المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد خلف
ولي همسة بعد ذلك أيتها المبدعة:
قال صلى الله عليه وسلم:
لاتسبواالدهر ، فإن الله عز وجل قال : أنا الدهر ، الأيام و الليالي لي أجددها و أبليها ،
و آتي بملوك بعد ملوك
الراوي: أبو هريرة المصدر:السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 532
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد على شرط مسلم
[/CENTER]
الأستاذ الكريم أحمد خلف
أهلا بك فاضلي، وشكرا لمدادك الذي سال في كرمٍ كبير
وشكرا لتذوقك النص، وقراءتك أبعاده..
فيما يتعلّق، أخي، بحديث المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- الذي أوردته مشكورا، أقول:
عن معنى هذا الحديث قال النووي شارحا: قال العلماء وهو مجاز وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة
بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا من ألفاظ سب الدهر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهر فان
الله هو الدهر أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها. وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له
بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى. ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات. انتهى شرح الإمام النووي رضي الله عنه
كما أنّ العلماء فرّقوا بين الوصف والذمّ
وأما الوَصْف الخالي من الذم ، فإنه لا يُمنع منه، فقد وصف الله الأيام بالنَّحس وبالشؤم، فقال عن عاد:
(فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
وقال عنهم : (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا).
قال أهل العلم بتأويل القرآن في قول الله عز وجل: (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ) قالوا: مشائيم. قال أبو عبيدة: نحسات ذوات نحوس مشائيم.
قاله ابن عبد البر في التمهيد.
وقال البغوي: (نَحِسَاتٍ) أي نكدات مشؤمات ذات نحوس . اهـ .
وقال تعالى عن عاد أيضا: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ).
قال القرطبي: أي دائم الشؤم استمر عليهم بنحوسه، واستمر عليهم فيه العذاب إلى الهلاك.
فهذا من باب الوصف، لا من باب الذمّ.
وما أوردتُه في المقدمة النثريّة لقصيدتي:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وضحة غوانمة
...والخطاب في هذه الأبيات للوقت الغادر، إذ في يقيني ليس ثمّة شخوص غادرون!
هنا وصفٌ للوقت، وليس ذمّاً له، ولا نسبةً للفعل إلى الوقت -والعياذ بالله-
رغم استخدام اسم الفاعل (غادر)، إلّا أنّه لا فرق بين اسم الفاعل والصفة المشبّهة باسم الفاعل (نَحِسات) الواردة في الآية الكريمة، من حيث الدلالة إلّا في نسبة حدوث الفعل.
وهذا ليطمئنّ قلبي في أنّي لم أنسب للزمن فعل الغدر، ولا سَبَبْتُه، حفظنا الله وإياكم من الزلل.
وأمّا قولي: إذ في يقيني ليس ثمّة شخوص غادرون، فإنّما نفيت الوصف عنهم وليس الفعل، فهم الذين يأتون بالغدر، غير أنّي لا أصفهم به (فلسفة خاصّة)،
فحين تنحس الأيام يأتي النحس من كلّ الجهات والأشياء، ففي قدر الله هي أسباب، والوصف متعلّقٌ بالأيام.
أسأل الله التوفيق، وجلاء البصيرة
تحياتي