أحدث المشاركات

بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 47

الموضوع: السؤال

  1. #1
    الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
    أديبة وفنانة

    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : jordan
    المشاركات : 1,378
    المواضيع : 91
    الردود : 1378
    المعدل اليومي : 0.22
    من مواضيعي

      افتراضي السؤال

      السؤال
      كان يهم بمغادرة المنزل عندما لسعه السؤال:
      _هل تحبني؟
      استدار في مكانه ونظر باتجاهها ، إلا أنها كانت منشغلة بفتح نافذة ما .لم تنظر إليه .كانت صامتة وكأن شخصا غيرها نطق بالسؤال.
      احتار في أمره ، فلا هو داخل الباب ولا هو خارجه.كيف تسنى لها أن تختار سؤالا كهذا في لحظة كهذه؟! وأي سؤال هو ؟ وهل مثل هذا السؤال يحتاج جوابا؟ بل ما الدافع وراء هكذا سؤال؟
      عاجلته هي بالجواب ، كأنها قرأت كل الأسئلة التي دارت في رأسه :
      _ أحبكَ عندما تعلن حبَك .
      _ لا ترفع حاجبيك دهشة . قالتها ووجهها باتجاه آخر.إلا أنه توقف عن رفع حاجبيه قبل أن يبدأ وحاول أن ينظر إلى ساعته فعاجلته بنبرة لم يتمكن من تشخيصها :
      _ لا تنظر إلى ساعتك ، ودعني أكمل :
      _ستقول إنني أعرف مدى حبِكَ لي ، وسأقول نعم أعرف . ولكنها معلومة بائتة مضت عليها أيام .
      _ وسأزيدُك : هل أنت متأكدٌ من حبي لك؟ لا، لا تتسرع بالإجابة .
      _ ولكنني متأكد من حبِك لي !
      _ لا يا سيدي ، لا تضع يديْك في ماء بارد . ثم وهي تواجهه :
      _ لا أحبها تلك البرودة التي ستنتقل إلى مشاعرك يوما بعد يوم .
      ارتبك الرجل الواقف في الباب ، بينما زاد تحديقها في عينيه :
      _ لستُ أمرا مفروغا منه .
      _ ولكنني لم أقل إنك..فقاطعته :
      _ ما من جيب يتسع لمشاعر امرأة . لذا أنا أرجوك الآن ، لا تحاول أن تركن إلى حب يقبع في جيبك . حبي يترعرع كالنبتة في الضوء أيها الرجل ، فأطلقْه. وكلمة السر تعرفها ، فقلْها : أحبُكِ.
      حنان الأغا
      دمشق 19/3 /2007
      "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي"

    • #2
      الصورة الرمزية د. سلطان الحريري أديب
      تاريخ التسجيل : Aug 2003
      الدولة : الكويت
      العمر : 58
      المشاركات : 2,954
      المواضيع : 132
      الردود : 2954
      المعدل اليومي : 0.39

      افتراضي

      الفاضلة المبدعة حنان الآغا:
      كم أحب هذا النوع من القصص القصيرة التي ترتبط أجزاؤها بسر يسير مع الحوار إلى الختام الذي يكشفه ، وقد عرضت قصتك صورة صادقة لمشاعر المرأة التي تفقد الحب في مجتمع لا يؤمن إلا بالمادة ، مع تغلغل في أعماق شخصية الأنثى التي تبحث عن حب ، فكلمة ( أحبك ) وحدها كافية لتجعل الحياة أكثر جمالا وبهاء .
      وأجمل ما فيها أنك جعلت البطلة تسأل ولا تنتظر الإجابة ؛بل تتولى الإجابة عنه ؛ لأنها تعلم أنه لن يجيب بغير ما قالت إن صدق مع نفسه ؛ و لأنها تريد أن تصل في النهاية إلى الفكرة التي أرادت الوصول إليها ؛ وأظن أن كل حرف في إجاباتها كان متوقعا للرجل، بل إنها لحظة وقوف عند باب لا تتجاوز زمن الكلام المنطوق ؛ ليحمله معه إلى خارج البيت ، وفي ذلك نجاح وأي نجاح !! .
      ويبدو لي أن من أسرار نجاحك في هذه القصة البساطة الموغلة في العمق ، فقد توغلت في صميم التجربة التي تعيشها البطلة ، بأسلوب سلس بسيط ، فقد تمثلت بتفرد الشخصية تمثلا فنيا صحيحا ، فأبدعت .
      لم تكن كلماتي المتواضعات هذه قراءة لنص أعجبني ، وإنما هي وقوف متذوق محب لأدب قاصة مبدعة.
      ربما أجد الوقت للوقوف عند عالمك يوما بما تستحقين.
      الفاضلة حنان الآغا
      دومي مبدعة
      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #3
      الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
      تاريخ التسجيل : Mar 2006
      الدولة : مصر+الكويت
      العمر : 63
      المشاركات : 2,213
      المواضيع : 78
      الردود : 2213
      المعدل اليومي : 0.34

      افتراضي

      أختي الأديبة الفاضلة / حنان الأغا
      السلام عليكم
      قرأت قصتك للمرة الثانية اليوم
      وقبل ان أهم بالرد قرأت رد أخي و أستاذي د. سلطان
      فأسقط في يدي ؛ فقد قال كل ما كنت أود قوله .
      اسمحي لي فقط أن أبدي اعجابي الشديد .
      تقبلي تقديري واحترامي .
      حسام القاضي
      أديب .. أحياناً

    • #4
      الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : موطن الحزن والفقد
      المشاركات : 9,734
      المواضيع : 296
      الردود : 9734
      المعدل اليومي : 1.49

      افتراضي

      الأديبة الرائعة / حنان الأغا ..
      أعتقد من يقف على هذه الصفحة ، سيجد بين السطور الكثير مما لم تقله الكلمات ، وعبرت عنه بأسلوب سلس بسيط .
      بداية من السؤال الذي طرح ، مع توقيت الطرح المفاجئ ، الذي يلفت نظر القارئ ، وكأنك فتحت الباب ليلج القارئ إلى الداخل ، مشاركا لك هذه الحوارية بين البطله والمتحدث إليه ، الذي بهت بالسؤال ، لينقل للقارئ العدوى ..
      _هل تحبني؟
      سؤال يراود كل امرأة ، لكنها لا تجرؤ على طرحه ، ولكن هنا ، أتى بقوة ، ولكن دون انتظار للإجابة ، بل استمرت بطلتك بتكلمة الحوار ، بمواجهة جريئة ، أظهرت من خلاله مشكلة تخص المرأة بشكل عام ، وهي مشكلة تعتبر اجتماعية ، لأن المشاعر هي الرابط الأساسي لمن تجمعهم الحياة تحت سقف واحد ، أن فترت هذه المشاعر ، تتحول الحياة كلها إلى فتور ، لتبدأ أولى شرارات الخلاف .
      بذكاء أدرت الحوار لتكشفي مدى قوة العلاقة ومدى التقارب الفكري والحسي بين الطرفين ، حتى بت أحدهما يعرف ما في نفس الآخر ..
      لستُ أمرا مفروغا منه .
      ما من جيب يتسع لمشاعر امرأة . لذا أنا أرجوك الآن ، لا تحاول أن تركن إلى حب يقبع في جيبك . حبي يترعرع كالنبتة في الضوء أيها الرجل ، فأطلقْه. وكلمة السر تعرفها ، فقلْها
      وقفت كثيرا عند هذا التعبير الذي أوجز الكثير من الكلام الذي يمكن أن يقال ليكون حشوة لا طائل لها في النص ، فأتى مكثفا ، ليصف الحالة الشعوريه للمرأة ..
      وتكفي هذه الكلمات لتكون وحدها نصا قصصيا قصيرا مكثفا .
      لا استطيع أن أشيد أو أمدح في النص أو كاتبته ، لأن كليهما يتحدث عن نفسه .
      تقديري الكبير ..
      مودتي وكل الحب .
      //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

    • #5
      الصورة الرمزية عطاف سالم شاعرة
      تاريخ التسجيل : Feb 2007
      الدولة : في قلب النور
      المشاركات : 1,795
      المواضيع : 112
      الردود : 1795
      المعدل اليومي : 0.29

      افتراضي

      الرائعة / حنان الأغا
      أشد مالفت نظري في هذا النص ذلك الخجل الانثوي الذي يختبي وراء البوح الشاعري....
      وكأن النص كان حييا هو الآخر لما بدأ يطرح السؤال ثم هاهو يتشاغل بما حوله من متطلبات التحرير
      فتقفز متحدثتك فيه بقوة الاحساس القابع فيها وتقوله ويفر الجواب ويلتاث ثم يرف هنا وهناك خضرا رقراقا جميلا........................................ ........................... كالسؤال!
      محبتي الصافيةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #6
      الصورة الرمزية محمد نديم شاعر
      تاريخ التسجيل : Jul 2006
      المشاركات : 912
      المواضيع : 184
      الردود : 912
      المعدل اليومي : 0.14

      افتراضي


      سؤال .... بل هو صاعقة ... تضرب خاصرة السكوت والملل والرتابة القاتلة ...
      سؤال بل هو معول ... يدق ناقوس الخطر ....
      (لست أمرا مفروغا منه )
      لست بديهية صامته تتبعك حيث تنثر يديك قمح الحياة ....
      لست طائرا نتفتت منه ريش الوجدان وقلت له ... اذهب فأنت الحر الطليق ... وتعلم أنني لن أجرؤ على الطيران في غمامة الصقيع ودخان الألم الممض ... تعرفني أنني سوف أمد منقاري الصغير لحبيبات من القمح اليومي الذي فقد طعمه...
      (ولكنني متأكد من حبِك لي)
      بديهية يركن إليها ركون السيد إلى قدرته على الاستعباد؟ ربما ....
      لا تهرب أرجوك
      واجه ذاتك
      بحب تدفنه في رتابة الصقيع وحرقة الاغتراب بين يديك ...
      للبراعم دائما النور والماء والدفئ والحب ... كي تنمو وتترعرع الزهور ....
      وتسألني بعدها بسذاجة مصطنعة : أين ربيع عينيك ؟
      مفتاح سرنا المظلم بين يديك .. في جيبك !!!
      محاكمة على شفا الرحيل ...والتواصل مقطوع !!!
      وسؤال هو كالصاعقة يضرب رتابة الألم واصطناع الغفلة ... والدهشة الكاذبة.
      وسرد مفاجئ الضربات ...
      بين الهروب للنظر في ساعة الزمن !!!! وهنا دلالة لمدلول رائع ... هل فات الأوان؟
      وهروب من باب ... تلاشت عنده لحظة الإدراك
      ....
      (احتار في أمره ، فلا هو داخل الباب ولا هو خارجه)
      وتواصل مقطوع وحوار على البعد وكل وجه في اتجاه ... حب تمزقه برودة المتوارد اليومي ... علاقة تحاول لملمة ذاتها في زيف المجاملة .
      وهنا يبدو أن التمزق انعكس على لغة الحوار :

      (إلا أنها كانت منشغلة بفتح نافذة ما .لم تنظر إليه)
      هل هو واقع مشتت انقطعت فيه صلة الحوار حتى بالمواجهة دون كلام ؟ أم هو ترقب وخوف من نتيجة سؤال قد تأتي بما لا يحمد عقباه؟
      سؤال يهيج تساؤلات ويثير براكين الدهشة والقلق والترقب والتحفز.
      وهي هنا تواجهه ... نعم كفى ملللا ... وتجاهلا .... وحرقة وجدان ... فليست هي شيئا من أشياءه البديهية العابرة
      ... لابد لها ان توجه وبقوة :
      ( لستُ أمرا مفروغا منه . )
      (ثم وهي تواجهه :
      _ لا أحبها تلك البرودة التي ستنتقل إلى مشاعرك يوما بعد يوم)
      وهو كالعادة .... يلجأ إلى هروب ... وارتباك مصطنع : وهو يحاول ان يلملم رجولته المبعثرة :
      (ارتبك الرجل الواقف في الباب)
      قوية هي إذن ... وآن للطائر أن يغرد ولو كانت أغنية الحزن ... بصدق وبوح ... يكفي أنها أغنيته التي طالما اشتاق أن يرنمها ويرمي يها عن كاهله في لحظة مواجهة حانت الآن .... إنها تدافع عن حبها ... كيانها ... كينونتها .....:
      (بينما زاد تحديقها في عينيه :
      _ لستُ أمرا مفروغا منه . )

      [SIZE="4"]حقيقة لابد ان يفيق على صدمتها.
      هنا قلب يينبض وإنسان يحس وذات تتوجع !!!

      هنا ربما جاء الحل مراوحا بين التصريح والتلميح ....[/
      SIZE]
      (ما من جيب يتسع لمشاعر امرأة . لذا أنا أرجوك الآن ، لا تحاول أن تركن إلى حب يقبع في جيبك . حبي يترعرع كالنبتة في الضوء أيها الرجل ، فأطلقْه. وكلمة السر تعرفها ، فقلْها : أحبُكِ.)
      لو كان قلمي هو الذي يكتب في هذا المقام ...
      لانتهت قصتي عند
      (وكلمة السر تعرفها) واكتفيت بالحل تلميحا ... ولتركت النهاية متعددة الروافد ومتاحة على مساحات ابواب شتى كي يدلف القارئ من أي باب يشاء..
      فالتلميح يحمل القدرة الفنية العالية وقد استخدمته القاصة بحنكة وسلاسة وعفوية ودون تكلف أواصطناع .. ... وبمهارة فنية تلقائية وذلك وارد في المقطع كله (من : ما من جيب ......وحتى : وكلمة السر تعرفها )
      أما التصريح ( ب فقلْها : أحبُكِ ) أظنه ضرورة شعورية فرضتها حالة وجدانية معينة لا ينفع معها سوى التصريح.
      الرائعة :
      حنان الأغا
      وسؤال هو صدمة حجر في بحيرة السكون والرتابة .. وتجاهل المشاعر ... .
      بل هو وهج الحقيقة الساطعة في مواجهة صدأ الوجدان وانطفاء مرايا الصدق.
      وهي ناقوس للربيع قبل موت البراعم.
      وهي صرخة ربما تحيي الوتر قبل صمت العصافير.
      وهي قصة تقف متفردة ككيان إبداعي راق مهما اتفقنا أو اختلفنا على ما قد تعكسه مراياها الرائقة بالصدق وتلمس جذور مشاعر الإنسان ... كل إنسان..
      رائعة سيدتي.
      سامحي خربشاتي هنا.
      النديم
      .

    • #7
      عضو غير مفعل
      تاريخ التسجيل : Dec 2006
      الدولة : في عقل العالم ، في قلب الحكايات
      المشاركات : 1,025
      المواضيع : 36
      الردود : 1025
      المعدل اليومي : 0.16

      افتراضي

      هل تحبني ؟

      سؤال لا يبرح عقل المرأة لأن معطياته لا تفارق مخيلتها ، سؤال تعزف به المرأة على العديد من الأوتار ، وتبدو روعتها عندما يؤدي كل وتر اللحن الكامل ، فهي تستخدمه كلما احتاجت لتحريك الصمت ، وتطلقه في حالتي الشك الحقيقي والمفتعل ، وتسأله عندما تريد إخفاء سر معين ، وتسأله عندما تكون متمكنة من الرجل فتصرفه به عن العالم ، وتسأله في حالة التوحد ؛ ليطابق الصوت الشعور .

      في هذه القصة الجميلة ، عمدت حنان الآغا إلى الهجوم على الحدث الذي جاء مكثفًا شموليًا ، وقد ناسبه الهجوم ، لأن الحدث في حد ذاته نشأ دون تمهيد معتمدًا على المباغتة ، والذي سير القصة في اتجاهها هذا هو أن القاصة اعتمدت لقطة حياتية لتزاوج بين باب البيت وباب القب ، تزاوج بين الدخول والخروج ، وتزاوج بين الرتابة والتجدد .

      وفي تناولنا للنص لا يمكننا أن نقوم بالتجزيء ، فالنص جاء كتلة واحدة على مساحة فراغية ، هذه المساحة الفاغية تمثل الحياة اليومية بين الزوجين بما يكتنفها من الرتابة المترتبة على الملكية المزعومة ، فالكاتبة تشكل القصة تشكيلاً مبهرًا في هدوء ، وهذا ما جعلني ألمح الخلفية المقصودة وهي الرتابة وعدم التجدد حتى أن المشاعر أصبحت كأي لوحة معلقة على الجدار على الرغم من روعتها لا تلفت أهل البيت كما تلفت ضيوفهم .

      من هنا بدأ التشكيل على هذه المساحة الفراغية ، ليأتي تشكيل الكتلة ، وتشكيل الكتلة هنا أعني به الحكاية ؛ حكاية كل زوجين لا يعمدان إلى التغيير والتجديد ، لذلك كانت القاصة موفقة جدًا عندما جذبتنا بقوة بطريقة الدخول الهجومية ، لتدهشنا بتتابع الأسئلة ، هذا التتابع الدال على تداعيات وترسبات مكبوتة سببت حالة التوتر القصوى لنجد لونين أساسيين : لون حار ( كلام الزوجة ) لون بارد يتحول إلى لون متوتر نتيجة المزج ( صوت الزوج )

      والملاحظ هنا أن القاصة استغلت خصائص المرأة ببراعة فالمرأة عندما تشعر بالبرود في الحياة الزوجية تشعر بالملل ، ليتحول المنزل إلى مجرد مهجع لا أكثر ، أما المُحبة من الزوجات فهي الساعية إلى التجدد والتجديد ، هذه شخصية قصتنا التي نحن بين يديها ، امرأة صادقة في حبها ، والدليل على ذلك أنها تدرك جيدًا إجابات الأسئلة التي تطرحها ، وإيرادها للإجابات لا يأتي استعراضيًا أبدًا ، وإنما يأتي تقريريًا للحالة المضادة الناتج عنها التصعيد ، هذا التصعيد الذي أجادت أديبتنا في التعامل معه حتى أنه نقلنا إلى موقع الحدث في تصوير سينمائي باهر ، خدمه الحوار ، فالحوار سريع متنامي ، يكاد يكون دفقة واحدة ، بل إن اللمحة المدققة للنص تؤكد أن القاصة طوقتنا بجو متوتر دون إيراد الألفاظ الصارخة والهياج الذي ربما يصاحب هذه الحالة ، بل وتلعب على وتر أكثر حدة ولكنه هنا يهمس عندما تطرح الزوجة على زوجها سؤالاً عن مدى تأكده من حبها له ، ليجيب مقرًا لتنسف هذا اليقين ، مقررة أنه يتعامل مع مضامين الحب ببرود ، فالحب يحتاج التطبيق وليس مجرد الكلمة وليس مجرد التأمين على كلمة أحبك ، أو ... أو ...

      إننا أمام شخصية عاقلة مدركة أبعاد السؤال ، وأبعاد الأجوبة ، وأبعاد اللحظة ذاتها . وعلى ذلك تنسف الحقيقة التي عفى عليها الدهر لتبني مكانها حقائق جديدة تتفق والمرحلة المعيشة ، لنصل إلى اللقطة التقريرية ( لست امرأة مفروغ منها ) نسف لكل الثوابت التي تكتنف قبيلتنا ، الزوجة امرأة مفروغ منها ، الزوجة هي الحامي للديار ، وهي الطيبة المستكينة ، المرأة هي الوتد ، المرأة الأم ، المرأة الأخت ، إن أسوأ ما يمكن أن يتسلل للحياة الزوجية حالة الأخوية ، المرأة المفروغ منها ، هنا لم تنتظر الإجابة بالنفي أو العبارة المضادة ، لأنها تملك الشعور والمعطيات ، وبالتالي أعفت هذا الزوج الكذب والحرج .

      وفي هذا السياج الذي أدخلتنا القاصة ضمنه أقف أمام عبارتها الرائعة ( ما من جيب يتسع لمشاعر امرأة . لذا أنا أرجوك الآن ، لا تحاول أن تركن إلى حب يقبع في جيبك . حبي يترعرع كالنبتة في الضوء أيها الرجل ، فأطلقْه. وكلمة السر تعرفها ، فقلْها : أحبُكِ. ) نعم أقر مع المبدعة الأديبة حنان الآغا أنه لا جيب يتسع لمشاعر امرأة ، لأن الطبيعي أن هذه المشاعر متجددة فكيف يحتويها جيب بارد ؟! هنا أجد التكثيف في هذه العبارة يساوي دقة مسار الحوار والحدث المكثف ، وفيه من اليقينية والإبهار ما يجعل التاريخ يحفظ هذه المقولة ، وقد رشحت القاصة هذه العباة بما تبعها من إيضاخات من الزوجة لما تحتاجه كل امرأة من زوجها ، التجدد ، الري ، التطلع ، الوثوب نحو الروعة ...

      من خلال هذه القراءة وجدت أن أديبتنا حنان الاغا تعاملت مع لقطة أو لمحة حياتية واقعية عرضتها لنا مستخدمة تقنية قصصية وأدوات أدت الغرض بصورة ملفته ، على الرغم من ضيق المساحة الكتابية ، والمساحة الزمنية ، إلا أن القاصة الكبيرة ، استطاعت أن تستغل كل مساحات المسرحين الزماني والمكاني بشكل استحوذني كمتذوق وربما لو طالت القصة عما هي عليه لأتت تقليدية قديمة ، ولو أنها اعتمدت على النقلات الحوارية لما بلغ الحوار هذه الروعة وإبلاغ الرسالة ، كما يجدر الإشارة إلى أن القاصة مزجت بين العناصر الاجتماعية ، والنفسية ، لتأتي حاملة رسالة من خلال نسق إمتاعي باهر ، لكني تمنيت لو أن القفل كان عند ( كلمة السر أنت تعرفها ... )

      أديبتنا الرائعة : حنان الاغا

      قصتك هذه تحتاج العديد والعديد من القراءات ولا يمكن أن أكون وصلت منها إلى ما سيصل إليها من يتناولها بمنظور آخر .

      أتمنى أن تتقبلي المحبة والاحترام

      مأمون

    • #8
      أديب
      تاريخ التسجيل : Apr 2006
      المشاركات : 9,079
      المواضيع : 101
      الردود : 9079
      المعدل اليومي : 1.38

      افتراضي

      حنان...

      تعلمين ما هي المشكلة... المشكلة هي اننا لابد ان نبوح بالحب لمن نحب ولابد ان نصب الخمر لنتمتع بافضل ما فيها،قدرتها على اخراجنا من هذاالعالم المربك.
      لكن لا الحب ولا الجمال ولا الشعر بقادر على ان يخفي مأساة الانسان عن بصيرة الاخر او ماساة الانسان هي تلك المناوحة الابدية بين الفراغ والامتلاء، الحنين والهجران،الانصراف الى المرآة الانصراف عنها، ان المرواحة بين النقيض والنقيض تهدد ببطلان المعنى في افعلنا وفي ثم في حياتنا.


      حنان...

      محبتي
      جوتيار

    • #9
      الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
      أديبة وفنانة

      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      الدولة : jordan
      المشاركات : 1,378
      المواضيع : 91
      الردود : 1378
      المعدل اليومي : 0.22
      من مواضيعي

        افتراضي

        اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سلطان الحريري مشاهدة المشاركة
        الفاضلة المبدعة حنان الآغا:
        كم أحب هذا النوع من القصص القصيرة التي ترتبط أجزاؤها بسر يسير مع الحوار إلى الختام الذي يكشفه ، وقد عرضت قصتك صورة صادقة لمشاعر المرأة التي تفقد الحب في مجتمع لا يؤمن إلا بالمادة ، مع تغلغل في أعماق شخصية الأنثى التي تبحث عن حب ، فكلمة ( أحبك ) وحدها كافية لتجعل الحياة أكثر جمالا وبهاء .
        وأجمل ما فيها أنك جعلت البطلة تسأل ولا تنتظر الإجابة ؛بل تتولى الإجابة عنه ؛ لأنها تعلم أنه لن يجيب بغير ما قالت إن صدق مع نفسه ؛ و لأنها تريد أن تصل في النهاية إلى الفكرة التي أرادت الوصول إليها ؛ وأظن أن كل حرف في إجاباتها كان متوقعا للرجل، بل إنها لحظة وقوف عند باب لا تتجاوز زمن الكلام المنطوق ؛ ليحمله معه إلى خارج البيت ، وفي ذلك نجاح وأي نجاح !! .
        ويبدو لي أن من أسرار نجاحك في هذه القصة البساطة الموغلة في العمق ، فقد توغلت في صميم التجربة التي تعيشها البطلة ، بأسلوب سلس بسيط ، فقد تمثلت بتفرد الشخصية تمثلا فنيا صحيحا ، فأبدعت .
        لم تكن كلماتي المتواضعات هذه قراءة لنص أعجبني ، وإنما هي وقوف متذوق محب لأدب قاصة مبدعة.
        ربما أجد الوقت للوقوف عند عالمك يوما بما تستحقين.
        الفاضلة حنان الآغا
        دومي مبدعة
        _______________________
        اسمح لي أيها الأديب المفكر أن أبدي إعجابي بقراءتك المتبصرة في أبعاد الكلمة والمدلول ،
        الكلمة ( مفردة ما ) التي نتعامل معها غالبا باعتبارها لبنة من البنية جميعها. إلا أنها وهذا يحدث كثيرا، تكون أساسا للبناء ،وهي المفتاح الذي يفتح جميع مغاليق النص ، لذا تراها في مكانها تأبى أن تمحى أو تستبدل .
        د. سلطان
        متابعتك هو أمر أعتز به حقا .
        تقبلمودتي واحترامي

      • #10
        الصورة الرمزية حنان الاغا في ذمة الله
        أديبة وفنانة

        تاريخ التسجيل : Nov 2006
        الدولة : jordan
        المشاركات : 1,378
        المواضيع : 91
        الردود : 1378
        المعدل اليومي : 0.22
        من مواضيعي

          افتراضي

          اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام القاضي مشاهدة المشاركة
          أختي الأديبة الفاضلة / حنان الأغا
          السلام عليكم
          قرأت قصتك للمرة الثانية اليوم
          وقبل ان أهم بالرد قرأت رد أخي و أستاذي د. سلطان
          فأسقط في يدي ؛ فقد قال كل ما كنت أود قوله .
          اسمحي لي فقط أن أبدي اعجابي الشديد .
          تقبلي تقديري واحترامي .
          ________________________
          الأخ الأديب حسام
          حقا لقد (كفّى ووفّى ) الدكتور سلطان ،
          المبدع حسام القاضي
          يكفيني مرورك للقراءة ، فرأيك أعرفه وأثمنه دائما
          تقبل مودتي وتقديري

        صفحة 1 من 5 12345 الأخيرةالأخيرة

        المواضيع المتشابهه

        1. السؤال هو العلاقة الموجودة بين الفلسفة والتفلسف
          بواسطة فاطمة أولاد حمو يشو في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
          مشاركات: 10
          آخر مشاركة: 13-03-2007, 11:49 PM
        2. نحن نجيبكم عن هذا السؤال المرعب: ما لون الحب ؟
          بواسطة سمير الفيل في المنتدى الاسْترَاحَةُ
          مشاركات: 41
          آخر مشاركة: 24-05-2006, 12:39 AM
        3. من يجيبني على هذا السؤال المعضل ..........؟!
          بواسطة عائض القرني في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
          مشاركات: 2
          آخر مشاركة: 24-05-2006, 12:03 AM
        4. ويبقى السؤال
          بواسطة المجهوووول في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
          مشاركات: 3
          آخر مشاركة: 25-02-2004, 07:06 PM
        5. هل يوجد من يجيبني على السؤال
          بواسطة رائد ابو مغصيب في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
          مشاركات: 1
          آخر مشاركة: 10-11-2003, 12:31 AM