استغاثة من المشرق
ــــــــــــــــــــ
بقلم / مختار محرم
سيدتي إيزيس ..
في عالم الأموات والنيام
في شرقنا التعيس
قد أنهكت أفواهنا
من كثرة الكلام
وفي منامنا
مللنا شدة المسير
نعيش في قبورنا
نعتلف الأحلام كالحمير
ولم يعد يشغلنا شيءٌ
سوى ..
نعومة اللحد أو السرير!!!
***
سيدتي إيزيس ..
جراحنا التي تثار
لا تثور
والبرزخ الذي نحياه
في القبور ..
عذابه
قد صار مثل جنةٍ
يملؤها السراب والحبور
وصارت المذلّة التي
يخاف جورها الأحياء
في حياتهم
تزيدنا سرور !!
و في زقاقنا الفسيح
نسجد بالألوف
لصاحب السلطان
زعيمنا في عالم البهتان
مضلِّنا إبليس
نقصده من كل أرجاءالدنا
وبعد أن نطوف
تذبل كل فكرةٍ
باقيةٍ في فكرنا وتنتحرْ
لأننا نشرب مع عدونا
نخب انتصاره على فرساننا
فنختمرْ
ونسكر السيوف
ونقرع الأجراس والدفوف
وننحر الأحلام والصور
ونذبح البشر
أضحيةً ليسلم الخروف
***
وفي الظلام
يجلس شاعرٌ جريح ..
يشعل في منزله الحقير
بقية الشيء الذي
يدعونه ( الضمير )
لتستنير روحه
- إذ أن جسمه القريح
أوصاله غارقةٌ في نومه
وموته وقبره المريح–
وتحت ضوئه
يدعوك .. يستجير ..
قد أودعته قسوة الأيام
سجنه الصغير
يريد أن يهتف .. أن يصيح
لكنه يعرف أن ما يريده..
حرام
ماذا يقال عنه يوما
لو يُرى يرتكب الحرام ؟!!
فيطلق العنان للقديس
وأنت تعرفينه حقاً
فكم ناداك يا إيزيس ..
بنبرةٍ مكتومةٍ
يسمعها الأصم
تسمعها آذاننا سراً فلا نفهم
تبصرها عيوننا حبراً
بلون الدم
لكننا موتى
فلا ندرك أو نهتم
فيطلق العنان للقلم !
يقول يا سيدتي إيزيس
يا ربة الإلهام ياأسطورةً
جليلة التقديس
فلتعلني الشروق
ولترجعي الحياة والصحو
إلى العروق
هيا ازرعي ترابنا
بالورد .. بالشقيق .. بالعبّاد !!
وأرسلي الحمام
يملؤ فسحة السماء من رماد
جثمان موتنا المحروق
فكلنا يا ربة الإلهام
حبيبك المنتظر المشوق
أوزيريس !!