ينكسر الكاتب بإنكسار قلمه ، ثمة علاقة من نوع خاص وفريد ما بين الكاتب وفعل الكتابة,هي علاقة لاتشبه بخصوصيتها و تفردها أي علاقة أخرى ما بين صانع وصنعة، إذ لا هي ديموقراطية في تبادليتها لدور الرياسة بينهما ولاسلطوية في تمكن أحدهما من صهر الآخر وتطويعه، ذلك أنه بقدرما يشعر الكاتب بتمكنه من قلمه بقدر ما ينذرالولاء والطاعة له ، وبقدر ما يريد الكاتب لهذا القلم أن يكون بساط ريح يركبه أو جناح عنقاء يتشبث به ليحلق به في سموات من الأحاسيس فوق قفار من الآلام والشجون بقدر ما يقر في الوقت نفسه بأن لهذا القلم لجاماً محكماً يكمم تعابيره و يكبح فوضى مشاعره ويحد من عبثية جنونه. بعبارة أخرى لا يوجد كاتب حقيقي لايعيش حالة عشق وحالة صراع في الوقت نفسه مع القلم.
ولعل هذه العلاقة الحميمة الملتهبة بين الكاتب والقلم، والتي لاتتحمل المزيد من الإضطراب الخارجي المتمثل في قولبة فكر الكاتب وتوجيهه من قبل سلطة الرقيب لعل هذا ما يفسر لنا حساسية الكاتب تجاه محاولات الأقتراب ولو بشكل سطحي من خصوصية هذه العلاقة ناهيك عن محاولات التوغل في ذات الكاتب ونبش مكنونات وجدانه،هو همٌ مضاف محفز عند البعض ومحبط عند البعض الآخر.. يسعدني اخي الكريم أن أقرأ لك فأنا ألمس فيما تكتبه صدق المشاعر وعمق المعاناة..كل الشكر والتقدير.