بني الكنانة
بني الكنانة فيكم خاب لي أملٌ= فما يجسِّدُ أقوالا لكم عملٌ
عذرًا فما الشعب أعني في مخاطبتي= فإنَّه للمعالي كلِّها مثلٌ
شعبَ البطولات والتأريخ شاهدكم= سفر جليل به تستمتع المقلُ
لكم بتشرينَ صولات يسطِّرها= رجال عزم ويبدو دونها زحلٌ
لكنَّ مَن ملأ الدنيا ضجيجهمُ= وعن شعارات زيف ما لهم مللٌ
وعن إقامة نهج الحقِّ ما فتئتْ= تدعو إليه إذا ما هيِّئت سبلٌ
ونصرة الدين لا تخشى صروف ردًى= ما بالها هل سرى في جسمها الشللُ
تخاذلت وأخلَّت بالذي وعدت= إنَّ الذي بان منها أمره جللُ
أم أنَّه طمع أعمى بصيرتها= ما عاد في نهجها عدل ولا خللٌ
مدَّت لأعدى أعادينا يدًا خنعت= يا ويلها نصرت مَن إخوتي قَتَلوا
كيف ارتضت بموالاة الخصوم وهمْ= كادوا لأمتنا والشرَّ قد فعلوا
ما ذا تقولون للجبّار في غدكم= ماذا يجيب جناة إنْ هُمُ سئلوا
قوم تديُّنهم كفر وزندقة= والفحش والقتل والتحريف والدجلُ
كنا نؤمِّل خيرًا في انتفاضتكم= لكنَّ من سلفوا ذا الجُرمَ ما قبلوا
رُغم الذي كان منهم حرمة حفظوا= ومِن قناة السويس العجم ما دخلوا
يا من أضاعوا أمانات لأمَّتهم= أغراهمُ السحت تبًّا للذي أكلوا
عنكم تساقطت الأوراق وانكشفتْ= سود الوجوه فما تجديكم الحيلُ
صلاح الدين عيادة الوليد
الأحد 27 / ربيع الأول/ 1433 هـ 19 / 2 /2012م