لويس نفسه وقتل عدد كبير من جنوده.
ثم كانت المعركة التي أنقذت الإسلام والمسلمين، المعركة التي قامت أمة الإسلام بعدها من غفلتها واختلافها، وقامت تحت قيادة واحدة، هذه المعركة هي معركة عين جالوت في 25 رمضان 658هـ (3 سبتمبر 1260م) واحدة من أكثر المعارك حسمًا في التاريخ، أنقذت العالم الإسلامي من خطر داهم لم يواجه بمثله من قبل، وأنقذت حضارته من الضياع والانهيار، وحمت العالم الأوروبي أيضًا من شر لم يكن لأحد من ملوك أوروبا وقتئذ أن يدفعه.
فقد ظهر جنكيز خان في شمال الصين ومن وراءه جاء هولاكو يقود جيوشًا جرارة من المغول التي تقدمت في البلاد تقتل وتخرب وتدمر كل شيء الأخضر واليابس دمرت الحضارة ودور العبادة، وأصبحت خطرا على البشرية جمعاء، واندفعت هذه الجيوش الهمجية عبر إيران إلى العراق وجاءت بغداد فهدمت القصور وسفكت الدماء وأحرقت الكتب، ودمرت كل شيء، وبدأت مدن الشام تتساقط في أيديهم حتى وصلوا إلى غزة وزاد غرور المغول وتوحشهم، ولكن الله جند من يتصدى لهم، وهو سيف الدين قطز، فعندما جاءت رسل التتار، وكانوا خمسة عشر رسولا، وسلموه إنذار الحرب، كان جوابه أن أمر بقتلهم، وتعليق رؤوسهم على أبواب القاهرة، وبدأ بتجهيز جيش قوي من كل المصريين: مسلمين وأقباط، بدأه بالدعوة لإصلاح الدين والاتجاه إلى الله، ورد الحقوق، ونشر العدل، ورفع الظلم، وتقديم النفس والنفيس في سبيل الله، ودعا المسلمين أن يتحدوا ويتجهزوا معه في جيش واحد لقتال جحافل التتار وتخليص بلاد المسلمين.
وزحف جيش المسلمين إلى عين جالوت في المنطقة التي تقع بين بيسان ونابلس بفلسطين، وقاد المظفر «سيف الدين قطز» المسلمين، والمغول بقيادة «كتبغا»، ووجه الجيش الإسلامي هجومًا قويًا شديدًا على جموع التتار، وتم سحقهم وسط نداءات القائد والمسلمين: واإسلاماه... واإسلاماه... فألهب ذلك الصوت الصادق لهيب الإيمان في قلب المسلمين، فهب على الجيش الظالم الطاغي، فقطع رقابهم، وكسر شوكتهم، وعلت راية الإسلام، وانتهى اليوم الخالد بانتصار المسلمين نصرًا هائلا أوقف زحف المغول الهمجي، وبذلك تم إنقاذ البشرية من هذه الشعوب البربرية، المتوحشة سفاكة الدماء، بعدما لم يكن يظن أحد في تلك الأيام أنه ستقوم للإسلام قائمة، فقد رثا الشعراء والأدباء والخطباء الإسلام والمسلمين، ولم يدر في خلد أحد أن عبدًا مملوكًا سيعيد للإسلام والمسلمين هيبتهم، ومجدهم الغابر.
وفي 4 رمضان 927هـ (8 أغسطس سنة 1521م), فتح السلطان العثماني مدينة بلجراد، التي تعد مفتاح أوروبا الوسطى، وعقبة في طريق التقدم العثماني إلى قلب أوروبا: فيينا وبودابست والقسطنطينية، وصاحبة أقوى قلعة على الحدود المجرية العثمانية، وقد حاصرها العثمانيون ثلاث مرات: 1441 و1456 و1492م، ولم يتمكنوا من فتحها إلا في عهد السلطان سليمان القانوني، وبعدها تدفق العثمانيون إلى أوروبا كالسيل الجارف.
وفي 27 رمضان 1093هـ (29 سبتمبر 1682م)، فتح المسلمون بقيادة القائد العثماني «أوزون إبراهيم باشا» قلعة فولك الحصينة في سلوفاكيا، إضافة على 28 قلعة أخرى واستطاع هذا القائد تحقيق السيطرة الكاملة على سلوفاكيا.
وفي 10 رمضان 1363هـ (6 أكتوبر 1973م)، عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف وألحق الهزيمة بالقوات الصهيونية، في يوم من أيام العرب الخالدة التي سطرها التاريخ في أنصع صفحاته بأحرف من نور؛ ففي هذا اليوم وقف التاريخ يسجل مواقف أبطال حرب أكتوبر الذين تدفقوا كالسيل العرم يستردون أرضهم، ويستعيدون كرامتهم ومجدهم؛ فهم الذين دافعوا عن أرضهم وكافحوا في سبيل تطهيرها وإعزازها، فضربوا بدمائهم وحفظوا لأنفسهم ذكرًا حسنًا لا ينقطع، وأثرًا مجيدًا لا يمحى، هؤلاء الأبطال الذين خشعت لذكرهم الأصوات، وأجمعت على فضلهم القلوب، لأنهم قضوا نحبهم لحفظ مجد مغتصب، ولطلب حق مسلوب، ذلك اليوم المجيد من أيام التجلي الأعظم، وقف الله فيه مع جنوده المخلصين يشد أزرهم، ويقوي عزائمهم، ويثبت أقدامهم، ويرد كيد عدوهم، ويقذف فيه بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
فبعد أن احتل اليهود سيناء الحبيبة والجولان والضفة والقدس وغزة في 5 يونيو 1967م أخذوا يتغنون بأسطورة جيشهم الذي لا يقهر، لكن مصر نجحت في إعادة بناء جيشها وجهزته بالعتاد وخيرة جنود الأرض، وبالتخطيط الجيد مع أشقائها العرب وبإرادة صلبة قوية وإيمان قوي عظيم وبخطة دقيقة محكمة فاجأت إسرائيل والعالم كله الساعة الثانية بعد الظهر، وانطلقت أكثر من 220 طائرة تدك خط بارليف الحصين ومطارات العدو ومراكز سيطرته، وفى نفس الوقت سقطت أكثر من عشرة آلاف وخمسمائة دانة مدفعية وتعالت صيحات: الله أكبر، وتم عبور القناة واقتحام حصون العدو وتحطيمها واندحر العدو وهزم شر هزيمة، ورجعت أرض سيناء كاملة بعد ذلك نتيجة لهذه الحرب المجيدة، في هذا الشهر العظيم، شهر عزة المسلمين والذلة لأعداء الحق أعداء الدين.
وبعد...، فهذه انتصارات رفعت من قدر الأمة الإسلامية على بقية الشعوب، ومكن الله لها في الأرض، وما ذلك إلا لتوحدهم، وجلوسهم تحت مظلة واحدة، وخلافة واحدة، فامتدت تلك الانتصارات منذ بزوغ نور النبوة بإنزال الله تعالى على رسوله القرآن الكريم في غار حراء يوم 17 رمضان، عندما بلغ النبي ص أربعين عامًا، ومرورًا بعهد الدعوة السرية والهجرة، والخلافة الراشدة إلى نهاية خلافة الدولة العثمانية، التي انهارت بسبب اتحاد القوى الأوروبية ضدها.
وإن من ينظر إلى هذه الانتصارات سيتعجب كيف استطاع هؤلاء القيام بمثل هذه الانتصارات، وفي وقت صيام، وقد تكون في أيام صيف حار، فليس بعجيب، وليس ذلك بغريب من أناس جعلوا الإسلام همهم، وقدموا إعلاء رايته على كل شيء، فهو شهر عظيم جعله الله شهر انتصارات وعزة للإسلام والمسلمين.
وها نحن اليوم كما أخبر النبي ص، أصابنا الوهن وتكالب علينا الأعداء وصرنا نذكر تاريخًا كان بالأمس دون أن نستفيد منه في حياتنا، وما ذلك إلا لبعدنا عن الحق وعما يدعو إليه الدين من العلم والعمل. نسأل الله تعالى أن ينصرنا على أعدائنا إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
ومن كان منا عنده خبر عن فتوحات في رمضان فليدل بدلوه معنا اولا نثرا حتى نحضر للسجالية الجديدة ان شاء الله
وطبعا من اليسير الوصول الى احداث هذه الفتوحات من العم جوجل