فانس ابتسامك ياعاتي
********************************
بِكُلِّ آلاتِ حِقْدٍ بتَّ ترميها
تظنُّ أنَّكَ بالإجرامِ تُنهيها
مهما تماديتَ يامُخْتالَ تقصِفُها
اللهُ أقوى وبالإنصافِ يُحييها
ليسَتْ لكَ الدّارُ ياهذا فقد سقطَتْ
من عينِها خِسّةٌ بانَتْ دواعيها
وهيبَةُ اللهِ حلّتْ عنكَ ألوِيَةً
وخابَ ظنُّكَ فيمن شِئتَ تُؤذيها
فلاالدّمارُ الذي في الشّامِ تُحْدِثُهُ
مُجْدٍ لِيُبْقيكَ تلهو في أهاليها
واعلم يقيناً بأنّ النّفْسَ إنْ ظلمَتْ
أوعذَّبَت غيرها فاللهُ مُرديها
وأنت أسرفتَ بالتّنْكيلِ فانقلبت
رحى الطّحينِ على أضلاعِ راعيها
عليكَ عادت برعبٍ لستَ تقدِرُهُ
أين الأماني التي في النّفسِ تُخفيها
الشّامُ باتت على أعتابِ عِزّتِها
وخيلُ ربّي أتت تذري سوافيها
أتاكَ يعدو الرّدى من كُلِّ رابيةٍ
ضاقت عليك الدُّنى هل أنتَ مُجْليها
اليأسُ أهدى إليكَ اليومَ بُردَتَهُ
فالْبَسْ من الضّيقِ مابالأمسِ تُكسيها
بنيتَ بالقهْرِ حُكْما رُحْتَ تنقُضُهُ
بأمرِكَ اليومَ تسقي النّفسَ صاديها
مثالُ ماعِشْتَ بالإجرام تحرسُهُ
مثل التي أنشأت غزلاً ليحميها
فاجْتَرّها عاصِفٌ باليمِّ أوقَعَها
قضى عليها وما نالت مراميها
مشيئةُ الرّبِّ نالت منك قِسْمَتَها
كتائبُ الحقِّ ربُّ العدلِ يُعليها
فلا الجرائُمُ تُنْجي النّفْسَ من قدَرٍ
ولا الحراساتُ من ربٍّ تُنجّيها
كم من طُغاةٍ روى التّاريخُ سطوتَهُم
قضّوا شعوباً وعاثوا في نواديها
بادوا وبادت قلاعُ الجُرمِ بعدهُمُ
لم يبق إلاّ غرابُ البينِ ينعيها
العينُ بالعينِ يابشّارُ في السُّنَنِ
وكُلُّ نفسٍ لها ربٌّ يُقاضيها
فانس ابتسامَكَ ياعاتي فقد قرُبَت
تلكَ المهازِلُ من إقفالِ ماضيها