أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مالك الحزين.... قصة صديق الحلو

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2020
    الدولة : الخرطوم
    المشاركات : 181
    المواضيع : 180
    الردود : 181
    المعدل اليومي : 0.13
    مقالات المدونة
    121

    افتراضي مالك الحزين.... قصة صديق الحلو

    مالك الحزين
    قصة قصيرة...
    صديق الحلو
    اذا اردت ان تجدد قواك فارتد مكانا نائيا هكذا قالت ايمان الزين. يستمع اليها امجد صلاح وهو يداري جراح نفسه التي يتمني ان تندمل.
    في الليل عندما تزمجر اصوات المدافع والدانات. تنام هناك في خيال امجد ايمان الزين بهدوء طفلة في سريرها الوثير.
    والعالم مليء بالاصداء. اشعل امجد صلاح لمبات الطاقة الشمسية. لكن صنبور المياه متوقف عن الاتيان بالماء. يريد امجد ان يغتسل لصلاة الجمعة. المدينة استوطنها المارقون. الناس يعملون المتاريس لقفل مداخل احياؤهم. وهؤلاء التعساء يزيحون المتاريس.
    ترعرعت ايمان الزين. في الكدرو وشبت في اعماق امجد صلاح زهرة سوسن بلا تناقضات.
    الحرب فوق ادراكهما معا. لولا هذه الحرب
    اللعينة والعبثية لتزوجها.
    امجد جهز متطلبات العرس كلها وسرقها
    قطاع الطرق. تركوه
    عاريا الا من ورقة التوت.
    تتنازعه نجمة من الظلام. كل يوم وتنزعه بعيدا من غبار الذكريات. في اماسي الخريف المحملة بالرطوبة والعفن. البيئة الناقلة
    للامراض. التايفويد
    الملاريا واليرقان. الذباب والباعوض..
    ومستنقعات المياه في الشوارع. تهون والدة امجد عليه ان يصبر.
    قي ربيع الاول شهر مولد الرسول يتحتم
    علينا ان نخبر الزين
    والد ايمان ان امجد جاهز مويه ونور.
    الزين في الشرق يعد النجيمات الشاردة
    وتجارة الحدود كر وفر.
    هنا يحتفلون اذا عادت الكهرباء ويزغردون اذا رجعت المياه لصنابيرها.
    وتبقي كوستي في النفس كلمة حنينة
    كقبلة خاطفة. شوارعها مليئة بالنازحين والعابرين
    وطالبي اللجوء ومليئة ايضا بالذباب
    والشحاذين وطقس لزج كخياشيم سمكة
    مجهزة للطبخ دون توابل. امجد صلاح
    يحب شرب القهوة
    والجلوس في المسطبات وعلي الرصيف احيانا.
    يحلم بالهجرة والعمل في ديار البترول والغربة
    ليؤسس منزلا.
    تزوجا امجد صلاح
    وايمان الزين زواج باهر صار حديث الاماسي الندية والمنتديات المخملية. رغم الحرب وويلاتها. اهدي النزير صديق امجد له قطة...
    القطة الجميلة فيفي مالبثت ايام الا وماتت. بعدها بايام وجدت امام عتبة منزل ايمان بومه وهي الاخري ميته
    اعتبروها علامة شؤم. وحوم حول الدار طائر مالك الحزين. قررت ايمان
    ان تغادر الي الخرطوم خاصة بعد ان قالت لها والدة امجد انك حاقدة وفتانة وصارت تصر
    وجهها وتزم شفتيها
    ولاترد السلام وهي تخاطبها من علي البعد. وترسل نحوها
    نظراتها شذرا. رصاصة هنا ورصاصة هناك. من ياوي ايمان وامجد. ان لاتكون في بيتك سوف لن تجد الراحة
    ابدا. الاغنيات تساقطت كاوراق الزهر. وامجد في خدر قلبه اللذيذ اثري وجدان ايمان التي احبته بوله. الاصدقاء يلعبون الورق. يساهرون امام دكان الحي. لقد شيدا امجد ايمان حياتهما بكل الدفء
    وتجاوزا موت القطة
    وتكشيرة الوالدة وشكوكها. وايمان بابتسامتها الرطبة والفتية تمتص مل السلبيات.
    في صفاء الذاكرين
    تبتسم ايمان الزين وهي تتكيء علي ذراع امجد صلاح تحكي وهي مرتبكة
    عن رحلتهم الطويلة
    . شفاه ممتلئة وعيون متسعة وهما
    يتشربان نسمات الاماسي المضمخة برائحة الصندل والبخور. يكتب امجد صلاح اوراقه يدون يوميات الحرب... برهبتها.. وتعاستها. لكن هناك
    لحظات للحب والعشق والملاطفة.
    رغم الالام الرهيبة
    والمعاناة الا ان الحياة تسير. ونهر النيل يلعق جراحه
    محاصرة شواطئه.
    يظللها الاسي وذلك البؤس. خليط من الذكريات الضبابية
    . عدم جدوي الكتابة
    ان تضف شيئا صادقا عما تبعثه النفس من سلوان. ان تعيد تشكيل الحقيقة. صياغتها
    وبناؤها حتي تكشف
    عن وجهها المعبر. رغم ما اصابهم من جراح وخزلان لايتجنبون القدر ولكنهم يسعون لتحقيقه.
    اخيرا عادا امجد صلاح وايمان الزين
    الي منزلهما بالخرطوم. الطريق الي البيت اجمل من الوصول اليه.

  2. #2
    قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Nov 2019
    المشاركات : 3,447
    المواضيع : 235
    الردود : 3447
    المعدل اليومي : 2.15

    افتراضي

    يدون يوميات الحرب... برهبتها.. وتعاستها. لكن هناك لحظات للحب والعشق والملاطفة.
    رغم الالام الرهيبة والمعاناة الا ان الحياة تسير. ونهر النيل يلعق جراحه

    قصة جميلة المعنى والسرد .. تمنيت لو استرسلت القص في سطور متواصلة بدون تقطيع.
    ولك تحياتي.