جنون البقر

نشر أخي الحبيب والطبيب د. جمال مرسي منذ حين موضوعاً طبياً عن مرض جنون البقر في العيادة الطبية فذكرني بهذه القصيدة التي كتبت وتحمل ذات العنوان وذات الموضوع وأنشرها هنا مؤانسة لكم واستئناساً بكم.

وقد كنت كتبت هذه القصيدة مرتجلة منذ سنين عدة بناء على طلب ممن نحب في محفل بهذا الخصوص يوم أن انتشر خبر استغلال ذوي ضعاف النفوس من تجار دولنا فقر الشعوب وحاجتها ليشتروا اللحوم الفاسدة ويبيعونها في الأسواق بسعر رخيص بعد أن اتصلت عليهم تلك الدول عارضة عليهم صفقات تجارية مغرية. ثم جعلت البقرة تتحدث وتشتكي سوء ما غرست يد الإنسان يوم أن طمع فأضاف الكيماويات إلى طعامها مما أصابها بهذ المرض القاتل.

قَالُوا الْجُنُونُ مِنَ البَقَـرْ فَاسْمَعْ إِذَا شِئْتَ الْخَبَرْ نَصَحُـوا لِكُلِّ مُغَامِـرٍ نَشَرُوا الحِكَايَةَ بِالصُّوَرْ لا تَشْتَرُوا لَحْمَـاً بِـهِ قَدْ دَقَّ نَاقُوسُ الخَطـَرْ لا تَأَكُلُوا مِنْ سَـمْنِهِا لا تَشْرَبُوا مَا الضَّرْعُ دَرْ لا تَلْبَسُوا مِنْ جِلْدِهِـا لا تَلْمِسُوا ذَاكَ الوَبَـرْ قَالُ الذِيْنَ شَقَوْا بِهَا أَمْوَاُلنَا؟! .. أَيْنَ الْمَفَرْ؟! هِيَ رَأْسُ مَالٍ لَوْ مَضَى يَمْضِي وَيَقْتُلُنَـا الدُوْلَرْ قَالُـوا عَلَيْكُمْ بِالذَّيِنَ جُنُونُهُمْ مَا فِيْهِ شَرْ دُوَلُ التَّخَلُّفِ مَا لَهَـا ظَهْرٌ يُسَـاندُ أَوْ يَضُـرْ إِنَّ التِّجَـارَةَ عِنْدُهُـمْ كَسْبُ الدَّرَاهِمَ مَا تَذَرْ بَعْضُ التَّنَـازُلِ وَلْيَكُنْ سـِعْرَاً أَقَلّ لِمَنْ غَـدَرْ وَلِتَنْتَهُـوا مِنْ تِي التِي كَادَتْ تُوَرِّثُنَـا الضَرَرْ نَظَرَتْ إِلَيْهِمْ فِي أَسَـى مَنْ تَشْتَكِي بُؤْسَ القَدَرْ دَمَعَتْ وَقَالَتْ مَنْ أَنـَا مَجْنُونَـةٌ مِنْهَا حَـذَرْ بِالأَمْسِ كُنْتُ عَزِيْـزَةً أَرْعَي الطَّبِيْعَةَ والخُضَـرْ أَجْتَرُّ مِنْ طِيْبِ الطَّعَـامِ بِسَـاعَةٍ فِيْهَـا أُسَرْ أَطْعَمْتُكُمْ وَلَدِي لَذِيْذاً دُوْنَ أَنْ أُبْدِي حَذَرْ وَأَدُرُّ مِنْ ضَرْعِي حَلِيْـباً سَائِغَاً مَا فِيْهِ صَـرْ وَاليَـوْمَ لا صَبْرٌ لَكُمْ هَلْ كَانَ فِيْكُمْ مَنْ صَبَرْ؟ أَطْعَمْتُمُونِـي تِبْنَكُـمْ فِيْهِ "الكِمَاوِي" قَدْ حَضَرْ كَي يُسْـتَزَادَ حَلِيْبُنَـا وَلُحُومُنَـا يَا مَنْ خَسَرْ إنَّ الذِي أَزْرَى بِنَـا أَعْمَى البَصِيْرَةِ وَالبَصَـرْ سَخِرَ الزَّمَانُ بِأَهْلِـهِ فَشَكَى الْجُنَاةُ مِنَ البَقَرْ مِنْ غَرْسِكُمْ حُصِدَ الأَذَى وَاسْألْ مَجَانِيْنَ البَشَـرْ

أخي العزيزد/سمير العمري
قصيدة بالرغم من استئناسي بها
فكم تحمل من المعاني الواعية الحكيمة
حيث وضحت طمع البائع في كسب المال دون النظر
فيما يسببه ذلك اللحم الفاسد من مرض
فالطمع يعمي البصيرة والبصر
سلمت عقلا وقلباً غيورا يحب الخير
ودمت لنبض صادق أيها الرائع
تقديري واحترامي



أختك // ينابيع السبيعي

أضحك الله سنك يا سمير
لقد قرأتها لك حين نشرتها في موضوعي عن جنون البقر و ضحكت حينها كثيرا
و تألمت لهذه البقرة المسكينة
و هأنتذا تعيدها علينا من جديد
و لكن لا تنس أن جنون البقر تقريبا قد انتهى و لم يعد إلا جنون البشر
و حمى الوادي المتصدع ( rift vally fever )
فيال ليتك تتحفنا فيهما
تقبل الود الخالص
أخوكم جمال

كالعادة ...............تحاياي

أسأل .... هل يمكن أن يعقل البشر ؟

أخي الحبيب سمير العمري ..
أظن أنكم سبق ونشرتم هذه القصيدة هنا
فهل أني محق ؟

سامحك الله يا دكتور سمير ويادكتور جمال
وهل كان هنالك جنون بقر؟
إنما هو جنون البشر والبشر فقط
ولا أدري أين حقوق الحيوان ؟، أين المحامون..؟ أين..؟ أين... ؟
لم نسمع بهذا الجنون ولا في ألف ليلة وليلة

قَالُوا الْجُنُونُ مِنَ البَقَـرْ=فَاسْمَعْ إِذَا شِئْتَ الْخَبَرْ
لا تَشْتَرُوا لَحْمَـاً بِـهِ= قَدْ دَقَّ نَاقُوسُ الخَطـَرْ
لا تَأَكُلُوا مِنْ سَـمْنِهِا= لا تَشْرَبُوا مَا الضَّرْعُ دَرْ
قَالُ الذِيْنَ شَقَوْا بِهَا= أَمْوَاُلنَا؟! .. أَيْنَ الْمَفَرْ؟!
هِيَ رَأْسُ مَالٍ لَوْ مَضَى= يَمْضِي وَيَقْتُلُنَـا الدُوْلَرْ
قَالُـوا عَلَيْكُمْ بِالذَّيِنَ= جُنُونُهُمْ مَا فِيْهِ شَرْ
دُوَلُ التَّخَلُّفِ مَا لَهَـا= ظَهْرٌ يُسَـاندُ أَوْ يَضُـرْ

لم تكن هذه جريمتهم الأولى بحقنا
فهم يطعموننا ما انتهت صلاحيته، وما فسد من الغذاء منذ فتحت أبواب التجارة للصوص
وحكوماتنا تدعمهم لأن رجالها يستفيدون من صفقات الشر

أنت شاعر صادق الانتماء يا أمير الشعر
وإنسان مخلص فيما يقول

شكرا لهذه القصيدة الرائعة

بوركت

الشاعر القدير المتألق دائما
د/سمير العمري
لقد اضحكتني أضحك الله سنك
بصمتك واضحة بروعة البيان حتى
في هذا النوع من الشعر
شكرا أستاذي على هذا الجمال
تلميذك

قصيدة جمعت الإبتسامة والسخرية والدرس العبرة
وكم قد اطعمونا من فتاة الدول الكبرى ومما يقذفون
في حاويات قمامتهم
ألم يجعلوا من بلداننا مكبا لنفاياتهم السامة تحت سمع
وبصر وموافقة ومباركة حكوماتنا العتيدة؟
لا حخول ولا قوة الا بالله
دمت بخير