هواكِ بقلبي هوى لا يموتْ يُرفرِفُ بين الصدى و السكوتْ فإن كان بحراً هواكِ سأمضي أشقُّ بحار الهوى مثل حوتْ و إن كان حلماً يطوفُ الخيال و زيــف مــدائنـنـا لا يفــوتْ سأرحلُ في إثرِ طيفكِ ظلاً و أهجر قومي و دفء البيوتْ و أبني بعينيكِ أبراجَ شعري و أنفضُ عني غبار الصموتْ و إن تهجري سوف تخبو الحياة و تنسجُ في داخلي العنكبوتْ و تخنقُ في حزنها الذكريات بعقمِ المدى و المنافي تموتْ هواكِ من البدءِ هزَّ كياني رماني إلى النارِ ثم احتواني و علمني كيف تبدو الحياة إذا غبتِ عني لبعضِ ثواني طرقتُ جميع موانىء حزني و لكن دمع الأسى ما رواني و طوقتُ بالشعرِ صحراء خوفي و أُسْقيت من روعها ما كفاني فما ضمّني غير وهم السراب و دنيا الضباب و وجد كواني فعدتُ إليكِ أجرجرُ صمتي و أشلاء همسي و بؤس زماني تساوتْ بعينيَّ دروب الرحيل و لم يبقَ غير هواكِ الأماني هواكِ ملاذي فكيف سأمضي يُبرعمُ في جردِ قلبي و نبضي و يمـنـحني من أوارِ الغــرام مشاعل شوق تضيء بأرضي إذا الحزن لفَّ المدى و المكان و عاثت رياح الجنون بروضي و عمَّ الرمــاد روابــي الزمان و غاضتْ ينابيعُ شعري و فيضي فمن سوف يمنحني الأغنيات و يحيا بروحي و بالوصلِ يقضي و من سوف يرسل غفو المنام و ينزل طيفاً بأحــلامِ غمــضي و من سوف يطلق سرب الحمام و يملأ بالعشق أشواق حوضي