**(( مــداخــــلـة ))**
------------------------------
(يـاتـوت يـاتـيـن يارمّــان يـاعـنبُ )
معزوفـة الأمس ضـــــاعــــــت أيّــــــها العربُ
واليوم تـنشر بالآهـــات باكــــــيـة
شــرقــيّــة من بــقـــــــــــاع الحب تـنـتـحبُ
ترنو الطريف وقــد شاهت مواطنـــه
خــلا عـــزيـــز ، وبـعــض الـعـز يُــنـــتـــهــــبُ
تـلهو . تـناجي قبورا حولها اندرست
ضـمّـت رفــــــاة الغــوالـــي خير من ذهـبـوا
أو ترسل الطرف فرط الآه تـغـمـضه
اللـــهَ من عَــبــرة تـغلــــي بــهــا الهُـــــدبُ
اللـــهَ فـــي حســــرات بـثــــــها أرقٌ
من بــعــض زفـــرتــها يـــصّـــاعـــــــد اللهبُ
وليتها صبرت .. لكنّـــها جــزعــــت
وفــوقـــها أطبــقــت مـن ولــــــدها الـكــربُ
ولم يرعها صدى التـــأريخ مارحمت
يـــومـــا صــحـــائــفـــــه مَــن فــكــره خـربُ
مــــاذا سينظم للأجيـــال إن نهضــت
غــــدا ؟ وأيّ مـقــــال ســــــوف يـحـتـجبُ؟
هل الزمـــان زمــانٌ يا صبا بــردى؟
هل المغــانـــــي لهـا من ذاتـهـا نـســـبُ ؟
أم العبيــر عبير الشــام مكــتـمــلٌ ؟؟
وكـــــم تـغـلـغـل فــــي أنســـــامه التعبُ ؟
وهـل عيون المـهـا الشهباءُ تـذكرهــا
وهُــنّ هُــنّ اللواتـــــــــي جـفـنُـــها حلبُ؟
والمرجفـــون ، ولا شيءٌ يعرّفـــــهم
سوى الهويّــة ، أغـنـــامٌ ولـــــو نُــســـبوا
يبنون في كــل ريـــع آيـــة عــبــثـــا
لهم فـُــتـــاتٌ، وللأعـــداء مــــــا حـلبـــــوا
ويـطـلـبــــون من اللذات غـــابرهـــم
ويــزعــمــون بــأنّ المـجــد مــــا طـــلبـــوا
يــاأمّـنا خبّري التــأريخ : دع وطنـي
الكبــيـــر آنـــاً ، ومــــــن في حبه رغـــبـوا
لا تذكر الآن شيــئا غــير قادتـــــــــه
وهـــم بلا خـــجــل عـــن حبـــــــه رغــبوا
يــاأمّ لا تحزني .. لا تحزني أبــــــدا
قلتُ اسمعــــي خبـــرا ضـاءت به الحـقبُ
أنــا الصــبـور وحبّ الخير علمنـــي
أنّ المعالــــــــي لمن صـــان الحمـى دأبُ
أنــا الحقيقة .. رغم القهر تــنشدهــــا
عــقيدتي ، نحـــو هـــدي الحق أنـقـلـــبُ
وهـــذه شـعـلـــة الإيــمـــان أحملهـــا
لتستضيء بهــــا الدنيا ومــــــــن طلبــــوا
من مقلتي أهـــب الأحـرار ماعشـقوا
والخاسؤون سوى الأضــــغـــــــان ماوهبوا
خضت العوان ولم تــنبس أرانبـــــهم
ولا البلاغـــــــــــــــة وقت الخوف والخطبُ
كم طعنة طعنة أدمـــوا بها كــــــبدي
وكــل مــــــــا قــد أجازيـهـم هـــو العـــتبُ
أرى الخــؤون وفي عينيه مقصـــــلة
مـصـفّــقــا فـرحـــــا يــنـأى ويــقـتـــــــربُ
يــاأمّــنا خلّ دمع الروح وانتظــــري
لي الرجــوع وإن جــــــــــــاروا وإن كـذبوا
هِـي صحوة في ضمير الكون كامـنة
ترقــبـيــها فـمـــــا دانت لــهـــــــا الريـــبُ
هي صحوة لم يزل قلبي يحــــاورهـا
لأنـّــه في الهـــــوى أنىّ مشـى عــــذبُ
وحينها يزحــف الماضي لحــاضرنـا
وحينها يــنــتــخـي أبــطـــــالنا النــجـــبُ
بهم تعود فلســــطين ومســــجدهـــــا
وتـــاجـها فــــي عــلاه النــصــــر يكـتـتـبُ
إنّــا كبـــــار كبـــــار في مراشـــــدنا
وهــم صــغار بما احـتــالــــــــوا وما نهبـوا
معزوفة الأمــس قربانــا أقـــدّمــهـــا
لكل صــب شـــكور شـــفّــه ســـغـــــــبُ
ويلعن الله والتــــأريـــخ فِـعلة مَـــــن
ياويلهم جرحوا الآمــــــال وانســــحبــــــوا
يــاأمّــنا : وغـدا ، والنصر موعــدنـا
سـتـنـجلي الغــمــــم الســـــوداء والكربُ
-----------------------------------------------